عادي

أفلام الجريمة.. علاقة معقدة بين السينما والواقع

01:48 صباحا
قراءة دقيقتين
القاهرة: «الخليج»

تعكس أفلام الجريمة أفكارنا حول القضايا الاجتماعية والاقتصادية والسياسية الأساسية، وهي تقوم في الوقت ذاته بتشكيل الطريقة التي نفكر بها وصياغتها في هذه القضايا، وعندما ننظر إلى العلاقة بين أفلام الجريمة والمجتمع فإننا نرى تأثيراً وتأثراً ديناميكيين بين الفن والحياة، وهذا الكتاب لنيكول رافتر وعنوانه «لقطات وطلقات في المرآة أفلام الجريمة والمجتمع» ترجمة وتقديم أحمد يوسف، يدرس هذا التأثير والتأثر من خلال منظورات متعددة لتاريخ وتقنيات السينما . يحاول الكتاب تأكيد أنه سواء كانت أفلام الجريمة تصور رجال شرطة أو مخبرين سريين أو محاكمات أو سجونا أو الجرائم نفسها، فإن هذه الأفلام قد صنعت تقليدياً نوعين من الحجج في آن واحد، فهي من جانب تنتقد بعض أوجه المجتمع مثل قسوة الشرطة أو عنف السجون أو الحواجز القانونية أمام تحقيق العدالة أو خطر الجريمة، عادة من خلال تشجيع المشاهد على التوحد مع الشرير الطيب الذي يتحدى النظام، ومن جانب آخر فإن أفلام الجريمة تساعدنا على التوحد مع شخصية تستعيد القانون والنظام في النهاية، حتى لو كان ذلك يعني عقاب البطل الشرير.
وهكذا فإن أفلام الجريمة تتيح أنواعاً متناقضة من الإشباع، أن نفخر بقدرتنا على التفكير النقدي والتوحد مع الشخصية التي تتحدى السلطة، وتفضح الظلم، وتعلي من شأن المضطهدين وتجعلهم أبطالاً وأن نفخر أيضا بنضجنا في دعم استعادة النظام الأخلاقي، ما يجعل المزيد من التمرد غير ضروري، لقد أعطت أفلام الجريمة منذ الأيام الأولى للسينما هذا الإشباع المزدوج لتساعدنا على أن نعيش لساعة أو ساعتين في حالة من النفاق الممتع، إن هذه الحركة المزدوجة اتسمت بها معظم أفلام الجريمة قبل عام 1970 لكن منذ السبعينات تطورت تقاليد بديلة ترفض الحلول السهلة ، كانت هذه التقاليد البديلة صارمة وكئيبة، وهي ترفض الخيالات البطولية والنهايات السعيدة، لكي تظهر لنا سعادة الجنوح إلى العنف.
موضوع الكتاب إذن هو العلاقة المتبادلة بين السينما والمجتمع، من خلال دراسة النمط الفيلمي الذي يعرف باسم «أفلام الجريمة» ويشمل عدداً من الأنماط الفيلمية الفرعية مثل فيلم رجال العصابات وفيلم السفاحين وفيلم المرضى النفسيين ، وغيرها يتناولها الكتاب خلال ما يزيد على 300 فيلم من مراحل تاريخ السينما .
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"