الطب البديل ... الطب البديل مهنة رائجة للكثير من الطارئين عليه

انتشر بشكل واسع في الشارع العراقي
00:25 صباحا
قراءة 6 دقائق
يشهد العراق منذ أن فرض الحصار الاقتصادي عليه في العام 1990 وحتى الان انتشارا كثيفا للعاملين في مجال الطب البديل، وهناك أكثر من سبب لهذا الانتشار منه ارتفاع أسعار الأدوية الكيماوية أو عدم وجودها وكذلك عدم وجود رقابة صارمة على الذين يعملون في هذا المجال. ويعمل الكثير من العشابين في الطب البديل وهم لا يمتلكون أية مقومات للعمل فيها الأمر الذي جعل الكثير من الناس تفقد الثقة بعملهم، في حين ان هناك آخرين بدأوا يمارسون الدجل والشعوذة في هذه المهنة. يقول عبد الكريم سلمان اللامي، خبير الأعشاب الطبية والطب البديل: إن التداوي بالأعشاب موجود منذ أن خلق الله الخليقة، فما انزل الله داء إلا وضع له دواء. ومنذ العصور القديمة جدا أخذ الإنسان يهتدي إلى استعمال الأعشاب من خلال ملاحظاته وتجاربه، وظهر خلال القرون السحيقة علماء ومنهم علماء عرب مثل ابن سينا وغيره ممن استطاعوا أن يعالجوا الكثير من الأمراض آنذاك. ويضيف: تطورت صناعة الدواء والأدوية العشبية بمرور الزمن إلى وقتنا الحاضر، وقد اتجهت الكثير من الدول المتقدمة إلى العودة إلى الطبيعة والابتعاد عن الأدوية الكيميائية، لأن فيها تأثيرات جانبية وقد برزت الحاجة للأعشاب الطبية في العراق كثيرا خلال سنوات الحصار الاقتصادي الذي فرض على العراق حيث شكل شح الأدوية الواردة إلى العراق باعثا قويا للاستعانة بما أودع الله في الأرض من أعشاب وأسرار. وقد أثبتت هذه الأعشاب فاعلية كبيرة في معالجة الكثير من الأمراض وتم تنظيم عمل العشابين في إطار قانون وضوابط معتمدة رسمية من قبل سلطات النظام السابق. وكان العلاج بالأعشاب له قواعد وأسس يتم التعامل معها بدقة وحذر ولا يستهان بها أبدا. ويضيف ان هنالك مختبرات بايولوجية لمعرفة المركبات الكيميائية لكل نبات على حدة حتى يتم استخلاص المواد النافعة والفعالة وفق المصادر المعتمدة وعليه فإن التعامل مع الأعشاب يتم وفق دستور الأدوية البريطاني B.H.P ودستور الأعشاب الأمريكي U.S.P ، وبهذا يكون للأعشاب دستور وهذه الأعشاب تمت دراستها وتم أطلاق استخدامها البشري. أما الأعشاب غير المعتمدة في هذه الدساتير فهي الأعشاب المستعملة تراثيا ويتم العمل بها وفق مفاهيم تعود إلى مئات السنين ويتم تداول معلوماتها في بعض كتب التراث ولم تخضع للبحث العلمي. ويرى اللامي أن العديد من العشابين في الوقت الحاضر يقومون بالترويج لعملهم في وسائل الإعلام المختلفة وعن قدراتهم في شفاء الكثير من الأمراض المستعصية وهذا الأمر غير صحيح، لأن الأعشاب لا تشفي جميع الأمراض. وإن العشابين يستغلون حاجة المرضى للشفاء فيقومون بخداع الناس بإعلانات كاذبة ومزيفة وهذا بسبب فلتان الوضع الأمني وعدم وجود رقابة من قبل الدولة وكذلك عدم وجود قانون رادع لمثل هؤلاء. كما أن بعض العشابين يستخدمون مواد غير مصرح بها وذات سمية عالية مثل السنمكي الذي يستعمل في تنزيل الوزن دون ضوابط علمية وكذلك نبات الحنظل الذي يستخدم في تنزيل السكر لمصابي مرض السكري، رغم أنه مادة سامة ويحذر استخدامها في العلاج الطبي. وأكد أن العاملين في هذا المجال إمكانياتهم متفاوتة. فالبعض ورث هذه المهنة عن آبائه وأجداده، وقسم عن دراسة لهذا المجال، وقسم آخر وهم أكثرية من المشعوذين والدجالين والنصابين الروحانيين الذين يخلطون بين المرض والجان وغيرها من الخرافات لأن طب الأعشاب هو دراسة علمية ولا يمكن لأي شخص أن يمارسه إلا عن طريق الدراسة، وهنالك الكثير تركوا أعمالهم وتحولوا إلى العمل في مجال طب الأعشاب وذلك لسهولة العمل في هذا الميدان ولتقبله من قبل المرضى تحت يافطات الشفاء التام. فضلا عن أنه مربح ماديا. وعن عمل العشابين الآن قال اللامي: إن بعض العشابين يقومون بطحن الأدوية الكيميائية ووضعها في كبسولات ليوهموا الناس بأن هذه الأدوية عشبية وسريعة المفعول أو كمسكنات لبعض الأمراض مثل المفاصل وغيرها وهذا العلاج الذي يعطى للمرضى هو أدوية كيماوية يشتريها العشابون من الصيدليات بأسعار زهيدة ليتم بيعها بأسعار عالية جدا للمرضى من اجل إيهام الناس بهذا العلاج السحري ومن الأدوية التي تستخدم في هذا المجال البرياكتين وغيره. وقال إن بعض المرضى يستخدمون أعشاباً طبية ولكن لا يشعرون بأي تحسن للحالة المرضية التي يصابون بها، والسبب هو عدم معرفة العشاب بالحال الطبية للمريض ومزاجه وأن لكل جسم وصفة مستقلة ومختلفة عن الآخر وعلى العشاب أن يدرس مزاج الإنسان وكذلك مزاج النبتة وهل هي حارة أم باردة؟ وما مدى تأثيرها مع مزاج المريض؟ لأن للجسم أربعة أمزجة هي الصفراء أو البلغم أو الدم أو السوداء. وفقط من يعمل في هذا الميدان هو الذي يستطيع أن يضع العلاج المناسب للحالة المرضية. فأنا ومنذ أكثر من عشرين عاما وأنا ابحث في هذا الميدان وهذا العلم وقد انفقت الكثير من المال على دراسة هذا العلم. حيث اشتريت الكتب التي تبحث في علم النبات وأسرار العلاج بالأعشاب وقد نجحت بإذن الله في علاج الكثير من الأمراض وبالأخص منها الفشل الكلوي وعلاج حصوة الكلى وفضلا عن شفاء الكثير من الحالات وكذلك علاج السكري وهو علاج ناجح جدا لكون الله أودع في الكثير من النباتات أسراراً وقدرة نستطيع إن استخدمنا العلاج بشكل مناسب أن تعالج هذه الأمراض. ومن هذه الأمراض القولون العصبي الذي يعالج بمواد متوافرة في المطبخ وفي العطاريات ومواد تباع بأسعار زهيدة جدا ولكن فرصة الشفاء منه كبيرة جدا. وتمنى أن يتم وضع ضوابط لعمل العشابين في العراق وان يتم إغلاق المحال التي تتخذ من هذه المهنة ستاراً لممارسة الدجل والشعوذة وإيهام الناس بقدراتهم الخارقة من اجل عدم الإساءة لهذه المهنة وهي تعيد نفسها بقوة في هذه المرحلة حيث اتجهت الدول إلى الطب البديل لأن بقاء عمل هؤلاء بالطريقة الحالية يشكل خطرا كبيرا على صحة وجيوب المرضى واعتقد أن الدولة قادرة على فعل شيء يردع المسيئين في هذه المهنة. الصحة وطعام المنزل وقالت سيزار برزنجي القادمة من السويد والتي تحمل شهادة في طب الأعشاب: كانت بحوثي في معالجة السمنة والكوليسترول والسكر والكآبة. ولكن ليس من حقي أن أقول عالجت وإنما أقول ساعدت في ذلك. ومن الطرق التي اتبعها في المساعدة هي حث المريض على:* مزاولة التمارين الرياضية والالتزام بالغذاء والراحة. * تغيير نمط الحياة. * عدم اللجوء إلى الرجيم لأنني وبصراحة ضد ما يسمى بالرجيم. * على كل واحد منا أن يحاول تغيير نمط حياته. ويبدأ بالغذاء وهذا أصعب شيء ولكن على أن تكون البداية خطوة خطوة. وعن كيفية اتباع هذه الخطوات قالت: البداية وحديثي إلى المرأة تحديدا، أبدلي الارز الأبيض بالأسمر الذي يحتفظ بقشرته، لأن الأرز الأبيض بلا قيمة غذائية والقيمة الغذائية موجودة بالارز الأسمر. ونرى ان أهلنا في الماضي كانوا يتمتعون بالصحة والعافية لأنهم هم من كانوا يقومون بتنقية الارز، أما اليوم فينظف الارز بالطرق الكيماوية، إضافة إلى أننا نتخلص من النخالة بشكل عشوائي والنخالة التي تحتوي الكثير من المواد الغذائية وفيها من الفوائد الكثير. والقمح الحنطة فيه حمض الفوليك (فوليك أسيد)، وهذه المادة تقضي على الكالسيوم، ويجب على سيدة البيت عند تحضير الخبز أن تلجأ إلى الخميرة المبيتة، إضافة إلى أن العراقيين لهم طريقة غير منظمة في الأكل وتصبح بذلك طريقة أكلنا خاطئة إضافة إلى طريقة التحضير غير الصحيحة. وأيضا هناك المواد المستخدمة في صناعة الشكولاتة والجبس الذي يتناوله أطفالنا فأقول رحمة بهم. وعن طريقة وصفها العلاج للمرضى تقول: ابحث دائما عن الأوجاع. وأعطي له فترة زمنية أقلها ثلاثة أسابيع وبعدها يقوم المريض بمساعدة نفسه بتحسين طريقة حياته. وهنا تدخل الرياضة بكل المواضيع لإزالة الضغط النفسي والإجهاد وهذه الحالات تعاين كحالات فردية على اختلاف الأجسام، لأن الأجسام تختلف عن بعضها. فكل جسم له أشياؤه الخاصة إضافة إلى أنني أصف الفيتامينات والأملاح والأعشاب لكل الحالات المرضية. وأقوم بمعالجة المرضى بتحفيز وتقوية الجهاز المناعي للجسم. وعن الفرق بين الطب البديل والطب العادي تقول برزنجي ان الطب البديل يأخذ وقتا طويلا والعلاج يسير ببطء ولكن فوائده كثيرة، أما الطب العادي فهو معروف لدى الكل. وأنا على ثقة أن أهم المسببات لكل أنواع الأمراض هي نقص الأملاح في الجسم لذا على الفرد أن يختار كمية الأملاح داخل جسمه.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"