زايد.. الإنسان والقائد

02:17 صباحا
قراءة دقيقتين

يونس ناصر

شكّل الإنسان مركز اهتمام المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، باعتباره محور التنمية، وصاحب المصلحة الحقيقية في عملية النهوض الحضاري، وكانت عملية بناء الإنسان تتقدم على كل التفاصيل الأخرى (على أهميتها)؛ لإيمانه بأن الإنسان هو الغاية والوسيلة، معاً، ودائماً، هو مرتكز الأهداف ومركزها، ومحور الغايات السامية كلها، عملاً وعلماً وثقافة. 

وقد امتدت قناعة الشيخ زايد على مروحة واسعة من المساقات والأنساق المترادفة في تأثيرها ومرونتها العالية شكّلت في مجملها منهجاً متفرداً على المستويين: النظري والعملي، بما يرصّن التجسيد الخلاّق لثنائية الإنسان/الحاكم، ومعادلتها المحكمة في أبهى صورها، وأصلب منطلقاتها، لتكون  بالتالي  مثالاً راقياً يُقتدى به على مر العصور، قدوة وقيادة، منطلقاً من إيمانه المطلق بأن «الحاكم، أيّ حاكم، ما وُجد إلا ليخدم شعبه ويوفر له سبل العيش والرفاهية والتقدم، على أن يترجم روح هذه المقولة على الأرض، وأن يكون في خدمة مواطنيه من خلال رؤية متأصلة ومتطورة لمفهوم الحكم ودور الحاكم»، كما يؤكد، رحمه الله.

وقد كان الشيخ زايد، طيب الله ثراه، يعبّر دائماً عن ثبات قناعته، وصواب تشخيصه واستنتاجه، وانحيازه اللامحدود للإنسان باعتباره رأس المال الحقيقي، والثروة التي لا تنضب. ومن هذه الكنوز الثرّة انطلق الشيخ زايد للعمل في كل المحاور والاتجاهات، وعلى جميع الصعد والمستويات، ليوفر لأبناء شعبه مناخات شاملة ودائمة من الشعور بالحرية والأمن والأمان، تجسيداً لرؤيته بأن الأمن والغذاء قطبان رئيسيان لتوليد طاقة تحريك المبادرات والإضافات النوعية، لتجميع الشعور الفردي والجمعي، باتجاه الانصهار والتفاعل الكرنفالي الوطني المتصاعد للبناء والنهوض، استناداً إلى أربعة صعد، هي: الأمن الوطني والغذائي والمعيشي والشخصي، ضمن العادات والتقاليد الأصيلة التي تحكم المنظومة الاجتماعية بتفاصيلها ومستوياتها كافة.

وإضافة إلى كل ذلك، فقد امتدت أياديه البيضاء إلى كل الناس، من كل الشعوب والدول التي تعاني الكوارث الطبيعية. 

وقد صنع المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، السعادة لأبناء شعبه، وحقق لهم مكتسبات خالدة، وإن وطناً بناه الشيخ زايد لجدير بأن يكون أجمل الأوطان، وشعباً قدوته وقائده وعنوانه «زايد» يستحق أن يكون أسعد شعوب العالم.. وقد تحقق هذا باستحقاق وجدارة.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتب وشاعر

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"