رسالة البابا من العراق

00:52 صباحا
قراءة دقيقتين
افتتاحية الخليج

في الذكرى الثانية لتوقيعه وثيقة «الأخوّة الإنسانية» في أبوظبي مع الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب يوم الرابع من فبراير/شباط 2019، أراد بابا الفاتيكان أن يستكمل مضمونها ورسالتها بزيارة بلاد ما بين النهرين، مخاطباً العراقيين «أتيتكم حاجّاً تائباً لكي ألتمس من الرب المغفرة والمصالحة بعد سنوات الحرب والإرهاب».
 نزل أمس في العراق، قاصداً أرضاً تعتبرها الأديان السماوية مقدسة، حيث شهدت عبور عدد من الأنبياء أبرزهم النبي إبراهيم. 
 هو يزور العراق لا يتهيب جائحة كورونا، ولا الإرهاب، ولا الدعوات المسمومة، ولا كل الأضاليل التي حاولت النيل من الزيارة. يزوره باسم الإنسان والإنسانية، حاملاً في صدره مضامين «الوثيقة الإنسانية»، مؤمناً بكل حرف من حروفها. يزوره باسم «الشعوب التي فقدت الأمن والسلام والتعايش، وحل بها الدمار والخراب والتناحر». يزوره «باسم الأخوّة الإنسانية التي تجمع البشر جميعاً وتوحدهم وتسوّي بينهم». يزوره «باسم تلك الأخوة الإنسانية التي أرهقتها سياسات التعصب والتفرقة، التي تعبث بمصائر الشعوب ومقدراتهم، وأنظمة التربح الأعمى، والتوجهات الإيديولوجية البغيضة».
 في زيارته التي تشمل كنائس شهدت مذابح على يد الإرهاب «الداعشي» وأديرة تاريخية، ومواقع دينية مثل «أور» التي هي مسقط رأس النبي إبراهيم الذي خرج منها مبشراً حاملاً رسالة الإله الواحد الأحد، ويؤدي فيها صلاة جامعة لممثلي كل الديانات، ويلتقي في النجف المرجع الشيعي آية الله علي السيستاني..
في كل ذلك يريد البابا أن يقول إننا كلنا بشر، تجمعنا الإنسانية، ويوحدنا إيماننا بالله الواحد الأحد. ويقول لمسيحيي العراق «اصمدوا في أرضكم، ولا تتركوا الإرهاب والتطرف يهزمكم»، ويقول للمسلمين، لقد جئتكم برسالة محبة وسلام، مؤمناً بالله الذي جعل من الخلق جميعاً إخوة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"