عادي
خلال مؤتمر عالمي احتضنه «مجمع البحوث»

الشارقة ترسم مستقبل طاقة الأكثر نظافة وتسريع الابتكار في الكربون

15:27 مساء
قراءة 5 دقائق
جانب من المؤتمر

الشارقة: «الخليج»

نظّم مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار في مقرّه الرئيسي مؤتمرًا بعنوان «مستقبل ابتكارات الطاقة – حديث القادة»، تمحور موضوعه الرئيسي حول التوجّهات الرامية إلى رسم مستقبل طاقة أكثر نظافة للعالم.

ويعد هذا المؤتمر الذي أقيم بحضور نُخبة من الرؤساء التنفيذيين والمديرين الإداريين وقادة الصناعة، أول حدث يُنظّم بالحضور الشخصي لمركز الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لابتكارات الطاقة، الذي أطلقه المجمّع مؤخرًا في مقره الرئيسي، بدعم من وزارة الطاقة والبنية التحتية الإماراتية، بغرض تعزيز وتسريع منظومة الابتكار لزيادة الفُرص في قطاعات الطاقة النظيفة، وإزالة الكربون، والنفط والغاز.

كان الموضوع الرئيسي على طاولة النقاش كيفية الاستغلال الأمثل للموارد الطبيعية بالمنطقة والإسهام في الجهود الدولية المبذولة لتلبية متطلبات مستقبل الطاقة من خلال الابتكار.

ضمّ مؤتمر «مستقبل ابتكارات الطاقة – حديث القادة» عددًا من الكلمات، ألقاها مجيد جعفر، الرئيس التنفيذي لشركة نفط الهلال، والمهندس يوسف أحمد العلي، الوكيل المساعد بوزارة الطاقة والبنية التحتية، و«مايكل بويكر»، نائب الرئيس الأول للشؤون المالية في سيمنس للطاقة، وخالد الحريمل، الرئيس التنفيذي لمجموعة بيئة، وعبد الرحمن الخالدي، كبير مسؤولي التكنولوجيا في جنرال إلكتريك جاز باور لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وجنوب آسيا.

حضر المؤتمر لفيفٌ من كبار الشخصيات الضيوف، كان أبرزهم علي عبد الله، الرئيس الإقليمي لشركة بتروفاك، ودانيال زيويتز، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة إينروير، وأحمد خشان، رئيس فرع شنايدر إلكتريك، وعادل عبد الله علي، الرئيس التنفيذي لشركة العربية للطيران، وخالد بن بطي الهاجري، مدير عام المدينة الجامعية بالشارقة.

كما أدار جلسات المؤتمر كلٌ من فهمي الشوا، الرئيس التنفيذي لمختبرات إيمنسا للتكنولوجيا، والدكتور محمد حمدان، أستاذ الهندسة في الجامعة الأمريكية في الشارقة.

حسين المحمودي: نركز على تقوية التعاون بين مختلف أطراف الصناعة

وقال حسين المحمودي، الرئيس التنفيذي لمجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار: سيعمل مركز الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لابتكارات الطاقة على توسيع نطاق المشاريع التكنولوجية من خلال عدد من المبادرات كالمسرعات وبرنامج التعاون. إنّ مركز الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لابتكارات الطاقة عبارة عن منصّة فريدة من نوعها تعزز مكانة الإمارات كمحور للابتكار. إنّ الشركاء والمساهمين في المركز هم شركات تنتمي إلى قطاع الطاقة والقطاعات المرتبطة بها. إنهم قادة للفكر، وستؤدي أعمالهم إلى نمو قطاع الطاقة.

وأضاف المحمودي أنّ مناقشات «مستقبل ابتكارات الطاقة – حديث القادة» تتماشى مع رسم مسار الدولة خلال الخمسين عامًا القادمة، وتركّز على تقوية التعاون بين مختلف الأطراف المعنية داخل الصناعة، وتعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص، والانتقال إلى استخدام التكنولوجيا النظيفة، بالإضافة إلى دمج مصادر الطاقة المتجددة عبر القطاعات، واستقطاب العلماء والعقول المفكّرة وتكاملهم مع بعضهم داخل الدولة.

مجيد جعفر: تطبيق الأبحاث الجامعية يحتاج إلى نهج ورعاية حكومية

وحول مركز ابتكارات الطاقة في الشارقة وأهميته تحدث مجيد جعفر، الرئيس التنفيذي لشركة نفط الهلال بقوله: «هناك الكثير من الأبحاث المميزة التي تجري في الجامعات حول العالم، لكن الآليات لتطبيق تلك البحاث وتوسيع نطاقها ليست موجودة دائمًا، ولهذا تحتاج إلى نهج ورعاية حكومية». هذا المركز في الجامعة الأمريكية في الشارقة يترجم ذلك فهو مناسب بشكل خاص، فمن خلاله يتم الترويج للبحث والتطوير في الإمارات العربية المتحدة، وما يؤدي ذلك إلى تحفيز وتطوير التقنيات التي قد لا يتم تطويرها بطريقة أخرى، كما أنه يمكّنك من جلب الأبحاث من أجزاء أخرى من العالم والحصول على مشروع تجريبي والبدء في مرحلة الاختبارات على نطاق واسع».

أساس طاقة المستقبل

أعلنت شركة «بيئة» مؤخرًا عن إطلاق مشروع تحويل النفايات إلى هيدروجين، إذ يعتبر الهيدروجين الأخضر أحد الأسس المهمة التي يقوم عليها قطاع الطاقة في المستقبل، وتتطلع الشركة إلى الدخول في هذا السوق منذ فترة. ومن خلال هذا المشروع الجديد الذي سيعمل على استعادة الطاقة وإنتاجها من النفايات، تدعم «بيئة» أيضًا الاقتصاد الدائري عبر عدد من القطاعات على صعيد المنطقة.

أطلقت «سيمنس للطاقة» أيضًا العديد من المشاريع التجريبية المتعلقة بالهيدروجين، والتي سيكون لها دور مهم في إزالة الكربون من أنظمة الطاقة. وفي الوقت نفسه، كشفت «جنرال إلكتريك» مؤخرًا عن دراسة توضّح كيف يمكن للطاقة المتولّدة عن الغازات أن تُكمل مصادر الطاقة المتجددة لإزالة الكربون على نطاق واسع قريبًا، بحيث تصل معدلاته إلى الصفر على المدى الطويل، إلى جانب توفير طاقة ميسورة التكلفة وموثوقة للحمل الأساسي.

هاكاثون عالمي للطاقة

في الوقت نفسه، ينظّم مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار هاكاثون عالميًا يومي 22 إلى 23 يونيو بهدف الخروج بحلول مبتكرة في تخصصات مختلفة ومفيدة اجتماعيًا للتصدّي للتحديات الملحّة التي تواجه قطاع الطاقة.

يمكن للمشاركين تكوين فرق مؤلّفة من أربعة أشخاص، أو بإمكانهم المشاركة بصورة فردية، وتقديم أفكارهم المبتكرة في فئة واحدة أو أكثر من الفئات التالية:

* إزالة الكربون: كيفية احتجاز انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وخفضها، وزيادة كفاءة الغاز الحيوي (البيوغاز)، والوقود الحيوي، والوقود الإلكتروني، والهيدروجين الأخضر، وتخزين ثاني أكسيد الكربون، وغير ذلك.

* أنواع الطاقة المتجددة: مقترحات مبتكرة لأنواع الطاقة المتجددة - مثل الطاقة الشمسية، أو طاقة الرياح، أو طاقة المياه أو الأمواج، أو الطاقة الحرارية المخزنة في باطن الأرض، أو وقود الكتلة الحيوية.

* كفاءة الطاقة: ابتكار أفكار تستند إلى التقنيات الحديثة - مثل إنترنت الأشياء، أو الذكاء الاصطناعي، أو البيانات الضخمة، أو التعاملات الرقمية (بلوك تشين) التي يمكن من خلالها زيادة استغلال الطاقة إلى أقصى حد ممكن، وخفض التكاليف، والحدّ من البصمة الكربونية.

* تخزين الطاقة: مقترحات تقوم في أساسها على خيارات التخزين باستخدام البطاريات، أو الأنظمة الحرارية، أو الأنظمة الميكانيكية، أو أي تقنية ناشئة أخرى.

* النقل المستدام: تطوير أفكار قائمة على التكنولوجيا الحديثة بهدف تعزيز وسائل النقل الأخضر، ونشر المركبات والبنى التحتية عديمة الانبعاثات، وكذلك النقل الصديق للبيئة للسلع والبضائع، والنقل المتّصل متعدد الوسائل.

* الاقتصاد الدائري: مقترحات تتعلق بإنتاج الطاقة، والتكافل الصناعي، والتعاون المشترك على مستوى البلديات، والتفاعل مع العملاء ورضائهم.

سيتم اختيار أفضل 15 فكرة إجمالاً من بين جميع المشاركين لخوض الهاكاثون الذي يستمر على مدار 48 ساعة. كما ستتولى لجنة من الخبراء توجيه المتأهّلين للتصفيات النهائية خلال عملية تطوير نموذج عمل أولي لأفكارهم المبتكرة. وسيكون أهم ما يميّز ذلك الهاكاثون هي جلسة تقديم الأفكار، التي سيعرض خلالها جميع المشاركين نماذجهم الأولية أمام لجنة التحكيم، والتي بدورها ستقرر أفضل ثلاثة مشاريع لحصد جوائز قدرها 5000 دولار أمريكي للمركز الأول، و3000 دولار أمريكي للمركز الثاني، و2000 دولار أمريكي للمركز الثالث.

هذا، وسيصبح جميع المشاركين في الهاكاثون جزءًا من منظومة مجمّع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار، وستتاح لهم فرصة الانضمام إلى برنامج الحضانة في شهر يوليو. كما يمكنهم أيضًا إلقاء كلمة خلال أحد الفعاليات الشهرية لعرض حلولهم لتوفير طاقة أكثر ذكاءً وفاعلية واستدامة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"