عاشت دولة الإمارات يوم الاثنين الماضي، فرحة كبرى بتزويج المئات من أبناء وبنات الوطن، في حفلات أعراس «أفراح الوطن» التي نظمت على مستوى الدولة، برعاية ديوان الرئاسة، وبحضور صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، وصاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي، عضو المجلس الأعلى حاكم عجمان، وصاحب السمو الشيخ سعود بن راشد المعلا، عضو المجلس الأعلى حاكم أم القيوين، وسمو أولياء العهود ونواب الحكام.
القيادة الرشيدة حريصة على دعم مثل هذه المبادرات المجتمعية التي أصبحت تنظم في كل إمارات الدولة وتحظى بتفاعل كبير ومشاركة مجتمعية واسعة، انعكست على الأسرة وهي المدخل الرئيسي لبناء مجتمع قوي ومتماسك، وتحرص على التواجد فيها ومشاركة العرسان فرحتهم، لأن الاهتمام بالأسرة ضرورة وطنية يجب الأخذ بها، لإعداد جيل واعد يتحمل المسؤولية، والإسهام الإيجابي في مسيرة الوطن وهو ما عبر عنه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، بقوله: «إن الدولة تولي أهمية كبيرة للأسرة كونها النواة الرئيسية للمجتمع الناجح».
الأعراس الجماعية فكرة تعهدتها القيادة الرشيدة في الإمارات، في بدايات التأسيس، ولقيت الدعم من المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي شجع ودعم فكرة الزواج بين شباب وبنات الوطن، بإطلاقه «صندوق الزواج» بقانون اتحادي في سنة 1992، بهدف تقديم الدعم المادي للمقبلين على الزواج من أجل المساهمة في تكوين أسر إماراتية متماسكة ومستقرة ومتمكنة.
الشارقة كان لها قصب السبق باستضافة أول عرس جماعي على مستوى الإمارات في سنة 1990، برعاية وحضور صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ونظم في منتزه الجزيرة بالشارقة، في تأكيد على نبل الفكرة وأهمية هذا التوجه الحضاري والإنساني، لما لهذه الأعراس من دور مهم وجوهري في تعزيز التماسك الأسري والتلاحم المجتمعي، والتخفيف عن كاهل الشباب، ومساندتهم في تحقيق أحلامهم وتكوين أسرهم.
دعم هذه الأعراس يستند الى فلسفة مجتمعية ناجحة، لما لها من أهمية في إحداث تأثير إيجابي في المجتمع بشكل عام، كونها تعزز التضامن الاجتماعي، وتوفر التكاليف، وتشجع على الاستقرار الأسري والعطاء والتكافل الاجتماعي وقيم التعاون والعمل الجماعي وتوفر الدعم والمؤازرة للمقبلين على الزواج من شباب الوطن، وتسهم في الحد من الضغوط الاجتماعية.
