عادي

صانع عود لبناني يبني «إمارة» فنية ويقود «جيشاً» من الأوتار

20:03 مساء
قراءة دقيقتين
1

رأس بعلبك (لبنان) - رويترز

لأكثر من 40 عاماً، ظل نزيه الغضبان يصعد السلم الموسيقي درجةً درجة، مؤسساً جيشاً من أوتار العود يربو على 1400 آلة موسيقية متفرعة عمّا يعرف بملك وسلطان العزف.
والغضبان ابن بلدة رأس بعلبك الواقعة شرق لبنان على الحدود مع سوريا، هو صانع وعازف لآلة العود منذ عام 1976، ويقدم آلاته مزهواً ويقول، إنه يعرف كل قطعة منها «بأحاسيسها وتوزيع نغماتها».
ويحتفظ الغضبان لكل عود بملف خاص يتضمن ملاحظات حول المواد التي صنع منها وشهادة منشأ أوتاره، وفي مملكته الخشبية ذات النغمات الأصيلة يقول الغضبان لتلفزيون رويترز: «لقد وصل العدد إلى 1400 آلة تقريباً، والمهم أنني أعرفها كلها، ولكل عود (ملف) أحتفظ به، أدون ملاحظاتي فيه من ناحية المواد المصنوع منها، أو من ناحية صوت العود».
ويجلس الغضبان خلف صورة تظهره عازفاً على العود مع المطرب الكبير الراحل وديع الصافي، ويستذكر رحلته مع هذه الآلة التي أصبحت جزءاً من حياته قائلاً: «العود هو رفيق حياتي، رفيق دربي، أستعمله في كل الظروف، بكل المشاعر والأحاسيس التي أمر بها، في الفرح والحزن، وفي كل الأوقات، إنه معي دوماً».

شخصية وكيان

محاطاً بتشكيلات متنوعة من الأعواد، يشرح غضبان أسرار إمارته الفنية قائلاً: «أغلب الأعواد مصنوعة يدوياً، وليس في المعامل أو الورش التي يتم فيها تجميع آلة العود، بحيث يقوم كل عامل بمهمة محددة، ولكنني أعتقد أنه إذا قام شخص واحد بكل هذه المهام معاً، فسيكون للعود شخصية وكيان».
وأمضى الغضبان الجزء الأكبر من حياته في صناعة آلات العود يدوياً، ويرى نفسه مستمراً في القيام بذلك كواحد من مالكي مواردها وخصائصها الصوتية.
كما أن أستاذ الفلسفة المتقاعد «يفلسف» أيضاً حرفة صناعة العود، ويمضي بعد تقاعده معظم وقته في ورشته مباشرة أسفل منزله، مردداً أن صناعة العود الأفضل تصبح أكثر دقة إذا قام بها شخص واحد من الألف إلى الياء، ويقول: «هذا يمنح شخصية للعود، أفضل من أن يُصنع في مشاغل ويؤدي كل شخص مهمة معينة، فإذا جمعهما شخص واحد يصبح لدينا عود بنغمات خاصة مميزة».
ولهذا الغرض فإن الغضبان يعمل على تطبيق التفاصيل وصولاً إلى حف العود، أي تهذيبه وإكسابه ملمساً ناعماً، واختيار نوعية الخشب.
والغضبان الذي درس الموسيقى في المعهد الموسيقي الوطني في بيروت، شارك في العديد من المعارض المحلية والدولية لهذه الحرفة، بما في ذلك في بيروت وشنغهاي وفرانكفورت وغيرها.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"