الأم

04:32 صباحا
قراءة دقيقتين

ابن الديرة
نتذكر الأمهات كل يوم، لكن ليوم الأم في الحادي والعشرين من مارس/آذار، الذي يوافق اليوم، معناه ودلالته، وكذلك أبعاده الخصوصية التي تشع على الدوام. الأم صانعة حاضر ومستقبل الوطن، فمن الصعب أن يحيط بمناقب الأمهات وصفٌ أو كلام، الأم التي تستحق المحبة كل يوم، تستحق في يومها المحبة أضعافاً مضاعفة، والتقدير والاحترام، بما لا يُحصر أو يُقاس، الأم ربة المنزل، والأم العاملة، الموظفة والمعلمة والمتفوقة في ميادين العلم والعمل، الأم الطبيبة والمهندسة والإعلامية والمثقفة، المرأة الأم في السلك العسكري، كما في السلكين القضائي والدبلوماسي، الأم في كل مكان وزمان، الأم في البيت وخارجه، الأم التي تربي وتوعي وتسهم، بشكل أساسي، في التنمية إلى أقصى القصد، وفي تحقيق سعادة المجتمع والوطن، وفي إعداد الأجيال لمستقبل البلاد.
لا لغة تحيط بدور أو أدوار الأمهات، لكننا نتذكر اليوم، بشكل خصوصي، أمهاتنا، أمهات شهدائنا الأبرار، فما أجمل وأكبر العطاء، رحم الله الشهداء، ولأمهات الشهداء الرضا والطمأنينة وراحة البال. لأمهات الشهداء الفخر والعزة والاعتداد، ولهن آيات الثناء وحدائق الرجاء، وإنما عبّر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، عن مشاعر أهل الإمارات جميعاً، وهو يهنئ أمهات الشهداء بيوم الأم، حيث أم كل شهيد هي الأصل، وهي أول النداء ومنتهى الوفاء. أم الشهداء هي عنوان الكرم والكرامة، وهي تاريخ محبة وطنية تتوالى فصولاً ولا تنتهي.
وفي يوم الأم، يتذكر شعبنا أم الإمارات، سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، التي قدمت للإمارات وأجيال الإمارات الكثير المهم، والتي رعت، منذ البدايات الأولى، نهضة نسائية مطوقة بالرقي والرفعة من كل صوب، فارتبط اسمها مع تقدم المرأة، بدءاً من تكوين جمعيات المرأة والاتحاد النسائي العام، مروراً بأفواج خريجات جامعة الإمارات وجامعة زايد وكليات التقنية العليا، وليس انتهاءً بتأسيس وتطوير المؤسسات المتخصصة في رعاية المرأة والأسرة، فلأم الإمارات كل التقدير في يوم الأم، وفي كل يوم.
مهما قيل عن الأمهات في يومهن، فمن المستحيل اختصار المعنى في أية كلمة أو عبارة، وهل يقدر حرف، مهما أضاء، على اختزال الأبجدية؟
ليس يوم الأم إلّا إشارة أو إيماءة. ليس إلّا إضاءة للذاكرة والقلب، فيما الموقف من الأمهات ديمومة وانتماء مستمر، أو هكذا ينبغي. من هنا، فإن كل يوم هو يوم الأم، وكل الزمن إنما للمرأة والأم والأمومة، ولتلك الروح الخلاقة المنتجة المخلصة، والتي تحب في صمت، وتعمل في صمت، وتؤلف مستقبل الأولاد والأحفاد قريباً من الهمس، وبعيداً عن الضجيج.
كل عام وأمهاتنا بخير، ورحم الله من انتقلت منهن إلى بارئها الكريم. كل عام والوطن يشهد على مضي المرأة الإماراتية، والأم الإماراتية، في عمر حافل بالسعادة والقبول.
كل عام والإمارات، أم الخير، بخير.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"