عادي

نورة النومان تحاضر عن أدب الخيال العلمي

01:58 صباحا
قراءة 3 دقائق
قدمت الكاتبة والروائية الإماراتية نورة النومان، المؤسس والرئيس التنفيذي لدار مخطوطة «5229»، أول دار نشر إماراتية متخصصة في الخيال العلمي والفنتازيا للشباب، يوم أمس الأول، محاضرة حول «كتابة الفنتازيا»، وذلك خلال مشاركتها في فعاليات «ملتقى اقرأ» الذي ينظمه مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي في مدينة الدمام السعودية خلال الفترة من 13 إلى 31 من أغسطس/آب الجاري.
جاءت مشاركة النومان في هذا الملتقى الذي تشرف عليه «أرامكو السعودية» منذ عام 2013، ضمن برنامج المحاضرات التي ينظمها الملتقى بهدف تزويد المشاركين من الأطفال واليافعين والشباب، بالمعرفة التي تزيد من مستوى ثقافتهم، وتطور قراءاتهم النقدية، وتساعدهم على تكوين وجهات نظر جديدة حول الأفكار المرتبطة بالثقافة والمعرفة، وفي نفس الوقت ترفع مستوى المهارات الكتابية والخطابية لديهم.
وتحدثت نورة النومان في مستهل محاضرتها عن نشأتها في مكتبة جدها، إبراهيم بن محمد المدفع، أول إعلامي في الإمارات، وعن الكتب والأفلام التي ألهمتها للانطلاق في مسار كتابة الفنتازيا، بدءاً من أعمال الأديب المصري أنيس منصور «أرواح وأشباح»، و«الذين هبطوا من السماء»، و«الذين عادوا إلى السماء»، وصولاً إلى متابعتها لأولى أفلام سلسلة «حرب النجوم» في العام 1977.
وأكدت النومان أن أكثر شيء أسهم في شغفها بالخيال العلمي والفنتازيا، كان «وجهات النظر المتعددة، والعوالم المختلفة عن عالمنا، والحاجة إلى الاحترام والتفاهم والتعاطف» في هذه الأعمال، مشيرة إلى أنها ركزت على قراءة الروايات والقصص الصادرة باللغة الإنجليزية نظراً لعدم وجود إصدارات عربية حول هذه المواضيع في تلك الفترة، وهو ما دفعها إلى الكتابة في هذا المجال بدءاً من عام 2009، ومن ثم إصدار روايتها الأولى «أجوان» عام 2012.
وتناولت جانباً من التحديات التي واجهتها في نشر روايتها الأولى، فرغم أنها فازت لاحقاً بجائزة اتصالات لكتاب الطفل عن فئة أفضل كتاب لليافعين في العام 2013، إلا أنها واجهت مصاعب جمة في نشرها، نتيجة عدم إيمان كثير من الناشرين بهذا النوع من الأعمال، لتتخذ قراراً العام الماضي بتأسيس دار نشر تتجاوز مصاعب إصدار هذه الروايات وتضع حداً لعدم الاهتمام بها في العالم العربي.
وتطرقت النومان في محاضرتها إلى مفهوم الفنتازيا، باعتباره معالجة إبداعية خارجة عن المألوف للواقع المعاش، يعتمد في فكرته وفي حبكته على الخيال والخوارق والأساطير. متناولة أمثلة من الأدبين العربي والغربي مثل «ألف ليلة وليلة»، و«كليلة ودمنة»، و«ذا هوبيت»، و«سيد الخواتم»، و«هاري بوتر»، وغيرها من الأعمال التي حققت شهرة ونجاحاً غير مسبوقين.
ورفضت النومان ما يقال من أن الفنتازيا مناسبة للأطفال واليافعين فحسب، وقالت إنها اليوم، بتنوع موضوعاتها وحبكاتها وأفكارها، وبغياب الحد الفاصل بينها وبين الخيال العلمي، أصبحت صالحة أيضاً للكبار. وتناولت مكونات الفنتازيا من حيث المكان، والصراع، والحبكة، والشخصيات، مشيرة إلى أن الخيال الذي تتضمنه روايات أو أفلام الفنتازيا «يخبرنا أشياء عن أنفسنا تحتاج إلى أن نفهمها».
وفي ختام محاضرتها، أكدت الكاتبة والروائية نورة النومان، أن أدب الخيال العلمي والفنتازيا هو أعظم أدب استطاع أن يحقق التغيير في المجتمع.
وشهدت المحاضرة في نهايتها حواراً مفتوحاً مع الحضور، الذين طرحوا أسئلة ومداخلات عكست ارتفاع مستوى ذكائهم واطلاعهم ووعيهم، وشكلت دافعاً إضافياً للكثيرين منهم لخوض هذا المجال، قراءة أو تأليفاً، وتركزت معظم النقاشات حول مهارات كتابة الفنتازيا، وكيفية تطوير الخيال، وأهمية الترويج لهذا النوع من الأعمال بين القراء في العالم العربي.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"