عادي

الفن الإسلامي بين اللغة والصورة في «المقهى الثقافي»

05:01 صباحا
قراءة دقيقتين
الشارقة: علاء الدين محمود

شهد المقهى الثقافي أمس ندوة فكرية بعنوان «الفن الإسلامي بين اللغة والصورة»، تحدث فيها الدكتور شربل داغر، وقدمها الدكتور عمر عبد العزيز.
استعرض داغر خلال الندوة كتابه «الفن الإسلامي بين اللغة والصورة»، والذي ضمنه عدداً من المواضيع المتعلقة بالفنون الإسلامية ورسوخها الحضاري والتاريخي، فيما يتعلق بالصورة والخط العربي، وتشكيل اللغة للمشاهد الصورية، أو ما يعرف بالحكاية والأعمال المصورة، خاصة عند يحيي الواسطي الذي قام برسم العديد من المقامات المصورة في القرن الثالث عشر.
وتناول داغر أعمال الواسطي، باعتبارها ذات مضامين فنية كبيرة، خاصة على مستوى الصورة، حيث إن تصوير المشهد الطبيعي والإنساني عنده، يشبه إلى حد كبير اللوحات المعاصرة، وأوضح داغر أن مفهوم الصورة إشكالي، وعلينا أن نميّز بينه وطرق أخرى في الصورة وبنائها، فهنالك حضارات تعاملت مع الصورة تعاملاً مختلفاً وليس واحداً.
وتحدث داغر عن العلاقة بين خيال الظل والصورة في المخطوطات الإسلامية، حيث إن فن «خيال الظل» ليس منتجاً فنياً إسلامياً، وهو لم يدرس من الناحية الفنية، مستدعياً شمس الدين محمد بن دانيال «1249م - 1311م»، وهو فنان ورسام وشاعر عاش في العصر المملوكي، وبرع في تأليف تمثيليات خيال الظل، وقام ابن دانيال بنشر هذا الفن في مصر. كما تناول داغر العلاقة بين الواسطي وابن دانيال، حيث إن هذه العلاقة لم تدرس أبداً، في سياق تناول الفن الإسلامي القديم وتأثيراته الحاضرة، فهذه المسألة تحمل نقطة التقاء الصورة والحكاية الشعبية والأدبية، فهنالك علاقة كبيرة بين صناعة الدمى المتحركة، وبين صناعة الصور في المخطوطات، ليخلص داغر إلى وجود معالم علاقة تاريخية، وفنية، بين المخطوط المصور وخيال الظل.
وأشار داغر إلى أن الشخصيات في صور الواسطي لها شكل وهيئة معينة، تماماً كما في الرسوم الحديثة للأطفال، فهنالك دائماً شخص بذات اللباس والشكل، وهو شخصية «الراوي»، وهذا ينم عن خيارات وقرارات على نحو ما فعل الواسطي عندما قام برسم مقامات الحريري، وهذا ما يعرف بالخيارات التصويرية.
وتحدث داغر عن ما عرف ب«الترجيع» في الفن الإسلامي، وهو شكل من أشكال التناص بين اللغة وبقية الفنون الأخرى، فالصورة لغة، وقد أجلى المتصوفة هذه المسألة بشكل كافٍ كما فعل ابن عربي، وكذلك الحلاج الذي وصل باللغة والتصوير اللغوي إلى حد التجريد، فالثقافة الصورية العربية، تقاطع النصوص التعبيرية.
واستعرض داغر فرضية انطلاق الفن الإسلامي من اللغة، وأكد أن الحديث عن الأساس اللغوي للفن الإسلامي ليس بالضرورة أن يشمل كل منتجات هذا الفن، فأهم هذه الفنون هو «الخط العربي»، وفي المخطوطات القديمة المصورة، نجد صوراً مرتبطة بكتابة وبلغة وبنصوص، والزخارف في العمارة الإسلامية مبنية وفق منطق مبنى السطر واللغة.
ولفت داغر إلى أنه في التاريخ الإسلامي، عرف الناس علاقات مختلفة مع الصورة، أو ما يحيط بها، والخط العربي ليس بديلاً للصورة، لكنه إنتاج محلي خاص، لم يأخذه العرب من أحد، وقد أبدعوا وتفننوا فيه.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"