الخليج لسان العروبة

00:26 صباحا
قراءة دقيقتين

د.نوال عسكر النقبي

تظل دراستي الجامعية بكلية الإعلام بدولة الإمارات، في منتصف التسعينات، محفورة في ذهني، سواء عن أدبيات العمل الإعلامي وأصوله، أو تاريخ المؤسسات الإعلامية في دولة الإمارات. وتعود بي الذاكرة الآن، إلى ما درسته عن نشأة المؤسسات الصحفية الإماراتية، وتحديداً تأسيس صحيفة «الخليج»، في عام 1970، بتعاهد الشقيقين تريم وعبدالله عمران، رحمهما الله، حيث كان تأسيس هذه الصحيفة الوطنية العربية الإماراتية، وتاريخها العريق، هو مشروعي في مادة الصحافة. وتميّزت هذه الصحيفة بأنها تتخذ فكر العروبة منهجاً لها في تناول القضايا العربية والدفاع عنها، وتقديم الرؤية السليمة الداعمة للنهوض العربي، وحرصت على نقل رسالة الإمارات والخليج إلى العرب خاصة والعالم كافة. 
 وأثناء استعراضي لهذا التاريخ العريق، اقترحت أن تسعى الجامعة لتنظيم زيارة جامعية لمقر «دار الخليج للصحافة والنشر» بإمارة الشارقة، شغفاً مني لمشاهدة ذلك الصرح الإعلامي العربي، وملامسته من قرب، وقد تم بالفعل تنفيذ المقترح، والذهاب إلى هذا الصرح الإعلامي العربي، والالتقاء بالدكتور عبدالله عمران، رحمه الله، الذي حدثنا عن نشأة الصحيفة التي بدأت بحلم، وتحقق واقعاً، وأثناء حديثه، كنت مبهورة بالكلمات ومرادفاتها التي تخرق مسامعي، وشعرت وقتها بأنني في مسيرة عربية تحمل في شعاراتها معاني جميلة وأصيلة. 
 وكانت هذه الزيارة علامة بارزة في تأصيل معاني المهنية الإعلامية لديّ، حيث لامست أحداثها كل الضجيج في داخلي، من تطور فكرة إلى واقع له صوت مؤثر وتواصل فاعل مع القارئ المحب للكلمة، في نقل الأخبار بكل مجالاتها، وأيقنت وقتها بأن الأحلام تتحقق بالعزيمة، والأفكار تتطور بالإصرار، والمهنية هي تشريع لأخلاقيات يضعها الشخص في وجدانه، وتنعكس على سلوكاته؛ لذا كان للصحيفة صوت مسموع، في ظل التحديات التي تواجهها، بوصفها مؤسسة إعلامية، وتلك التي يفرضها الواقع العربي، ما ترتب عليه نجاح «الخليج» في توصيل الخبر أو الرأي إلى القارئ والتأثير فيه. 
 واليوم، مع أول كتاباتي في هذه الصحيفة العريقة، التي يوافق تأسيسها تأسيس الاتحاد الأكبر إنجازاً وانتصاراً على كل الصعد، لدولة قوتها من قوة قياداتها وشعبها، وفي خدمة الوطن وأهله، وقضايا أمة العرب من الخليج إلى المحيط، هي نتاج اجتماعي بصورة أكثر واقعية، ذلك النتاج الحذر الذي دائماً ما يؤسس لمسيرة صحفية إماراتية، ستقدم معلومات وأفكاراً جديدة، عن قضايا ومُشكلات تشغل الرّأي العام، إلى جانب نشر المعارف المختلفة التي قد تهمّ الإنسان، وتجعله مُطّلعاً على كل جديد، محاولة بجدية ترسيخ ما أكتبه في عقل القارئ العربي، عبر كلمات عربية معبرة ومؤثرة، ناقلة بكل صدق وموضوعية الواقع العربي، اقتداءً بمقولة الشيخ الرافعي «إذا لم تزد شيئاً على الدنيا كنت زائداً فيها»، وليست هناك قيمة مضافة في العمل الإنساني، تعلو على تلك القيمة التي تحتويها الكلمة المكتوبة.
أستاذة مساعدة في كلية الاتصال بجامعة الشارقة 
رئيسة رابطة المجتمع والأسرة العربية بـ«كارنتر»

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

أستاذة مساعدة في كلية الاتصال بجامعة الشارقة رئيسة رابطة المجتمع والأسرة العربية بـ«كارنتر»

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"