الإمارات.. سباقة في عنوان «اللاجئين»

05:06 صباحا
قراءة دقيقتين
ابن الديرة

تتشكل نظرة عامة مؤداها أن هذا العالم يتجه، وهو يراكم الحروب والنزاعات، نحو المجهول. تحضر هذه النظرة كل يوم، لكن مناسبة اليوم العالمي للاجئين الذي يوافق العشرين من يونيو/حزيران من كل عام، يجعل الصوت أعلى وأكثر ثقة، ويجعل الأصوات المخلصة والصادقة تحتشد لقول كلمة الحق، وكأنها صوت واحد مدافع عن الإنسان والإنسانية. من هنا تثمين تلك الأصوات، عالياً، وهي التي تتصدى لظاهرة اللجوء المترتب على كثرة الحروب والصراعات في عالمنا المعاصر، ما يجعل الموقف الموحد منها واجباً إنسانياً على مستوى الكرة الأرضية.

أسئلة كثيرة يمكن أن تثار حول واقع اللاجئين ومستقبلهم والدور الإنساني الفردي والمؤسسي الذي يلتزم به العالم تجاههم، والإشارة هنا إلى العدد المتزايد للاجئين في خلال السنوات الخمس الأخيرة (يقترب من 70 مليون لاجئ حول العالم).

ننطلق بعد ذلك إلى ضرورة مناشدة العالم نحو وضع حد للنزاعات التي تسود العالم، والعمل على معرفة أسبابها والتعامل معها من الجذور، وإلا فإن مشكلة اللاجئين ستتفاقم وتنزع نحو صعوبة لا يعلم مداها إلا الله، وإذا كان الكثيرون من اللاجئين يعيشون اليوم، بسبب زيادة تلك الصراعات وانتشارها في رقعة أوسع من أرض الإنسان، فإن المطلوب من العالم، خصوصاً العالم المتقدم القادر، الإسهام في التخفيف من معاناة اللاجئين، وبذل الأموال والوسائل الكفيلة بذلك، مع وجوب الإشارة إلى أن دولة الإمارات سباقة في مجال دعم وتحسين حياة اللاجئين والمحتاجين، بغض النظر عن العقيدة أو الجنسية أو العرق، حيث إن ذلك الإسهام المستمر، بعض غرس القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وبعض نهج صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وقد ذهب مؤشر العطاء الإنساني إلى أن دولة الإمارات شغلت المركز الأول بين المانحين مقارنة مع الدخل على مدى السنوات الأخيرة المتتالية، وتقوم بذلك مؤسسات حكومية وأهلية معتبرة، على رأسها هيئة الهلال الأحمر ومؤسسة الشيخ زايد للأعمال الإنسانية وصناديق العطاء في أبوظبي ودبي والشارقة وبقية إمارات الدولة.

نصيب كبد الحقيقة حين نربط بين حاجة وعوز اللاجئين وظروفهم المعيشية القاهرة في بيئات متفرقة تجمع بينها الظواهر والمناخات السلبية من جهة، وكون تعرض هؤلاء لإغراءات الفكر المتطرف والإرهابي من جهة ثانية، ما يستوجب مواقف موحدة تجاه اللاجئين في أفق تفاهم يقدم مصلحة العالم مجتمعاً، ويسهم في تطويق ظاهرة اللجوء، وقبل ذلك، يحاول منع الحروب ونزع فتيل النزاعات ما أمكن، وإنما ينظر للنزاعات في محصلتها الكلية التي لا تخلو من شلالات الدماء والآثار التي تدمر حياة الإنسان.

ليست إلا الدعوة إلى سلام العالم واستقراره، وليس إلا تغليب مسار الخير خياراً وحيداً نحو هزيمة تيارات الظلام وانتصار رايات التنمية والنور والأمل، وأن يستوعب العالم دوره وواجبه من دون تقصير أو تأجيل، نحو تحقيق منظومة القيم، ونحو عالم متضامن مع نفسه ومع الإنسان، عالم يرفع راية الأخوة والصداقة والسلام، وكأنها قلب نابض أو ضمير.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"