عادي

المستقبل يبدأ من الإمارات

02:38 صباحا
قراءة 8 دقائق
1

إعداد: إيمان عبدالله آل علي

المستقبل يبدأ من هنا، من الإمارات، حيث الاهتمام بالغد، والاستعداد للخمسين عاماً المقبلة، منذ سنوات مضت، وبدأت تحصد ثمار الأعمال والمشاريع التي بدأت العمل عليها، منذ أكثر من خمس سنوات، ومازالت مشاريع تنفذ هنا وهناك، استعداداً للمستقبل، فتعمل دون كلل أوملل من أجل أن تكون فاعلة على الصعيدين الإقليمي والدولي.

فالإمارات نموذج رائع على تغيرات العصر التي نشهدها يومياً من متغيرات اقتصادية وتكنولوجية وسكانية وبيئية هائلة، فهي مستعدة لتحديات اليوم، وجاهزة لتحديات المستقبل، عبر استراتيجيات وخطط مدروسة، حتى باتت تسابق غيرها على احتلال المراكز الأولى في مجالات تنموية مختلفة، وتحديداً المجالات المستقبلية.

أدركت الإمارات أن السباق المستقبلي يبدأ من الآن، فخططت ووضعت السيناريوهات المختلفة، والتي تتناسب مع طموحاتها العالية، وتتوافق مع تحديات العصر والمستقبل، لتكون جاهزة للمستقبل، متسلحة بالعلم والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، وقبل ذلك بالموارد البشرية المؤهلة والطموحة.

خطة التعافي

بدأت الإمارات بوضع الخطط والاستراتيجيات للاستعداد لمرحلة ما بعد «كوفيد-19»، فتماشياً مع خطة حكومة دولة الإمارات ولتعزيز جهودها في مكافحة جائحة «كوفيد-19»، أعلنت «اللجنة العليا لإدارة أزمة كوفيد-19» عن تشكيل «اللجنة الوطنية لإدارة وحوكمة مرحلة التعافي من أزمة جائحة كوفيد-19»، وتهدف اللجنة إلى تحقيق الكفاءة لمرحلة التعافي من الأزمة من خلال تعزيز الإمكانيات والتدابير اللازمة للتعافي واستمرارية الأعمال والخدمات.

استشراف المستقبل

الاستعداد للمستقبل، ميزة دولة الإمارات، فلا تنتظر الغد لتتغلب على تحدياته، بل تستعد منذ اليوم والأمس بوضع كافة السيناريوهات ووضع الخطط والاستراتيجيات لإيجاد الحلول، والشاهد أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، اعتمد في وقت سابق استراتيجية الإمارات لاستشراف المستقبل، بوزارة شؤون مجلس الوزراء والمستقبل، والتي تهدف للاستشراف المبكر للفرص والتحديات في كافة القطاعات الحيوية في الدولة وتحليلها ووضع الخطط الاستباقية بعيدة المدى لها على كافة المستويات لتحقيق إنجازات نوعية لخدمة مصالح الدولة.

اجتماعات سنوية

محطة تتوقف عندها حكومة الإمارات كل عام، للعبور إلى المستقبل، والاستعداد للغد، عبر الاجتماعات السنوية التي باتت منصة مهمة للتخطيط ودراسة المبادرات التي تسهم في تحسين الواقع، والانطلاق بخطوات مدروسة للأمام.

عادة سنوية أثمرت عنها الكثير من الإيجابيات، التي تتجسد في إطلاق مجموعة مبادرات، واعتماد قرارات مهمة، ودراسة المشاريع، ووضع استراتيجيات طويلة المدى، وحلول لمشكلات قائمة، وأخرى بشكل استباقي لمشكلات الغد، بمشاركة عقول من مختلف المؤسسات والمجالات، وكل ذلك من أجل هدف واحد، ووطن واحد. فقد اعتمد مجلس الوزراء عقد تجمع وطني سنوي تحت مسمّى «الاجتماعات السنوية لحكومة الإمارات»، برئاسة صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وحضور الحكومات المحلية كافة، ممثلة بمجالسها التنفيذية، وبمباركة من صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.

تصميم الخمسين عاماً

أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم مشروع تصميم الخمسين عاماً القادمة لدولة الإمارات، الذي يستهدف إشراك أفراد المجتمع في رسم مستقبل دولة الإمارات ووضع محاور ومكونات خطة مئوية الإمارات، الخطة التنموية الشاملة للإمارات خلال الخمسين عاماً ضمن أجندة عام الاستعداد للخمسين، ويهدف المشروع إلى إشراك جميع فئات أفراد المجتمع في تصميم الخطة التنموية الشاملة لدولة الإمارات والتي تحدد ملامح الخمسين عاماً القادمة لدولة الإمارات من عام 2021 إلى عام 2071.

الثورة الصناعية الرابعة

في سبتمبر 2017، أطلقت حكومة دولة الإمارات استراتيجية الإمارات للثورة الصناعية الرابعة، ضمن أعمال الاجتماعات السنوية لحكومة دولة الإمارات. وتهدف الاستراتيجية إلى تعزيز مكانة دولة الإمارات كمركز عالمي للثورة الصناعية الرابعة.

الجيل القادم للحكومات

تستشرف الدولة الجيل القادم للحكومات، عبر مؤسسة القمة العالمية للحكومات، في ظل التطورات التكنولوجية التي شهدتها العقود القليلة الماضية والتي تفرض على الحكومات تغيير طريقة عملها بما يتماشى مع تلك التطورات. ولتحقيق هذه الغاية، تجمع القمة العالمية للحكومات قادة القطاعين العام والخاص للعمل مع أبرز الخبراء الدوليين من أجل إحداث تأثير إيجابي في حياة المواطنين في جميع أنحاء العالم.

وتواصل القمة العالمية للحكومات دعم جهود تنظيم المنتديات بالتعاون مع شركائها الاستراتيجيين، مثل منتدى أهداف التنمية المستدامة بالشراكة مع الأمم المتحدة، وبرنامج بناء القدرات الحكومية بالشراكة مع البنك الدولي، ومنتدى المالية العامة للدول العربية بالشراكة مع صندوق النقد الدولي.

والقمة العالمية للحكومات تحولت برؤية وتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، إلى منصة للتعاون الدولي الفعال الهادف إلى تحقيق خير الناس والمجتمعات، وأصبحت مركزاً لأبحاث المستقبل يوظف مخرجاته وتوصياته إلى عمل ملموس تستفيد منه الحكومات في تطوير برامج عملها لبناء مستقبل أفضل لمجتمعاتها.

والقمة لعبت دوراً مهماً عبر دوراتها السابقة في استشراف المستقبل وحث الحكومات على تعزيز جاهزيتها والاستعداد لمواجهة تحديات طارئة قد تترك آثاراً مؤلمة إن لم يتم الإعداد لمواجهتها جيداً، مثل موضوع «المرض إكس» الذي استشرفته القمة منذ عامين، ويعيشه العالم واقعاً ملموساً مع تفشي فيروس كورونا المستجد الذي فرض نفسه على كل مظاهر الحياة ووضع حكومات العالم على محك تبني أدوات المستقبل وتوظيف التكنولوجيا لتطوير حلول لتحديات العزل المنزلي والتباعد الاجتماعي والعمل عن بعد والتعلم عن بعد، وغيرها من الإجراءات الوقائية المتبعة عالمياً. ومبادرة «الحكومات وكوفيد 19» تعكس دور القمة الاستراتيجي في دعم الحكومات حول العالم وتعزيز جاهزيتها لمواجهة حالة عدم التوازن وانعدام اليقين التي فرضتها الجائحة.

المستقبل في المريخ

لم تقف الإمارات متفرجة على السباق العالمي لاستكشاف المريخ، بل شاركت فيه بقوة، عبر مشروع «المريخ 2117»، والذي يستهدف في مراحله النهائية بناء أول مستوطنة بشرية على المريخ خلال مئة عام، ويتضمن برنامجاً وطنياً لإعداد كوادر علمية لاستكشاف الكوكب الأحمر.

وتم تكليف مركز محمد بن راشد للفضاء بقيادة المشروع ووضع «خطة أجيال» لمدة مئة عام تتضمن بناء قدرات وكوادر وطنية تخصصية في مجال علوم الفضاء والأبحاث.

رؤية طويلة الأمد

كيف ستكون الإمارات في 2071؟ سؤال طُرح بالأمس واليوم والغد، والدولة جاهزة للإجابة عن هذا السؤال عبر تخطيطها للمستقبل، من خلال «مئوية الإمارات 2071» التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، والتي تعد رؤية شاملة وطويلة الأمد تمتد خمسة عقود، وتشكّل خريطة واضحة للعمل الحكومي طويل المدى، لتعزيز سمعة الدولة وقوتها الناعمة. تسعى «المئوية» إلى الاستثمار في شباب الدولة، وتجهيزهم بالمهارات والمعارف التي تواكب التغيرات المتسارعة، والعمل كي تكون دولة الإمارات أفضل دولة في العالم بحلول الذكرى المئوية لقيام دولة الإمارات العربية المتحدة وذلك في العام 2071.

الشرطة الروبوتية

الأمن والأمان ميزة الدولة، ودائماً تسعى لوضع الخطط لتحقيق ذلك، وتتضمن مئوية شرطة أبوظبي 2057 أكثر من 50 مشروعاً أمنياً يعتمد على الذكاء الاصطناعي، والتطور التكنولوجي، وحلول أمنية مبتكرة تعزز مفهوم الأمن الاستباقي والتحديات المستقبلية. بحلول 2057، ستطلق شرطة أبوظبي قمراً صناعياً «كمومي» قادراً على حماية البيانات الأمنية، وستتمكن من إحكام المراقبة الأمنية على الأرض من خلال الأقمار الصناعية النانوية، وسوف تصمم نموذج محاكاة افتراضياً لمركز شرطة أبوظبي على سطح المريخ، بالإضافة إلى دوريات شرطة بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد.

وسيتم اختفاء 50% من رجال الإطفاء ورجال الشرطة بالشكل التقليدي واستبدالهم بالشرطة الروبوتية. وسيتم تكريس الأقمار الاصطناعية لرصد جرائم الاستدامة، واستخدام الذكاء الاصطناعي لتصميم برامج إدارة السلوك لنزلاء المؤسسات العقابيّة، وإنشاء شرطة مرور جوية ووحدات أمنية لتنفيذ مهام في الفضاء وتعقب التهديدات الإلكترونية. 100% من دوريات الشرطة لا تستخدم البنزين و50% من ميزانية الشرطة ستكون ممولة ذاتياً.

في الأمن الغذائي

الأمن الغذائي من ضمن الاستراتيجيات التي تركز عليها الدولة، وتهدف الاستراتيجية بجعل دولة الإمارات الأفضل عالمياً في مؤشر الأمن الغذائي العالمي بحلول عام 2051، وضمن أفضل 10 دول بحلول عام 2021. تعمل دولة الإمارات على ضمان الأمن الغذائي في كافة الظروف من خلال تسهيل تجارة الغذاء والأعمال التجارية الزراعية، وتطوير منظومة وطنية شاملة قائمة على أسس تمكين إنتاج وتزويد مستدام للغذاء عبر تطويع التكنولوجيا الحديثة، وتنمية الشراكات الدولية الرائدة، وتفعيل تشريعات وسياسات تحسين التغذية والحد من فقد وهدر الغذاء.

السباق العلمي

بدأت الإمارات الدخول في السباق العلمي، والتركيز على العلوم المتقدمة، حيث تبين أجندة الإمارات للعلوم المتقدمة 2031 توجهات دولة الإمارات العلمية حتى 2031.

وتهدف الأجندة إلى توظيف العلوم المتقدمة في تطوير وابتكار حلول للتحديات المستقبلية، ودعم الجهود الحكومية في تحقيق مستهدفات الأجندة الوطنية لرؤية الإمارات 2021، ومئوية الإمارات 2071 من خلال دعم العلوم والقطاعات المرتبطة بمخرجات العلوم والتكنولوجيا عبر ثلاث استراتيجيات متتابعة ابتداءً من استراتيجية 2018-2021.

وترتكز أجندة 2031 على تحقيق 8 أولويات علمية حتى العام 2031، و30 هدفاً علمياً حتى 2021 في القطاعات الحيوية الرئيسية في الدولة المتمثلة في الاستخدام الأمثل لجميع الموارد الطبيعية الاستراتيجية.

ما بعد الحكومة الذكية

تمثل استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي (AI)، التي تم إطلاقها عام 2017 مرحلة التحول الجديدة لما بعد الحكومة الذكية في دولة الإمارات، والتي ستعتمد عليها الخدمات، والقطاعات، والبنية التحتية المستقبلية.

تعد هذه الاستراتيجية الأولى من نوعها في المنطقة والعالم، وتهدف إلى تحقيق أهداف مئوية الإمارات 2071، وتعجيل البرامج والمشروعات التنموية لبلوغ المستقبل، والارتقاء بالأداء الحكومي الفعال ضمن بيئات عمل مبتكرة تحقق فعالية في الأداء والكلفة والجهد. وبحلول 2031 سيكون اعتماد دولة الإمارات على الذكاء الاصطناعي في الخدمات وتحليل البيانات بمعدل 100%.

خطة موحدة للطاقة

في عام 2017، أطلقت دولة الإمارات استراتيجيتها للطاقة 2050 التي تعتبر أول خطة موحدة للطاقة في الدولة توازن بين جانبي الإنتاج والاستهلاك، والالتزامات البيئية العالمية، وتضمن بيئة اقتصادية مريحة للنمو في جميع القطاعات. تستهدف الخطة رفع كفاءة الاستهلاك الفردي والمؤسسي بنسبة 40%، ورفع مساهمة الطاقة النظيفة في إجمالي مزيج الطاقة المنتجة في الدولة من 25% إلى 50%، وتحقيق توفير يعادل 700 مليار درهم حتى عام 2050.

وتأخذ الاستراتيجية بعين الاعتبار نمواً سنوياً للطلب يعادل 6%، وخفض الانبعاثات الكربونية من عملية إنتاج الكهرباء بنسبة 70% خلال العقود الثلاثة المقبلة.

وتستهدف استراتيجية الطاقة مزيجاً من الطاقة المتجددة والنووية والأحفورية النظيفة لضمان تحقيق توازن بين الاحتياجات الاقتصادية والأهداف البيئية، ويتضمن خليط الطاقة حسب الاستراتيجية كل من الفحم النظيف والغاز والطاقة النووية والطاقة الشمسية وطاقة الرياح والوقود الحيوي

الأمن المائي

بحلول 2036 تهدف دولة الإمارات إلى خفض إجمالي الطلب على الموارد المائية بنسبة 21%، وزيادة مؤشر إنتاجية المياه إلى 110 دولارات لكل متر مكعب، وخفض مؤشر ندرة المياه بمقدار 3 درجات، وزيادة نسبة إعادة استخدام المياه المعالجة إلى 95%، وتوفير سعة تخزين لمدة يومي تخزين للحالات العادية في النظام المائي.

وستعمل الاستراتيجية على ضمان استدامة واستمرارية الوصول إلى المياه خلال الظروف الطبيعية وظروف الطوارئ القصوى، من خلال التركيز على 3 برامج استراتيجية رئيسية تشمل: برنامج إدارة الطلب على المياه، وبرنامج إدارة الإمداد المائي وبرنامج الإنتاج والتوزيع للطوارئ، إضافة إلى محاور مشتركة تشمل تطوير السياسات والتشريعات، وحملات التوعية والترشيد، واستخدام التقنيات المتقدمة والابتكار وبناء القدرات في مجال المياه.

معرض إكسبو 2020

بعد تصويت أغلبية الثلثين من أعضاء المكتب الدولي للمعارض لصالح تأجيل معرض إكسبو 2020 لمدة عام، تقرر تأجيل إقامة الحدث إلى الأول من أكتوبر 2021 وحتى 31 مارس 2022. سوف يتيح تأجيل الحدث العالمي لجميع المشاركين بتجاوز تبعات «كوفيد-19»، والتركيز على الرغبة المشتركة في رسم ملامح فكر جديد، ووضع الحلول لبعض التحديات الأكبر في عصرنا.

سيحتفظ إكسبو 2020 دبي باسمه، وسيظل ملتزماً باستضافة حدث دولي استثنائي يحتفي بالإنسانية وإبداعاتها، وسيكون أول إكسبو دولي يقام في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا وجنوب آسيا، وأكبر حدث على الإطلاق يقام في العالم العربي، بمشاركة 192 بلداً إلى جانب شركات ومنظمات دولية ومؤسسات أكاديمية.

الاستراتيجية الوطنية للابتكار

تهدف الاستراتيجية الوطنية للابتكار لجعل الإمارات ضمن الدول الأكثر ابتكاراً على مستوى العالم خلال السنوات السبع القادمة. وتهدف الاستراتيجية إلى تحفيز الابتكار في 7 قطاعات وطنية رئيسية هي الطاقة المتجددة، والنقل، والصحة، والتعليم، والتكنولوجيا، والمياه، والفضاء.

التنقل الذكي ذاتي القيادة

تهدف استراتيجية دبي للتنقل الذكي ذاتي القيادة لتحويل 25 في المئة من إجمالي وسائل النقل في دبي لذاتية القيادة بحلول عام 2030.

ومن المتوقع أن تحقق الاستراتيجية 22 مليار درهم إماراتي بشكل عائدات اقتصادية سنوية في العديد من القطاعات من خلال خفض تكاليف النقل وتوفير مئات الملايين من الساعات المهدورة في وسائل النقل التقليدية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"