تمنيات “نووية”

05:30 صباحا
قراءة دقيقتين
يخطئ الكثير من العرب في تحديد طبيعة العلاقات الأمريكية "الإسرائيلية"، وخصوصاً عند بروز أي خلاف أو خلل في وجهات النظر بين تل أبيب وواشنطن .
في معرض حديثنا عن هذه العلاقات نضع رغباتنا وتمنياتنا كأساس نبني عليها الموقف، ولا نستند إلى الأسس التي تقوم عليها، ولا إلى الحقائق المدعمة بالمواقف والحقائق والأرقام .
لقد مرت العلاقات الأمريكية "الإسرائيلية" في كثير من المراحل بنوبات من التوتر حول قضايا عدة، وفي كل مرة كنا نعوّل على ما يجري ونبني مواقف تتحدث عن انعطافة في السياسة الأمريكية، وأحياناً عن طلاق أو قطيعة، من دون أن نتلمس الثوابت في العلاقات بين الطرفين، وأنها تشكل استراتيجية تحدد مسارها، وأنهما يتعاملان مع الأزمات الطارئة كعوارض جانبية يمكن حلها والتغلب عليها .
في مجرى الخلاف في وجهات النظر بين رئيس وزراء الكيان الصهيوني والإدارة الأمريكية حول المفاوضات الخاصة بالملف النووي الإيراني، اعتقد البعض أن ذلك سوف يفجر العلاقات بين الجانبين، وأن الإدارة الأمريكية سوف ترد على الإهانة التي وجهها إلى الرئيس الأمريكي باراك أوباما بتجاهله وإصراره على إلقاء خطاب في الكونغرس بإجراءات زجرية سياسية تُفهم نتنياهو أنه يتجاوز الحدود ويلعب بالنار، وأن الدولة العظمى لا تقبل إهانة من كيان يعتمد عليها في كل ما يتعلق بوجوده .
هذا تحليل خاطئ، يستند إلى استنتاج رغائبي وكأن العلاقات بين الولايات المتحدة و"إسرائيل" هي علاقات عادية بين بلدين تحكمها البروتوكولات والاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وليست علاقات استثنائية استراتيجية تتحكم فيها مصالح مجموعات الضغط واللوبيات القادرة على التأثير في القرار وصياغة توجهاته، بل وصناعة السياسيين وتحديد مواقعهم أكان في المجالس التشريعية أو في البيت الأبيض .
اتضح أن "أزمة" النووي الإيراني بين واشنطن وتل أبيب مجرد "زوبعة في فنجان"، وأن الأصل علاقات استراتيجية ثابتة، ودعم أمريكي مطلق للكيان الصهيوني لن يتغير ولن يتبدل، وأن إمكانية تحقيق تبدل أو تغيير في الموقف الأمريكي لمصلحة قضايانا هو "صفر مكعب" . . وغير ذلك مجرد رغبات وتمنيات غير قابلة للصرف في السياسة الأمريكية .
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"