ثقافة الحياة.. أولاً وثانياً وأخيراً

03:25 صباحا
قراءة دقيقتين
يوسف أبو لوز

الأعوام الخمسة القادمة هي أعوام الكتاب بامتياز وبأرقام لم يسبق أن عرفها سوق النشر وصناعة الكتاب في التاريخ، وذلك بعد الاتفاقية التي جرى توقيعها قبل يومين بين أحمد بن ركاض العامري، رئيس هيئة الشارقة للكتاب، وبين أندرو ياب، الشريك المؤسس في شركة «بيج باد وولف»؛ الجهة المنظمة لأكبر سوق تخفيضات لبيع الكتب في العالم. وبموجب الاتفاقية يُفتتح الفرع الإقليمي للشركة في المنطقة الحرة لمدينة الشارقة للنشر «بيج باد وولف الشارقة»، وفي ضوء هذا الإنجاز الأول من نوعه عربياً للهيئة، يجري تداول مليار كتاب في خمس سنوات صادرة عن دور نشر في منطقة الشرق الأوسط والقارة الإفريقية، بأسعار تفضيلية.
مع أول أيام معرض الشارقة الدولي للكتاب الأربعاء 2019/10/30، ذكر أكثر من كاتب إماراتي وعربي، أن الدورة الثامنة والثلاثين من المعرض هذا العام، هي دورة اللقب العزيز على قلب كل مثقف عربي «الشارقة عاصمة عالمية للكتاب».
والدورة أيضاً هي دورة الأرقام الكبيرة في تاريخ المعرض، ففي الأيام الخمسة الأولى من المعرض وصل عدد زائريه إلى المليون، وأمس دخل المعرض موسوعة جينيس للأرقام القياسية، بعدما نظم أكبر حفل توقيع للكتب في العالم، وذلك بمشاركة 1502 كاتب من الإمارات والوطن العربي والعالم.
هذه الدورة من المعرض عالمية تماماً بكل المعايير الثقافية والإعلامية والمهنية، بالاستناد أيضاً إلى حجم دور النشر والعناوين وتوسع الأجنحة ومساحات العرض، والدورة أيضاً بهذه الأرقام والمعطيات تؤشر بموضوعية وعلمية، على مكانة معرض الشارقة الدولي للكتاب، وهي أيضاً دورة فكر وثقافة وإبداع؛ هي أيضاً دورة ناشرين عرب وعالميين محترفين، وهي دورة مؤتمرات متخصصة مثل مؤتمر المكتبات، وهي دورة فائزين استحقوا الفوز عن جدارة في مجال التأليف والنشر والترجمة.
هذه محصلات ووقائع وليست استنتاجات نظرية أو انطباعية، لكن في الإطار العام لهذه الدورة يبقى الكتاب ثم الكتاب هو الأساس، وهو مربط الفرس كما يقولون.
مليار كتاب في تداول إفريقي «شرق أوسطي» مركزه الشارقة، وبأسعار تفضيلية يعني أولاً أن مدينة الشارقة للنشر ستكون جهة عالمية للكتاب، ويعني ثانياً تبلور شخصية قارئ عالمي أيضاً، ويعني ثالثاً تعزيز مبادرة عشرية القراءة (2026) التي انطلقت من الإمارات، وبدأت 2016.
في ضوء كل ذلك، سواء من حيث الأرقام أو من حيث المحصلات والوقائع، يرى الكثير من متابعي قطاعات الثقافة والنشر وصناعة الكتاب في الوطن العربي، وفي العالم، أن الإمارات اليوم دولة مركز ثقافي، ودولة حوار حضارات وثقافات قام فعلاً لا نظرياً، عبر جسور الثقافة وبمفردات محددة وواضحة: التعايش والتسامح والسلام.. السلام الحقيقي الذي ينتج عن الثقافة والأدب والفن ضمن معادلة حضارية إنسانية مدنية.
نحن في زمن إماراتي ثقافي منفتح على الأفكار النبيلة الجميلة، وعلى ثقافة الحياة أولاً، وثانياً وأخيراً..

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"