الجذور الإيرلندية في سياسة بايدن

00:40 صباحا
قراءة دقيقتين

آمي ماكنون*

مر 170 عاماً منذ أن فر باتريك بليويت، الجد الأكبر للرئيس المنتخب، جو بايدن، من مجاعة البطاطا الإيرلندية، واستقر في سكرانتون، (بنسلفانيا). لكن الجذور الإيرلندية لبايدن، والإيمان الكاثوليكي، هما حجر الزاوية في هويته الذاتية. نايجل فاراج، الزعيم السابق لحزب الاستقلال البريطاني، غرد بأن بايدن «يكره المملكة المتحدة»، بعد ظهور مقطع فيديو لبايدن وهو يرفض سؤالاً من صحفي في «بي بي سي» بقوله: «أنا إيرلندي».

وكان مستشارو رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، وفقاً لصحيفة «نيويورك تايمز»، قلقين من أن العلاقة الحميمة للزعيم البريطاني، مع الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته، دونالد ترامب، قد تضعه في موقف ضعيف مع بايدن. وبتوسيع الفجوة بين الحكومتين، وصف جون تيلور، عضو مجلس اللوردات، أي المجلس الأعلى غير المنتخب في البرلمان البريطاني، نائبة الرئيس الأمريكية المنتخبة كامالا هاريس، بأنها ببساطة «الهندية»، في تغريدة في وقت سابق من هذا الشهر.

 وبينما كان ترامب المنتهية ولايته صريحاً في دعمه لانسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، لطالما عبّر بايدن عن كراهيته لهذه الخطوة، ولجونسون. 

 لقد أوضح بايدن خطه الأحمر مع لندن، وأنه يمر عبر جزيرة إيرلندا. وأثناء الحملة الانتخابية، قال بايدن إن أي اتفاق تجاري مستقبلي بين المملكة المتحدة، والولايات المتحدة، سيتوقف على احترام لندن لاتفاقية «الجمعة العظيمة» لعام 1998، التي أنهت عقوداً من الصراع في إيرلندا الشمالية. وتركيز بايدن على هذه الاتفاقية هو أحد المجالات التي يبدو أن جذوره الإيرلندية تلعب فيها بالتأكيد.

 آن أندرسون، التي شغلت منصب السفيرة الإيرلندية في الولايات المتحدة خلال إدارة أوباما، عندما كان بايدن نائباً للرئيس قالت: «أعتقد أن فهم الرئيس بايدن، وغرائزه سوف تنبع تحديداً من تعريفه بأنه إيرلندي وأمريكي إيرلندي وفهمه لهذه القضية»..

ولكن على الرغم من أنه من المتوقع أن يتبع بايدن، والديمقراطيون في الكونجرس، موقفاً متشدداً بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، والحدود الإيرلندية، يقول الخبراء، والدبلوماسيون الإيرلنديون والأمريكيون السابقون، إن أي مخاوف من المحسوبية مبالغ فيها. وفي حين أن أولويات بايدن قد تتوافق بشكل وثيق مع أولويات دبلن، إلا أنها تتعلق في الأغلب بنظرة عالمية مشتركة، بدلاً من أنها تراث.

 ويتوقع العديد من الخبراء أن الجذور الإيرلندية لبايدن ستساعد فعلياً في تعزيز العلاقات بين الدول الثلاث وأوروبا.

 وقال توماس رايت، مدير مركز الولايات المتحدة وأوروبا في معهد بروكينجز للأبحاث: أعتقد أنه من المناسب تماماً أن يكون شخص ما أمريكياً إيرلندياً، وأن يكون ذلك جزءاً مهماً من شخصيته، وأن يكون له أيضاً علاقة وثيقة مع المملكة المتحدة، لأن إيرلندا تريد أيضاً علاقة وثيقة بين الاتحاد الأوروبي، والمملكة المتحدة.

 وحتى مع استمرار وجود مؤيدين في السلطة، فإن النفوذ الدبلوماسي لإيرلندا في واشنطن له حدوده.

* كاتبة ومحللة سياسية ( فورين بوليسي)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتبة ومحللة سياسية

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"