قصر الأمير محمد علي أثر إسلامي نادر

يطل على النيل ويتميز بمعمار فريد
05:30 صباحا
قراءة 3 دقائق
القاهرة - جميل كراس:
يطل قصر الأمير محمد علي بالمنيل على نيل القاهرة مثل تحفة معمارية ذات قيمة كبيرة، ليس باعتباره واحداً من أشهر قصور الحكم في مصر فقط، وإنما بما يضمه من آثار إسلامية نادرة أيضاً، فضلاً عمّا يتمتع به من فنون العمارة .
يقع القصر بجزيرة الروضة المطلة على نيل القاهرة في منطقة المنيل، ويشتهر بمعماره الفريد، وبما يحيط به من حدائق غناء، إذ لا يزال يحتفظ حتى اليوم بطرازه المتأثر بالعمارة المغاربية .
كان القصر في بادئ الأمر ملكا للأمير محمد علي، الذي لازمه سوء الحظ لتولي مقاليد الحكم ملكا على عرش مصر المحروسة، فقد كان ولياً على العرش قبل ميلاد الملك السابق فاروق، وعاش زمناً يراوده الحلم لولا مجيء الفاروق ليتولى الحكم بعد أبيه فؤاد الأول .
أزيح الأمير محمد علي من ولاية العرش بعد أن تولى فاروق، وإنجابه ولي العهد الأمير أحمد فؤاد الثاني، الذي تنازل له الأب عقب قيام ثورة 23 يوليو 1952 ثم ألغيت الملكية بعد ذلك وتم إعلان الجمهورية في مصر .
كان الأمير محمد علي أقام في قصره قاعة للعرش، بعدما أصبح قاب قوسين أو أدنى من تحقيق الحلم الذي ظل يراوده لسنوات، قبل أن تأتي الرياح بما لا تشتهي سفنه .
اختار الأمير محمد علي باشا هذه البقعة التي أقام عليها قصره عام 1901 ميلادية، وأنشأ قصره الفريد إحياء للعمارة الإسلامية التي عشقها، أنشأ في البداية القصر للإقامة ثم أكمل بعدها باقي السرايا، وقام الأمير بنفسه بوضع التصميمات الهندسية والزخرفية، وأشرف على كل خطوات التنفيذ .
تبلغ المساحة الكلية للقصر 61711 متراً مربعاً، منها خمسة آلاف متر مساحة للمباني وحدها، و34 ألف متر للحدائق، و22711 متراً طرقاً داخلية وغيرها من المشتملات الأخرى، وتضم السرايا التي يتكون منها القصر عدداً من الفنون والزخارف المعمارية من طرز إسلامية مختلفة، كما تضم كثيراً من التحف النادرة .
ويضم القصر "سراي" للاستقبال وبرج الساعة والسبيل والمسجد ومتحف الصيد و"سراي" العرش، إلى جانب المتحف الخاص والقاعة الذهبية، أما السور الخاص بالقصر فقد تم تشييده على طراز حصون القصور الوسطى، وهو مكون من الحجر الجيري، وتعلوه شرفات الحراسة، فيما المباني خليط من المدارس المعمارية المتنوعة ما بين الفارسية والمملوكية والفاطمية وتتزين من كل جوانبها بالآيات القرآنية والزجاج المزخرف بالألوان والرخام المشغول .
وتعلو مدخل القصر عبارة مكتوبة بخط واضح ومضمونها كالآتي:
"أنشأ هذا القصر الأمير محمد علي نجل محمد توفيق إحياء للفنون الإسلامية وإجلالاً لها، ابتكر هندسة البناء وزخرفته سمو الأمير وقام بالتنفيذ المعلم محمد عفيفي، وتم ذلك عام 1348 من الهجرة" .
وتعد سراي الاستقبال من أجمل مباني قصر الأمير محمد علي، وتتكون من طابقين، يضم كل منهما قاعتين يتم استخدامهما للاستقبالات الرسمية، وصممت إحداهما على الطراز الشامي والآخر على الطراز المغربي، ولا ينافس تلك السراي جمالاً سوى سراي الإقامة، وكانت مخصصة لإقامة الأمير محمد علي، حيث خصص الطابق الأرضي لصالات الاستقبال والطعام ومكتبة الأمير، وخصص الطابق العلوي لغرف النوم والإعاشة، فيما تظل سراي العرش هي الأجمل، وتعرف بقاعة الوصاية، على اعتبار أن الأمير كان وصيا على العرش، وتضم مجموعة من حجرات الاستقبال النادرة .
ويضم متحف القصر عدداً من القاعات، تعرض فيها مجموعات نادرة من المخطوطات والمصاحف والسجاد ولوحات فنية وتحف ذهبية وفضية وغيرها، وخُصص جناح كبير منه كمتحف للصيد يضم مجموعات مختلفة من الطيور والحيوانات والزواحف المحنطة وبعض أدوات الصيد .
ولا يضاهي المتحف فخامة سوى حديقته التي تضم مجموعة نادرة من الأشجار والنباتات الاستوائية، والزهور والأشجار النادرة التي جاء بها من مختلف أنحاء العالم، لإثراء الحديقة الخاصة بالأمير محمد علي كنوع من الهدايا الرمزية من كل ملوك ورؤساء العالم .
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"