صوت العقل

04:03 صباحا
قراءة دقيقتين
ابن الديرة

بعين إنسانية تنظر الإمارات إلى الدول المتضررة من جائحة فيروس كورونا المستجد، تضع الخلافات السياسية خلف ظهرها، لمواجهة خطر داهم يهدد الشعوب، والإنسانية جمعاء. تعضّ على الجراح، وتُنصت لصوت العقل الذي لطالما أدار دفة عملها إلى الطريق الصريح، مستندة إلى إرث من العمل الإنساني، زرع بذوره المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، فأينع بساتين خير، يأكل من قطافها كل محتاج، وطالب معونة، بعد أن أحسنت قيادتنا الرشيدة رعايته، بل زادت من ثماره في بلاد تعرف بالخير، وتتسم بالإنسانية.
بالأمس، شكر قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، على تعاون دولة الإمارات مع الفاتيكان في تقديم المساعدات الطبية والغذائية إلى المتضررين من فيروس كورونا، مثنياً على النهج الإماراتي الإنساني المتمثل في مد يد العون للكثير من المجتمعات، والدول في العالم، في مواجهة الفيروس.
هذا الشكر المستحق الذي صادف أهله، جاء إنصافاً لدولة لم تثنها الجائحة عن القيام بدور إنساني لطالما اضطلعت به، دور تبلور في تقديم المساعدة لأكثر من مليون من العاملين في مجال الرعاية الصحية حول العالم، وتوفير أكثر من 1000 طن من معدات الحماية الشخصية، والمساعدات الطبية والغذائية لنحو 70 دولة حول العالم، لاحتواء الوباء، في استمرار لنهج دأبت عليه منذ تأسيسها، تعبيراً عن انفتاحها على العالم، واعتقادها الراسخ أن عمل الخير، والأمان، والاستقرار، على من حولنا، سيعمّ علينا أيضاً.
الإمارات التي سيّرت طائرات مساعداتها الإنسانية شرقاً، وغرباً، محمّلة بالمستلزمات الطبية لإغاثة العاملين في القطاع الصحي، ودعم جهودهم لمكافحة الجائحة، انحازت إلى الإنسان، بدليل نجدتها الشعب الإيراني بأربع طائرات منذ بداية الأزمة، لينضم إلى شعوب 68 دولة أغاثتها دار زايد بألف طن مساعدات، باعثة برسالة تؤكد في مضمونها أهمية التضامن الإنساني في التصدي للجائحة، عبر تعاون دولي يتصدى لمخاطرها.
قيادتنا الرشيدة أثبتت مرة أخرى، في تعاملها مع الأزمة، كفاءة عهدناها فيها، حتى أن كبر الجائحة لم ينسها دورها الإنساني، فمدّت يد العون إلى كل محتاج ومكلوم، إيماناً منها بوحدة المصير، وأهمية التعاون في هذه المرحلة التي كشفت عن معادن الرجال.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"