الفنانة الأردنية رانيا فهد: القرآن مصدر راحتي

تحرص على برِّ عائلتها المسيحية وعائلة زوجها المسلمة
02:29 صباحا
قراءة 4 دقائق
عمان: ماهر عريف

منذ اعتناقها الإسلام عام 1995، عاشت الفنانة الأردنية رانيا فهد تجربة مختلفة مع الشهر الفضيل تصفها بأنها «سامية»، وتحرص كل عام خلال هذه المناسبة على زيارة واستقبال عائلتها المسيحية وعائلة زوجها المسلمة وسط أجواء اجتماعية مفعمة بالتكاتف ومراعاة الأولويات الروحانية والتمازج دون فوارق مُنفرة.
رانيا تؤكد حرصها خلال رمضان على مصالحة من أغضبتهم ومسامحة المسيئين لها وتشعر بالتقصير مع نهاية الشهر الفضيل، برغم محاولتها الايفاء بالعبادات والتزامات الشريعة، وترى في ارتدائها الحجاب منذ نحو 7 سنوات تحرراً من قيود شكلية، وتصر على إكمال مسيرتها في الفن مادام لا يتعارض ذلك مع تعاليم دينية وأولويات أسرتها، ابتداء من زوجها المخرج والممثل محمد الضمور مدير المسرح في وزارة الثقافة، حتى أولادهما الثلاثة «عبادة» و«عمر» و«بتول»، فضلاً عن قناعاتها الذاتية.

ماذا عن ذكرياتك الرمضانية في طفولتك؟

- باستثتاء شقيقي بالرضاعة، المُسلم فإن جميع أفراد عائلتي بمن فيهم أختي الفنانة المعروفة سهير فهد مسيحيون، لكننا كُنا نشارك المسلمين لاسيما الجيران أجواء رمضان، ونتبادل وجبات الطعام معهم قبيل موعد الإفطار، ونراعي مقتضيات الصيام، ولم نشعر بفارق كبير، خصوصاً أنني عشت طقوس المائدة الجماعية عند أذان المغرب خلال انضمامي للعروض المسرحية في الشهر الفضيل.

حوار.. فزواج

كيف اعتنقت الإسلام؟

- عرفت المخرج محمد الضمورعن قرب خلال عملنا في إحدى المسرحيات عام 1989 وكانت أخلاقه وعاداته المتزنة مفتاحاً للحوار قبل زواجنا عام 1994 من دون أن يجبرني على تغيير ديانتي،وبعدها بسنة واحدة وأثناء الحمل بابني البكر«عبادة»قررت اعتناق الإسلام،وواجهت إنكاراً شديداً من والدتي في البداية،ورفضها تصديق ذلك رغم تعمدي ترك بطاقتي الشخصية في منزل عائلتي أكثر من مرة بقصد إعلامها بالحقيقة حتى قبلت الأمرلاحقاً.

ماذا تقولين عن تجربتك الأولى مع الصيام في الشهر الفضيل؟

- كان ذلك عام 1995، ووقتها سألت زوجي عن تفاصيل بهذا الخصوص، وتعلمت منه وأسرته ضوابط معينة، إلى جانب طريقة أداء الصلاة، وأسهمَ أسلوبه القائم على الترغيب والمعاملة الحسنة وأخلاقه المحترمة واستيعابه الأفكار المختلفة بهدوء، والنقاش الإيجابي في ممارستي تلقائياً تعاليم الشريعة السمحاء، ومع إتمام الصيام طوال شهر رمضان للمرة الأولى وأنا في سن الشباب أحسست بحالة من السمو والسعادة الغامرة والارتقاء والراحة والسلام الداخلي وبكيت فرحاً.

طفلة تحبو

هل تراجعت مشاعرك وهمتك تدريجياً مع اعتياد الأمر؟

- على العكس، ازددت حباً وتعلقاً برمضان مع مرور كل عام، وشعرت بأنني طفلة تحبو ثم تنمو تدريجياً في علاقتي مع الله وأترقب هذا الشهر سنوياً بدافع المراجعة ومضاعفة الجرعات الإيمانية.

ما ملامح يومكم في رمضان؟

- هذا الشهر الفضيل ليس مرتبطاً بالطعام بالنسبة لنا، ولا مشاهدة التلفاز، وإنما التواصل أكثر مع المعارف والأقارب وأداء الواجبات الدينية، وأحرص على تنظيم وترتيب أمور المنزل خلال وجود زوجي في عمله،ويشاركني أحياناً في تجهيز وإعداد الإفطار،فهو طاهٍ جيد ويحب ذلك،ونحرص على صلاة التراويح في المسجد،والذهاب إلى عائلته في محافظة الكرك الجنوبية،واستقبالها في بيتنا،وكذلك نفعل مع عائلتي.

تفاصيل حافلة بالترابط

ماذا عن الأجواء عند زيارة أو استقبال عائلتك؟

- في بيت عائلتي المسيحية،هناك سجادة لصلاة المسلمين،ونسخة من القرآن الكريم،وهما محفوظان وجاهزان عندما أزورهم مع زوجي وأولادنا.والدتي حريصة على إعداد الأكلات التي يفضلها شريك حياتي إلى جانب التمر،وحين نستقبلها مع والدي وأشقائي نعيش تفاصيل اجتماعية حافلة بالترابط والتآخي،وأحياناً تزورنا شقيقتي«سهير»فجأة قبيل موعد الإفطاروتنتابنا مشاعر غامرة بالسعادة.

هل سبق واعتذرتِ أو صفحتِ خلال رمضان؟

- نعم ذهبت لإحدى الأُسر الغاضبة، واعتذرت منها مطلع رمضان قبل سنوات، وتقبلت ذلك، وفي المقابل سامحت زميلة أساءت لي كثيراً لمجرد مباركتها بحلول الشهر الفضيل.

مررت بتجربة قاسية في الشهر الفضيل عندما مرض والدك فماذا تقولين عنها؟

- كانت قاسية بسبب مرضه، وليس لأنها تزامنت مع شهر الرحمة، وكنت أُنظم وقتي بين زيارته والدعاء له ووضع يدي على جبهته أثناء تلاوتي سوراً قرآنية، وبين الإيفاء بواجباتي الدينية، وأتذكر مشهداً ترك انطباعاً رائعاً في المستشفى عندما كنت أتضرع إلى الله على طريقتنا الإسلامية وأختي تفعل الأمر ذاته وفقاً للتعاليم المسيحية، ووقتها أكد الطبيب أننا نجسد لُحمة وطنية جميلة.

كيف تصفين ارتباطك بالقرآن الكريم؟

هو مصدر راحتي النفسية، حيث أردد آياته وبعض الأدعية والأذكار ليلاً ونهاراً، وسابقاً كانت قراءة محتواه مقترنة بتحسين لغتي العربية واستثمار ذلك في المخاطبة وأداء بعض الأدوار الفنية، لكنني بعدما فهمت معانيه وقيمته صار كنزاً دينياً وأخلاقياً وتربوياً يلازمني.

طمأنينة وسكينة

ماذا أضاف لك ارتداء الحجاب؟

- هذا أحد أهم القرارات الرئيسية في حياتي، وتنفيذه لم يأت فجأة عام 2009، بل راودني بإلحاح طوال السنوات الخمس التي سبقت ذلك، وقد منحني الحجاب تحرراً من قيود شكلية وطمأنينة وسكينة بما يستقيم مع قناعاتي.

تشاركين هذا العام في مسلسل رمضاني، فهل أنتِ حريصة على مشاهدة جميع حلقاته؟

- أشارك في مسلسل «الدمعة الحمراء» ومتابعة حلقاته مرتبطة بمدى توفرالوقت،وإلا فإن ذلك متاح بعد رمضان لاسيما عبر«اليوتيوب»،وهذا ينطبق على أعمال أخرى أردنية وعربية.

لماذا غضبتِ بسبب عدم إدراجك ضمن العمل الرمضاني «العزيمة»؟

- لم أحزن على ضياع دور،لكنني انزعجت بشدة لأنهم رشحوني ثم استبعدوني بحجة ارتدائي الحجاب،وهذا غريب ومستهجن،ويحدث للمرة الأولى معي.

ما أهم ما زرعته في أبنائك الثلاثة؟

- أوضحت لهم منذ البداية سبب أداء عائلتي التزاماتها الدينية بطريقة مختلفة عن عائلة زوجي، وقربت المسافات بين الأمرين، وسلطت الضوء على جوانب مشتركة، وكنت حريصة بمساندة والدهم على غرس القيم الأخلاقية في نفوسهم وهم بدؤوا الصيام في الثامنة من أعمارهم تباعاً.

من قدوتك من الشخصيات التاريخية والدينية؟

- معاناة السيدة مريم، وصبر السيدة هاجر، مثال يقتدى به، وأنا أحب الأولى، ومتعلقة بالثانية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"