عادي
تثبيت سعر العملة الأرجنتينية يهدد البرازيل بالإفلاس.. وعملات شرق آسيا تلتقط أنفاسها

«البيزو» يقود تراجع عملات «الناشئة».. واليوان يواصل الانخفاض

01:08 صباحا
قراءة 4 دقائق
شهد البيزو الأرجنتيني خمسة أيام متتالية من التراجع وخسر أول أمس الجمعة 0,72% مقابل الدولار في سوق القطع، ليصل تراجعه الإجمالي هذا الأسبوع إلى 6,81% بالرغم من عدة تدخلات للبنك المركزي، ليقود بذلك تراجع عملات دول الاقتصادات الناشئة في تراجعها المستمر منذ أكثر من شهر، فيما واصل اليوان الصيني انخفاضه مقابل الدولار في التعاملات الخارجية أول أمس الجمعة في الوقت الذي ذكرت فيه بلومبيرج أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أبلغ مساعديه بالمضي قدماً في فرض رسوم جمركية على واردات صينية بقيمة نحو 200 مليار دولار، مخالفاً بذلك سلسلة صعود حققتها عملات بعض دول شرق آسيا ملتقطة أنفاسها بعد أسابيع من التراجع.
سجل الأسبوع الماضي ارتفاعاً للعملة الأرجنتينية بنسبة 5% أثار أملاً في تحسن أوضاع ثالث اقتصاد في أمريكا اللاتينية، في انتظار الضوء الأخضر من صندوق النقد الدولي لتسريع برنامج المساعدة.
وكان صندوق النقد الدولي منح الأرجنتين في حزيران/‏ يونيو قرضاً بقيمة 50 مليار دولار إثر أزمة مالية أولى في نيسان/‏ إبريل وأيار/‏ مايو، مع دفعة فورية قدرها 15 مليار دولار.
وكانت حكومة الرئيس ماوريسيو ماكري من وسط اليمين تعتقد أن ذلك سيكون كافياً، لكن مع الأزمة النقدية في آب/‏ أغسطس اضطرت الأرجنتين إلى طلب تسديد دفعات مبكرة لإرساء الاستقرار في اقتصادها.
وتعاني الدولة على غرار دول ناشئة أخرى، أزمة ثقة داخلية تتزامن مع ظروف دولية غير مؤاتية، مع ارتفاع نسب الفوائد في الولايات المتحدة، وخسر البيزو 50% من قيمته منذ مطلع العام، وتشير التوقعات إلى أن معدل ارتفاع الأسعار السنوي سيقارب 45% عام 2018، بزيادة ثلاثة أضعاف عن التوقعات الحكومية الأساسية.
وقال الخبير الاقتصادي فاوستو سبوتورنو «سنشهد من الآن وحتى كانون الأول/‏ ديسمبر أربعة أشهر من التضخم السنوي القريب من 4%، لا يمكن في هذه الظروف أن نأمل بتثبيت سعر الدولار».
والواقع أنه حين تتدهور قيمة البيزو في الأرجنتين، يلجأ المستثمرون والمدخرون فوراً إلى الدولار، وجرى البحث مجدداً بشكل عابر في أواخر هذا الأسبوع في تثبيت سعر البيزو مقابل الدولار، وهو ما كان سارياً في التسعينيات وكلف البلاد غالياً إذ قادها إلى الإفلاس، وذلك بعد تصريحات مسؤول في البيت الأبيض.
وقال المستشار الاقتصادي في البيت الأبيض لاري كادلو في مقابلة أجرتها معه شبكة فوكس نيوز إن «الحل الوحيد للأرجنتين يكمن في نظام يحدد سعر صرف ثابتاً للبيزو مقابل الدولار»، معتبرا أن هذا ما أتاح الحد من التضخم في التسعينيات.
وأثار هذا التصريح تنديداً في الأرجنتين حيث يستبعد خبراء الاقتصاد والحكومة على السواء مثل هذه الوسيلة وقال الخبير الاقتصادي رودولفو سانتانخيلو إن «البحث في قابلية تحويل (العملة) من باب الهذيان».
وفي بكين، تراجع اليوان الصيني في التعاملات الخارجية 0.45 % إلى 6.876 يوان مقابل الدولار، وفي المقابل، واصل مؤشر الدولار مكاسبه ليرتفع 0.33 % إلى 94.830.
وشهدت بعض العملات الآسيوية استقراراً نسبياً خلال جلسة تداولات أول أمس الجمعة، تزامناً مع الاضطراب الشديد والانخفاض الحاد لعملات الأسواق الناشئة.
واستقر البات التايلاندي أمام الدولار عند مستوى 32.79، ورغم أن الرينجت الماليزي لم يشهد استقراراً بنفس الدرجة، لكنه لم يتراجع كبقية عملات الأسواق الناشئة، كما استقر أداء وون كوريا الجنوبية ودولار سنغافورة، وفقاً لمحللين.
كما استمر تراجع الليرة التركية والروبية الإندونيسية والروبية الهندية ما يثير المخاوف من انتشار عدوى الأسواق الناشئة، بينما شهدت الروبية الهندية أسوأ أداء بين العملات الآسيوية منخفضة بنسبة 12%.
وتراجعت الليرة التركية، التي خسرت 40% من قيمتها هذا العام، بعد يوم من رفع البنك المركزي سعر الفائدة الرئيسي 625 نقطة أساس، وسجلت العملة 6.40 ليرات للدولار.
ورفع البنك سعر إعادة الشراء مدة أسبوع واحد إلى 24%، ما يعني أنه قد رفع أسعار الفائدة الآن 11.25 نقطة مئوية منذ أواخر إبريل، في محاولة لوضع حد أدنى لليرة.
وسجل الريال البرازيلي، تراجعاً قياسياً، وأغلق الأسبوع على 4.197 ريالات مقابل الدولار، وسط غموض محيط بالانتخابات الرئاسية التي تجري الشهر المقبل.
وكان الريال قد خسر 1.12% من قيمته أمس الأول، و21.06% منذ بداية العام.
وأثارت الحملات الانتخابية للرئاسة قلقاً في الأسواق، مع تأرجح التوقعات بشكل دراماتيكي بين المرشحين الرئيسيين، وكان الرئيس الأسبق لويس إيناسيو لولا دا سيلفا لايزال يتصدر الاستطلاعات رغم سجنه لقبوله رِشى، وبالنسبة إلى الكرونة السويدية فقد تراجعت في تداولات نهاية الأسبوع، مدفوعة ببيانات التضخم بعد أن شهدت أداءً جيداً خلال هذا الأسبوع.
وانخفضت الكرونة أمام اليورو 0.7% فور صدور البيانات التي أفادت بتراجع مؤشر أسعار المستهلكين 0.2% على أساس شهري في أغسطس، في حين تراجعت 0.1% مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق، وانخفضت الكرونة أمام الدولار 0.45% إلى مستوى 8.9953.
وفي موسكو، رفع البنك المركزي الروسي معدل الإقراض الرئيسي أمس 0.25% إلى 7.50%، في أول رفع للفائدة منذ أزمة العملة في ديسمبر 2014، مع تأثير اضطراب الأسواق الناشئة والمخاوف من العقوبات الأمريكية والضغوط السياسية في الروبل.(وكالات)
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"