عادي
افتتح الدورة الـ 36 لمعرض الشارقة للكتاب

سلطان: نجابه الظلام بنور الكلمة والعلم النيّر

04:09 صباحا
قراءة 4 دقائق
الشارقة:«الخليج»

أكد صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، أن هناك أيادي خفية تنشر الأفكار الظلامية التي تلعب بعقول أبنائنا، وتجعلها خاوية من العلم والفكر والثقافة، وتهدد إسلامنا ومعتقداتنا وثقافتنا وتراثنا، مضيفاً سموّه، أن هذا الظلام الذي ينشرونه لا يواجه إلا بنور الكلمة الصادقة والعلم النير، مؤكداً مكانة مصر التاريخية، ودورها في حفظ أمان المنطقة، وأنها الحصن الحصين أمام تلك الأفكار الهدامة، ومواجهتها لكل ما يضر عالمنا العربي.
جاء ذلك في كلمة سموّه التي ألقاها أمام المدعوين من الشيوخ والوزراء والمسؤولين والمفكرين والأدباء، لحفل انطلاق الدورة السادسة والثلاثين لمعرض الشارقة الدولي للكتاب، بحضور سموّ الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي، ولي العهد، نائب حاكم الشارقة، وسموّ الشيخ عبد الله بن سالم القاسمي، نائب حاكم الشارقة، صباح أمس الأربعاء، في مركز «إكسبو الشارقة».
وجاء في كلمة سموّه، «ضيوفنا الكرام عشاق الكلمة الصادقة، عشاق الفكر النير، عشاق السلام؛ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، اسمحوا لي، لم أكن قد رتبت أي شيء لأقوله، وفوجئت بالطلب أن أصل إلى هذا المكان، ولكن لا أظن أنني لن أجد ما أقوله أمام من أحببت فيهم المواكبة والمبادرة، للمشاركة في هذا النهج الذي ننهجه.
في عالمنا المضطرب، عالمنا الذي ألغى كل شيء ينتمي إلى العقل نجد أنفسنا أمام تيار ظلامي يريدنا أن نكون لا شيء، والمتتبع للأحداث التي تنقل إلينا من كل بلدان العالم العربي، يجد أن هناك أياديَ خفيةً تلعب بعقول بعض من أبنائنا الذين خوت عقولهم من الفكر والثقافة والعلم، وبدت تهد -قبل كل شيء- الإسلام الذي ننتمي إليه، وإذا هو يظهرنا أمام العالم بأجمعه، وكأننا لسنا بشراً، والقصد تحطيم معتقداتنا.
ولم يكتفوا بذلك، بل حطموا تراثنا وثقافتنا وعلمنا ومعرفتنا، والناس تظن أن مجابهة هذا التيار الظلامي، تكون بالمدافع وبالرشاش والجيوش؛ وأقولها صراحة: مجابهة الظلام تكون بالنور، والنور هو الكلمة الصادقة والعلم النير، والثقافة التي تستطيع أن تملأ العقول الخاوية التي تأكل كل الرذيلة، فما بالكم إذا أرادت أن تأكلنا نحن.
لقد بدأت هذه الفئات تتراجع من بعد هذه الضربات المتلاحقة، وكان آخرها بالأمس، غمرتنا فرحة ما بعدها فرحة، نشارك إخواننا بمصر وأهلنا بفرحتهم بالانتقام لشهدائهم بالأمس ونالت مصر ما نالت.
فربما يتساءل البعض لماذا مصر؟ لو رجعنا إلى التاريخ كله، لوجدنا أن مصر هي الحصن الحصين، عندما اندفع المغول من الشرق نواحي المغرب، لم يكن أي بلد من البلدان يستطيع إيقافهم إلا الصخرة القوية التي كانت على حدود مصر، قبل أن يدنسوها، ومن ذلك الوقت أصبحت مصر هي الصمام لهذا الأمان الذي نشهده، فبادرت تلك الفئات الظلامية تضرب مصر من كل الجهات من الشرق ومن الغرب ومن الجنوب. وإخواننا في مصر لا نقول إنهم يدافعون عن بلدهم، وإنما يدافعون عن بلداننا كلها، ولذلك قدر الله لمصر رجلاً من أبنائها مؤمناً بانتمائه إلى ذلك البلد، ولاحظناه منذ البداية، وقبل أن يكون مسؤولاً، كانت القرارات التي يتخذها كلها صائبة وسليمة، حتى في الأيام التي كانت مصر تحكمها التيارات الظلامية، كان هو الواقف بالمرصاد، ولم يُضع حبة من ترابها، ولذلك نحيي ذلك الرجل الذي منذ أن بدأ في تلك الأرض، أصبح العطاء يأتي والبلد يرتقي، ونأمل إن شاء الله، بأن تكون مصر في قمة الدنيا.
مرة أخرى أشكر لكم تلبية دعوتنا، والمشاركة في الرحلة الطويلة مع الكتاب، مع الكلمة، مع الفكر، سواء مكتوباً أو مرسوماً أو ممثلاً، فالأفكار كلها تحترم العقل الذي يتعطش إلى المعرفة؛ شكراً يا أحبائي وأحباء المعرفة وشكراً لهذه التظاهرة والسلام عليكم».
وخلال حفل الافتتاح، تابع الحضور فيلماً تسجيلياً عن الإصدارات الأربعة الجديدة لصاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، وهي «إني أدين»، و«مساجلات شعرية»، و«سيرة مدينة - الجزء الثاني»، و«رحلة بالغة الأهمية»، التي تفضل سموّه بتوقيعها وإهداء النسخ الأولى منها، إلى كبار الضيوف والحضور القادمين من مختلف دول العالم.
حضر حفل الافتتاح إلى جانب صاحب السموّ حاكم الشارقة، الشيخ محمد بن سعود القاسمي، رئيس دائرة المالية المركزية، والشيخ خالد بن عبد الله القاسمي، رئيس دائرة الموانئ البحرية والجمارك، والشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، رئيس مجلس الشارقة للإعلام، والشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، المؤسسة ورئيسة جمعية الناشرين الإماراتيين، والمؤسسة والرئيسة التنفيذية لمجموعة كلمات، والشيخة حور بنت سلطان القاسمي، رئيسة مؤسسة الشارقة للفنون، والشيخ خالد بن عصام القاسمي، رئيس دائرة الطيران المدني، والشيخ خالد بن صقر القاسمي، رئيس هيئة الوقاية والسلامة، والشيخ سالم بن عبد الرحمن القاسمي، رئيس مكتب سموّ الحاكم، والشيخ فيصل بن سعود القاسمي، مدير هيئة مطار الشارقة الدولي، والشيخ محمد بن حميد القاسمي، مدير دائرة الإحصاء والتنمية المجتمعية.
كما شهد الحفل، عبد الرحمن العويس، وزير الصحة ووقاية المجتمع، ووزير الدولة لشؤون المجلس الوطني، ونورة الكعبي، وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة، والدكتور ثاني الزيودي، وزير التغير المناخي والبيئة، وجميلة المهيري، وزيرة الدولة لشؤون التعليم العام، والدكتور سلطان الجابر، وزير دولة رئيس مجلس إدارة المجلس الوطني للإعلام، وخولة الملا، رئيسة المجلس الاستشاري في الشارقة، والفريق سيف الشعفار، وكيل وزارة الداخلية، وكبار المسؤولين وأعضاء المجلسين التنفيذي والاستشاري بحكومة الشارقة، وضيوف المعرض من الأدباء والمثقفين العرب والأجانب، وأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين في الدولة، وجمع غفير من المهتمين بالكتاب وصناعة الكتاب من دور النشر العربية والعالمية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"