الجراحة علاج جذري للبواسير الخارجية

00:36 صباحا
قراءة 6 دقائق
مرض البواسير من الأمراض المنتشرة بين الكثير من الناس، وغالبية الأشخاص يمرون بهذا المرض خلال مراحل العمر المختلفة، ويشعرون بالألم الشديد، وهذا المرض ليس له سن معين، فهو يصيب الشباب والكبار، ولا يفرق بين النساء والرجال، وتبين الكثير من التقارير الطبية أن المرض انتشر بصورة كبيرة في الآونة الأخيرة، ويلجأ العديد من الأشخاص إلى الوصفات الشعبية لمحاولة التهدئة من ألم البواسير وعلاجها، وهناك بعض الصيدليات تقوم بعمل خلطة من المراهم وتقدمها للمرضى، وبعض هذه الوصفات يمكن أن تجدي نفعا، وبعضها الآخر لا يحدث تغييرا في الحالة.
كشفت بعض الأبحاث الحديثة عن أن البواسير شائعة الانتشار بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 عاماً وحتى 55 عاماً، وقد ظل الاعتقاد السائد لفترة طويلة أن البواسير شائعة الانتشار بين السيدات خاصة المتزوجات أكثر من الرجال، نتيجة ظروف الحمل وعملية الطلق الطبيعي (آلام المخاض) وكلها ظروف تعد من أهم أسباب إصابة النساء بالبواسير، إلا أن الكثير من الدراسات كشف أن الرجال هم أصحاب الحظ الأوفر من الإصابة بالمرض.
كما أوضحت بعض الدراسات أن عامل السن يؤثر في الإصابة بمرض البواسير، فكلما زاد الإنسان تقدما في العمر، زادت فرص إصابته بمرض البواسير، فهذا المرض منتشر أيضأ لدى كبار السن والمسنين، بل إن كثيرا من الأطباء المتخصصين يصنفون ويعتبرون إصابة كبار السن بمرض البواسير عند بعض الحالات، دليل وإنذار وعلامة على الإصابة بورم خبيث في المستقيم أو عند أسفل الأمعاء الغليظة، وينصحون بعدم التقليل أو التهاون مع ظهور هذه الإصابة بالبواسير عند كبار السن، ويسرعون بالتوجه إلى الطبيب المتخصص أو المركز الطبي المعتمد بهذا الشأن، وذلك لعمل الفحوص اللازمة في قناة المستقيم والأمعاء الغليظة وأخذ العينات لتحليلها ومعرفة نوع الورم الموجود، والتأكد من الحالة الصحية للمريض وعدم وجود أي أنواع من الأورام الخبيثة، كما أشارت بعض الأبحاث إلى أنه من الصعب إصابة الأطفال بمرض البواسير، ونادرا جدا ما يحدث ذلك، رغم أن بعض الأطفال يمكن أن ينزف عند عملية الإخراج، وذلك غالبا ما يكون بسبب نوع من الورم الحميد، ويتوقف النزف الدموي بعد إزالة هذا الورم فورا بعملية استئصال.
ورغم انتشار هذا المرض بين الكثير من الفئات العمرية إلا أن القليل منهم يذهب للطبيب، حيث يصل عدد من يتواصلون مع طبيب معالج إلى أقل من ربع المصابين، مفضلين استشارة بعض المقربين، أو الاعتماد على ثقافة الأسرة الطبية، وبعض خبرات من أصيب بهذا المرض في السابق، وعلى بعض الوصفات والتقاليد العرفية، وذلك نتيجة الإحراج الذي سوف يشعرون به إذا ما خضعوا لفحص الطبيب، والكثير منهم يلجأ إلى الإنترنت للبحث عن حلول وعلاج لهذا المرض، وقد يمر المريض بمراحل علاج كثيرة، ويذهب للعديد من الأطباء المتخصصين، ولا يجدي معهم العلاج ولا العقاقير الطبية ولا المراهم، وتظل البواسير معهم فترة من الزمن، مسببة الإرهاق والتعب على المستوى النفسي والبدني، ويلجؤون إلى العلاج بالأعشاب الطبيعية ووصفات الطب الطبيعي، إلى أن تنجح معهم بعض الطرق في تخفيف آلام البواسير أو الشفاء التام منها، ولكن النصحية لكل المصابين بهذا المرض أن يستعينوا بالأطباء في هذه الأمراض، فهم الأقدر على إتمام العلاج، ولا يصاب المريض باليأس من عدم فاعلية بعض الأدوية، فقد يكون عدم اكتمال القرص العلاجي الذي وصفه الطبيب هو السبب، أو استعجال المريض للشفاء السبب في عدم اكتمال العلاج، والشعور بنتيجة جيدة.
وتوضح الدراسات أن مرض البواسير يبدأ بانتفاخات كبيرة وغير طبيعية ومؤلمة في الأوردة الدموية الموجودة في منطقة الشرج والجزء الأسفل من المستقيم، وهي المنطقة الأخيرة من جهاز الإخراج لدى الإنسان، وتسمى قناة الشرج، ووظيفتها المساعدة على التحكم في التخلص من الفضلات وإتمام عملية الإحراج خارج جسم الإنسان، وهذه الانتفاخات نتيجة تجمعات دموية كبيرة في هذه الأوردة الموجودة في منطقة الشرج، وهذا يؤدي إلى ارتفاع كبير في ضغط الدم داخل هذه الأوردة، وفي هذه الحالة لا تستطيع جدران الأوعية الوريدية احتمال هذا الضغط فتبدأ بالانتفاخ والتمدد، مثل البالونة التي يتم الضغط عليها فتتمدد من جهات أخرى، وتسبب ألماً شديداً أثناء عملية الإخراج نتيجة إعاقة هذه الأوردة طريق الفضلات، فتضغط الفضلات على هذه الأوردة مسببة ألماً غير محتمل، وكلما زاد الإجهاد في عملية الإخراج زادت هذه الانتفاخات، ومع الضغط الهائل والمتزايد من الدم على هذه الأوردة نتيجة محاولات إخراج الفضلات بالقوة، يؤدي ذلك إلى انفجار طفيف في بعض هذه الأوردة محدثا نوعا من النزيف الدموي، وتوجد هذه الأوردة أسفل الأغشية المخاطية في نهاية المستقيم ومنطقة الشرج، ويسبب ذلك شعورا مؤلما للغاية، ويصاب الجسم كله بحالة من التعب الشديد.
ويطلق الأطباء على مرض البواسير أيضاً مسمى مرض دوالي الأوردة، لأن معظم الأوردة الدموية في منطقة المستقيم والشرج تصاب بالانتفاخ والتمدد والتهتك، وتنشأ أوردة فرعية من الأوردة الرئيسية، وتتفرع إلى أوردة داخلية، وتغطي المستقيم من الناحية السفلي متجهة نحو الأعلى، وجزء من الأوردة يتجه نحو الخارج، وهي الأوردة الموجودة في منطقة الشّرج تحت الجلد مباشرة، كما يحدث عملية تكاثر وانتشار لانتفاخات الأوردة، وهي ما يطلق عليها البواسير وتغطي كل منطقة الشرج، وفي بعض الأحيان والحالات يمكن أن تنتشر هذه الانتفاخات خارج منطقة الشرج، وتظهر البواسير على شكل وهيئة أوردة الدوالي التي توجد في الساقين، والمصاب بمرض البواسير يزداد إحساسه بالألم وترتفع وتيرة الوجع عند الجلوس، مقارنة بأي وضع آخر، وهناك نوعان من البواسير يصاب بهما الإنسان، النوع الأول البواسير الداخلية، والثاني الخارجية.
توضح الدراسات أن مرض البواسير الخارجية تكون فيها الأوردة الملتهبة والمنتفخة متدلية خارج المستقيم، وخارج فتحة الشرج، وتحدث هذه الالتهابات بسبب الإجهاد الكبير في محيط منطقة الشرج، وتظهر البواسير على هيئة كرات صغيرة منتفخة ومعبأة بالدم المتخثر، ويمكن رؤيتها بشكل واضح عند فحص المريض، ويبدو هذا النوع من البواسير الخارجية في شكل طيات صغيرة بارزة ومنتفخة على حواف فتحة الشرج ولون جلدها يميل إلي اللون البني، ومن أعراضها المميزة حدوث نزيف دموي، وقد تسبب شعور المريض بآلام وأوجاع شديدة، وأحيانا أخرى تسبب حكة بسيطة وضيق عند استخدام الحمام، وغالباً لا تنفع معها الأدوية ولا العقاقير ولا المراهم ولا المسكنات، والأفضل في علاج حالة البواسير الخارجية التدخل الجراحي، ليتم إزالة واستئصال هذه الانتفاخات والزوائد المتدلية خارج فتحة الشرج، وفي بعض الحالات تضمر وتتخثر تلقائيا دون تدخل جراحي أو علاجي، وفي المعتاد تنفتح وتلتئم من تلقاء نفسها، إلا في الحالات التي تسبب ألما غير محتمل، فيمكن التخلص منها جراحيا، وتترك ندبات صغيرة وانتفاخات بسيطة.
وتشير الدراسات إلى أن هناك بعض الأعراض التي يعانيها المصاب بمرض بالبواسير الخارجية، وهذه الأعراض تختلف من حالة إلى أخرى ومن مستويات مختلفة من الإحساس بالألم، وقد تظهر أعراض كثيرة مجتمعة ـ أو عرض أو عرضين فقط، حسب عمق وشدة الإصابة، ومن هذه الأعراض الشعور بألم حول فتحة الشرج وأثناء الإخراج، وقد يصاحب عملية الإخراج وجود دم في الفضلات، وقد يتطور إلى نزيف يراه المصاب أثناء الاغتسال بعد التغوط، أو عند استخدام منديل ورقي فيرى عليها آثار الدم، كما يشعر المصاب بنوع من الحكة في فتحة الشرج مع وجود كتل دموية متجمعة تعطي الإحساس بالورم في منطقة الشرج، وغالباً ما يحدث هذا النوع من البواسير في حالات الإمساك المزمن وأيضا الإسهال، نتيجة الإجهاد الشديد في حركة الأمعاء أثناء الإخراج، ما يجعل الدم يتدفق بصورة هائلة داخل الأوردة الدموية الموجودة في المستقيم وأسفل فتحة الشرج، وبالتالي يحدث توسع وتمدد وتجمعات في الأوعية الدموية بالشرج، وتؤدي إلى ظهور البواسير الخارجية.
تبين الأبحاث أن هناك طرقا كثيرة ومتنوعة لعلاج الألم الذي ينتج عن الإصابة بمرض البواسير الخارجية، وهناك مدارس متنوعة تختلف في طريقة علاجها من حالة إلى أخرى حسب درجة وقوة البواسير، ويمكن أن نلخص بعض الطرق العلاجية، ومنها بعض الطرق تفضل استخدام الأنواع المختلفة من المراهم والكريمات والتحاميل التي توضع على أماكن الانتفاخات في منطقة الشرج، كما يمكن استخدام أسلوب التبريد لتهدئة الأوردة الدموية في المنطقة باستخدام كمادات الثلج، أو باستخدام سائل نيتروجيني يعمل على تبريد التجمعات الباسورية، ما يؤدي إلى ضمورها واختفائها ، وقد يلجأ البعض إلى ربط خيط مطاطي حول جذور الباسور لمنع تدفق الدم إليه ما يعجل من ضعفه وإصابته بحالة من الذبول، ثم يسقط تلقائيا خلال 8 أيام فقط.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"