عادي

«كلمات من الشرق».. نافذة على تاريخ الفنون الإسلامية

17:21 مساء
قراءة 3 دقائق
مصحف بيد الخطاطة شريفة زليخا خاتمي السعدي بنت الحاج عبدي زاده بصاري ياري
مصحف بيد الخطاط عمر بن إسماعيل
مصحف الفترة التيمورية
مصحف فترة المماليك
يفتح معرض «كلمات من الشرق» الذي تنظمه هيئة الشارقة للكتاب في مقرها حتى 3 مايو المقبل نوافذ واسعة على تاريخ الفنون الإسلامية وفن نسخ المصحف الشريف، والتحولات التاريخيّة التي مر بها، فيخصص إلى جانب مئات المخطوطات والخرائط واللّوحات جناحاً لمقتنيات عبد الرحمن العويس وزير الصحة ووقاية المجتمع، وزير دولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي ليعرض مخطوطات للمصحف يعود عمرها إلى مئات السنين كتبت بأيدي أشهر خطاطي العالم الإسلامي.
ويكشف الجناح عوالم وموضوعات شغلت الكثير من الباحثين والدارسين المتخصصين في الفنون الإسلاميّة، فيعرض نسخة عثمانية نادرة من القرآن الكريم يعود عمرها إلى 1827 ميلادي، إلا أن قيمة هذه النسخة ليس عمرها أو الفترة التي تعبر عنها فقط، وإنما في يد الخطاط التي كتبتها، فهي واحدة من نسخ القرآن الحكيم القليلة التي خطتها نساء فنانات، إذ جاءت بخط شريفة زليخا خاتمي السعدي بنت الحاج عبدي زاده بصاري ياري.
ولا تثير هذه النسخة من المخطوطات المعروضة السؤال حول أشهر الخطاطات المعروفات في تاريخ الفنون الإسلامية وحسب، وإنما تكشف عن مستوى الدقة والجودة والأنماط الفنية والمدارس وحتى الخامات والألوان التي كان المصحف يُنسخ بها، فهي مكتوبة بخط النسخ المجود على ورق زهري، وتبدأ بلوحتين مذهبتين ومزخرفتين، وكتبت أسماء السور بالحبر الأبيض على أرضية ذهبية مزخرفة باللون الأخضر، وعلى هامش الصفحات مشربيات مذهبة مزخرفة للأعشار والأحزاب، فيما جاءت علامات التجويد بالحبر الأحمر.
ليس ذلك ما يقف عنده المعرض وحسب، فالزائر للمعرض يمكنه الوقوف عند مصحف بخط واحد من كبار الخطاطين الذين يشكلون علامات فارقة في تاريخ الفنون الإسلامية، فيجد مخطوطة بيد الخطاط المشهور عمر بن إسماعيل كتبت في العام 1685م بخط النسخ، واللاّفت أنها تبدأ بسورة الأنعام وتنتهي بنهاية القرآن الكريم، وكما هو التقليد في بعض مدارس نسخ القرآن، فإنها تبدأ بلوحتين مزخرفتين.
ويعيد المعرض زوّاره إلى فترة يسميها المؤرخون بالتيمورية، نسبة إلى تيمورلنك، وذلك في مخطوطة للمصحف يرجع تاريخها إلى القرن 15 ميلادي، جاءت بيد الخطاط جوانمرد بن شقيق محمد بن بايزيد السروري، وترجع أهمية هذه المخطوطة لأهمية المرحلة التي كتبت فيها، إذ تعد الفترة الذهبية لتطور الخط العربي وخاصة خط الثلث، الذي تجلت فنونه من خلال تلاميذ الخطاط المعروف ياقوت المستعصي المشهورين، إضافة إلى الكثير من الخطاطين الذين توجهوا إلى آسيا الوسطى، وسمرقند عاصمة السلطان تيمور وأبنائه.
وتمثل مخطوطة السروري الجزء الرابع عشر من القرآن الكريم، وكتبت بخط الثلث المحقق، وفي البداية تظهر لوحة مزخرفة كتب عليها في الأعلى والأسفل بخط الثلث بالحبر الذهبي، وجعلت حركات الإعراب فيها بالحبر الأسود فيما تم تذهيب الفواصل بين الآيات.
وتتواصل رحلة الزائر بين الأمكنة والأزمنة لقراءة تطوّر وتباين مدارس نسخ المصحف الشريف من قلب سمرقند تاريخياً، مروراً ببلدان ومدن الدولة العثمانية، وصولاً إلى مصر والشام خلال الفترة المملوكية، حيث يبرز بين المعروضات مخطوط لجزء من القرآن مكتوب بخط الثلث بالحبر الأسود على ورق غامق، يعود إلى فترة حكم المماليك.
ولا تنتهي قصة «كلمات من الشرق» عند هذه المخطوطات المميزة من المصحف الشريف، وإنما تبدأ، إذ ينقسم المعرض إلى خمسة أقسام تعرض لوحات وصوّر لمعالم ومدن وشخصيات منها صور قديمة لمكة المكرمة في مراسم الحج، وصور لدبي والشارقة، وآخر يكشف عن خرائط ومجسمات للكرة الأرضية يعود تاريخها إلى بدايات القرن السابع عشر والثامن عشر، إلى جانب مخطوطات للطبعات الأولى والمبكرة لأشهر الأعمال الأدبية الخالدة والكتب، بالإضافة لمجموعة لوحات وملصقات أثرية لعدد من الدول في شمال افريقيا والشرق الأوسط، كانت تستخدم كإعلانات لشركات الطيران والسكك الحديدة والسياحة والمعارض.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"