عادي

«المجلس الوطني».. صوت الوطن والمواطنين

02:43 صباحا
قراءة 6 دقائق
1

أبوظبي: سلام ابوشهاب

منذ اللحظة الأولى لتأسيس اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة، حرصت الدولة على تبني نهج الشورى وتعزيزه بشكل متواصل من خلال تمكين المجلس الوطني الاتحادي للمضي قدماً في ممارسة اختصاصاته الدستورية والاهتمام بقضايا الوطن والمواطنين بدعم لا محدود من القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وسار على النهج ذاته القيادة الرشيدة برئاسة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.

ويواصل المجلس الوطني الاتحادي، والإمارات تحتفل بالذكرى ال 49 عاماً على تأسيس اتحاد الإمارات العربية المتحدة مسيرة الخير والعطاء والجهد والبناء كما أراد له الآباء المؤسسون، وأراد له صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، في عملية تمكين المجلس وتفعيل دوره وتكامل اختصاصاته الدستورية وتجسيده للثوابت والروح الاتحادية التي يستمد منها وعيه بالقضايا الوطنية وزخم جهوده في التعامل مع تحديات الحاضر واستشراف مقتضيات المستقبل المشرق بمسؤولية وطنية عمادها قيم الولاء والانتماء وتلاحم القيادة والحكومة والمجلس والشعب.

وبفضل دعم القيادة الحكيمة للمجلس وحرص المواطنين على المشاركة في عملية صنع القرار استطاعت هذه المسيرة أن تعطي نموذجاً خاصاً في الممارسة الديمقراطية.

ويولي المجلس الوطني الاتحادي اهتمامه بالتعاون مع الحكومة، لمناقشة أكبر قدر من مشروعات القوانين خلال المرحلة المقبلة، بما يسهم في تحقيق انطلاق أكبر استراتيجية عمل وطنية للاستعداد لرحلة تنموية رائدة للسنوات الخمسين المقبلة في كافة القطاعات الحيوية، والتجهيز للاحتفال باليوبيل الذهبي لدولة الإمارات في عام 2021م.

وفي دور الانعقاد الثاني للفصل التشريعي السابع عشر للمجلس الوطني الاتحادي الذي انعقد الاخميس الماضي 26 نوفممبر 2020 وجه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، كلمة بمناسبة الافتتاح أكد فيها أن المجلس يستأنف أعماله في مرحلة حافلة بالتحديات والمتغيرات الإقليمية والدولية.

وقال سموه: منذ شهر فبراير/شباط الماضي، نواجه مع العالم بأسره جائحة «كورونا» والآثار المترتبة عليها.. لقد غيرت الجائحة كل شيء في حياة البشر.

ونيابة عن صاحب السمو رئيس الدولة، افتتح صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، دور الانعقاد، وقال سموه في كلمة الافتتاح: «الإخوة أعضاء المجلس الوطني الاتحادي.. أنا واثق أنكم ستواكبون بإيجابية مسيرة نهضتنا وطموحات شعبنا، وأدعوكم إلى تعزيز التواصل مع أبناء وبنات وطننا، والاهتمام بأفكارهم واقتراحاتهم ومطالبهم.. أرجو لكم التوفيق.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».

نهج الشورى

كان نهج الشورى ولا يزال سمة أساسية، حتى قبل قيام الاتحاد فكانت مجالس الحكام أهم الأماكن التي كان يتم فيها تبادل الرأي والمشورة حول مختلف قضايا المواطنين وهمومهم ومشاكلهم ووسائل التغلب عليها، وكيفية تلبية احتياجاتهم وتحقيق تطلعاتهم وطموحاتهم، حتى أن «الاتحاد» قد نشأ في سنة 1971م كنتيجة مباشرة لسيادة قيم المشاركة ونهج الشورى بين قادتها.

ومنذ تأسيس دولة الإمارات حرص القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، على ترسيخ مبادئ الشورى وأصول المشاركة الشعبية في مسيرتها الحضارية وبنائها المجتمعي، وعرف شعب الإمارات «الشورى» ومارسها كنهج أصيل يحكم العلاقة بين الحكام والمواطنين منذ عقود طويلة قبل قيام الاتحاد.

622 جلسة

وعلى مدى «17» فصلاً تشريعاً، عقد المجلس الوطني الاتحادي، منذ عقد أولى جلساته بتاريخ 12 فبراير/شباط 1972م، 622 جلسة أقر خلالها 614 مشروع قانون، ووافق على 7 تعديلات دستورية، وناقش 328 موضوعاً عاماً، ووجه 922 سؤالاً إلى ممثلي الحكومة تبنى بشأنها 355 توصية، ووقع 34 مذكرة تعاون مع برلمانات إقليمية ودولية.

الممارسة السياسيةومنذ عقد المجلس أولى جلساته بتاريخ 12 فبراير/شباط 1972 ترجمة لقناعة المغفور له، القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بأهمية مشاركة المواطنين في قيادة العمل الوطني وتحمل مسؤولياتهم، تميزت مسيرة المشاركة والعمل البرلماني في دولة الإمارات بالوعي كونها نابعة من ظروف واحتياجات دولة الإمارات؛ حيث كان يعتبر المجلس إحدى المؤسسات الدستورية التي من خلالها تترسخ وتتجسد الممارسة السياسية والمشاركة في عملية البناء والتنمية، وأسهم المجلس في تطوير المنظومة التشريعية التي شملت جميع القطاعات.

محطة بارزة

شكل خطاب الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، في افتتاح أول فصل تشريعي للمجلس الوطني الاتحادي، محطة بارزة في مسيرة عمل المجلس، وفي طبيعة الدور والمهام والنشاط الذي سيقوم به لتحقيق المشاركة الأساسية في عملية البناء، وفي بناء مستقبل مشرق وزاهر من خلال تحقيق آمال شعب الإمارات نحو بناء مجتمع الكرامة والرفاهية؛ حيث خاطب المغفور له أعضاء المجلس بقوله: «إخواني الأعضاء المحترمين في هذه اللحظات التاريخية الحاسمة التي يجتمع فيها مجلسكم الموقر، فإن جماهير الشعب على هذه الأرض الطيبة المؤمنة بربها وبوطنها وبتراثها تتطلع إليكم واثقة من أنكم بعون الله ستشاركون في تحقيق آمالها في العزة والمنعة والتقدم والرفاهية».

وكان رحمه الله يحرص على الاستماع لما يبديه الأعضاء من ملاحظات، ونقل هموم المواطنين ويصدر القرارات المناسبة في حينها.

التمكين السياسي

وأعلن صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، في كلمته بمناسبة اليوم الوطني الرابع والثلاثين في الثاني من ديسمبر/كانون الأول 2005م، «أن المرحلة القادمة من مسيرتنا وما تشهده المنطقة من تحولات وإصلاحات تتطلب تفعيلاً أكبر لدور المجلس الوطني الاتحادي وتمكينه ليكون سلطة مساندة ومرشدة وداعمة للمؤسسة التنفيذية، وسنعمل على أن يكون مجلساً أكبر قدرة وفاعلية والتصاقاً بقضايا الوطن وهموم المواطنين تترسّخ من خلاله قيم المشاركة الحقة ونهج الشورى من خلال مسار متدرج منتظم، وقررنا بدء تفعيل دور المجلس الوطني عبر انتخاب نصف أعضائه من خلال مجالس لكل إمارة وتعيين النصف الآخر بادئين مسيرة تكلل بمزيد من المشاركة والتفاعل من أبناء الوطن».

أكد أعضاء في المجلس الوطني الاتحادي، أن احتفال الإمارات باليوم الوطني ال 49، يتزامن مع إنجازاتها التي تعانق الفضاء في ظل المسيرة الاتحادية العظيمة. 

وقالوا ل«الخليج»: «إن اليوم الوطني، مناسبة مجيدة نستذكر خلالها رؤية وعزيمة وجهود الآباء المؤسسين»، وأشاروا إلى أن إنشاء المجلس الوطني الاتحادي، يأتي امتداداً لمنهج الشورى، وليكون منبراً للمشاركة السياسية وللتعبير عن أفكار وآراء أبناء الإمارات في مختلف المجالات.

توحيد القلوب 

وقال حمد الرحومي النائب الأول لرئيس المجلس الوطني الاتحادي: إن اليوم الوطني، ذكرى توحدت فيه القلوب على حب الوطن، وتقرر توحيد تلك الرؤى الاستشرافية عند الآباء المؤسسين بأهمية وحتمية هذا الاتحاد ولصالح جميع الإمارات وشعوبها، لذلك مع قيام الاتحاد أنشأ المجلس الوطني الاتحادي ليمثل شعب الاتحاد وتعزيز منهج الشورى القائم أصلاً بين القيادة والشعب منذ سنوات سابقة، وتم تعزيز هذا النهج وتطويره حتى أصبح اليوم كما هو عليه المجلس الوطني من مسيرة إيجابية ومشاركة وطنية فاعلة، على المستوى الداخلي أو على مستوى العمل البرلماني الخارجي من خلال الدبلوماسية البرلمانية، والتفاعل الإيجابي مع بقية برلمانيات دول العالم.

وأكد أن المجلس الوطني الاتحادي عموماً متفاعل بشكل جيد مع القضايا الداخلية وفاعل في طرح كل ما يهم الوطن والمواطن وشريك في نقاش مشاريع القوانين التي تخدم الوطن. 

طموحات وإنجازات 

ومن جانبه، أكد يوسف عبدالله البطران الشحي، عضو المجلس الوطني، أن الإمارات تحتفل هذا العام باليوم الوطني ال 49، وطموحاتها وإنجازاتها تعانق الفضاء في ظل المسيرة الاتحادية العظيمة التي تمثل نموذجاً ملهماً كإحدى أنجح التجارب الوحدوية عالمياً.

وقال: إن شعب الإمارات يجني ثمار الجهود المخلصة للآباء المؤسسون بقيادة المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذين أرسوا دعائم قيام دولة الاتحاد.

وأضاف أن المجلس حظي خلال مسيرته وما زال يحظى بدعم من القيادة الرشيدة تعزيزاً لدوره التشريعي والرقابي. 

راية العز والفخر 

أكدت ناعمة المنصوري عضو المجلس الوطني الاتحادي، أن اليوم الوطني ال 49، مناسبة وطنية مجيدة نستذكر خلالها رؤية وعزيمة وجهود الآباء المؤسسين بقيادة المغفور له الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في إرساء أسس صرح الاتحاد تحت راية العز والفخر.

وأضافت أن الإمارات تواصل برؤية قيادتها الرشيدة الصائبة مسيرتها المظفرة نحو مستقبل مزدهر ومشرق قائم على تحقيق الإنجازات والتقدم والريادة لرفعة الوطن والمواطنين لتقدم للعالم أنموذج ملهماً لأحد أنجح التجارب الوحدوية على مستوى العالم.

وقالت إن المجلس الوطني الاتحادي منذ تأسيسه يحظى بتوجيه ودعم غير محدود من القيادة الرشيدة.

مبدأ الشورى 

وأكدت كفاح محمد ناصر الزعابي عضو المجلس الوطني الاتحادي، منذ تأسيس دولة الإمارات التي تحتفل بذكرى 49 عاماً حرص الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، على ترسيخ مبدأ الشورى والمشاركة الشعبية، فعرف شعب الإمارات «الشورى» ومارسها كنهج يحكم العلاقة بين الحكام والمواطنين حتى قبل قيام الاتحاد.

وقالت يحرص المجلس الوطني على تكريس منهج الشفافية والتواصل مع مختلف القطاعات وشرائح المجتمع في أداء دوره وممارسته لاختصاصاته.

وأضافت كانت ولا تزال سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، الداعم للمرأة الإماراتية، التي أسهمت في توجيهها والارتقاء بمكانتها في المجتمع والعالم. ‬‬

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"