بين مجلسين

01:07 صباحا
قراءة دقيقتين

د. محمد سعيد الكندي *
إنجاز جديد في المحافل الدولية حققته دولة الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة «حفظه الله»، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بانتصار 179 عضواً في الجمعية العمومية للأمم المتحدة لدبلوماسية دار زايد، وانتخابنا لشغل مقعد غير دائم في مجلس الأمن للفترة 2022-2023، بما يمثل شهادة دولية بصحة نهجنا وقوة دبلوماسيتنا وحضورنا الفاعل والمؤثر في المجتمع الدولي، والذي أصبح لبلادنا دور فاعل في تشكيل ماهيته، وتدوير أركانه لمصلحة البشرية، التي ترى في الإمارات دولة فتية عصرية، حققت من الإنجازات خلال 49 عاماً هو عمرها، ما عجزت عن تحقيقه دول عمرها آلاف السنين.إنها الإمارات، رمز التسامح والتعايش، الواصلة إلى المريخ، بمسبار أمل، له من فعل بلادنا نصيب، كيف لا وهي زارعة الأمل، ومستنهضة الهمم، الساعية إلى استئناف حضارة عربية، تزين «دار زايد» تاجها بإنجازات عالمية، في أرض تحتضن أول مشروع عربي لإنتاج الطاقة عبر محطات نووية سلمية، وفي سماء أبحرت بها أقمار صناعية صنعتها أيدي أبناء الوطن، وفضاء وصلنا به بالعرب إلى أبعد نقطة بلغتها البشرية.
هذا الإنجاز الذي تحقق، كان لفارس الدبلوماسية الإماراتية سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، دور كبير فيه، لم يكن الأول لنا في أروقة الأمم المتحدة التي انحاز أعضاء جمعيتها العمومية إلى المقترحات الإماراتية، كإعلان يوم عالمي للتسامح وآخر للأمراض المدارية المهملة، فضلاً عن الفوز باستضافة مقرات لوكالات عالمية، كالوكالة الدولية للطاقة المتجددة «إيرينا».
هذا الإنجاز عاد بي 35 عاماً إلى الوراء، حين شرفتني قيادتنا الرشيدة وقتها لكي أكون ضمن بعثة الدولة التي شغلت ولأول مرة مقعداً غير دائم في مجلس الأمن للفترة 1986-1987، وبين هذا الإنجاز وذاك صور لا تزال حاضرة في ذهني، أعادت إليها الحياة لحظة التصويت بفوزنا بالمقعد.
أذكر كيف كنا نعمل كخلية نحل برئاسة رئيس بعثة الإمارات معالي محمد حسين الشعالي لكي نمثل دولتنا أفضل تمثيل، باذلين كل ما أوتينا به من قوة لنكون على قدر المسؤولية التي حملنا إياها وإحقاق الحق ونصرة المستضعفين في مجلس يرفع شعار حفظ السلم والأمن الدوليين؛ وإنماء العلاقات الودية بين الأمم؛ والتعاون على حل المشاكل الدولية وعلى تعزيز احترام حقوق الإنسان؛ والعمل كجهة مرجعية لتنسيق أعمال الأمم.‏
أذكر كيف كانت الاجتماعات تدار بين شد وجذب، حيث كنا نحرص على ضمان السلم العالمي وإحقاق الحق، وتغليب لغة العقل، واستبعاد خيار القوة أو الإقصاء، ترجمة لدبلوماسية الإمارات الرصينة.
كلنا ثقة  بأن بعثة الإمارات ستكون على قدر الحمل الملقى على كاهلها، وأنها ستعمل كما دار زايد لما فيه خير للبشرية ومنفعة لها. 

* وزير البيئة والمياه الأسبق

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

وزير البيئة والمياه الأسبق

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"