عادي
استنفار مبكر في الميدان والتطعيمات حافز للأهالي

العودة للمدارس..إقبال على التعلم المباشر.. و«الافتراضي» يتأرجح

00:03 صباحا
قراءة 5 دقائق

تحقيق: محمد إبراهيم

على الرغم من انتهاء امتحانات نهاية العام الدراسي الجاري 2020-2021، لم يكن إعلان النتائج الأمر الوحيد الذي يشغل العقول في الميدان التربوي بفئاته كافة، ولكن الاستعداد المبكر للعودة إلى المدارس، احتل حيزاً كبيراً من اهتمامات الميدان في الوقت الراهن.

عدد من أولياء الأمور أكد أن التطعيمات المعلن عنها أخيراً للطلبة في الأعمار من ال 12 فما فوق، تعد أداة تحفيزية للاتجاه نحو العودة الحضورية الآمنة للمدارس العام الدراسي المقبل 2021-2022.

عدد من المعلمين أكدوا أن توفير اللقاح ضد كورونا لفئات الطلبة الذين لا تقل أعمارهم عن 12 عاماً فما فوق، حكم رغبات واختيارات أولياء الأمور بشكل إيجابي، وأسهم فعلياً في تشكيل قرار عودة الدراسة حضورياً في المدارس، وتقليص الاستناد إلى التعلم عن بعد.

يرى عدد من مديري المدارس أن العودة الحضورية للمدارس، استنفرت الميدان التربوي مبكراً، لاستقبال العام الدراسي الجديد، موضحين أن معظم نتائج الاستبيانات تأخذنا إلى الإقبال الكبير على التعليم المباشر، التي سجلت أعلى المعدلات في رغبات أولياء الأمور، مقابل تأرجح الرغبات نحو التعليم الافتراضي.

الجهات القائمة على إدارة التعليم تركز على أعداد خطط احترازية ووقائية وفق مستجدات الوضع الصحي، ولحماية منابر العلم وبداية آمنة للطلبة والكوادر في العام الدراسي الجديد، وفق خطوات ممنهجة ومدروسة.

«الخليج» تحاول من خلال سطور هذا التحقيق، التعرف على اتجاهات الميدان التربوي، نحو العام الدراسي الجديد، ومدى تفاعله مع قرار العودة للمدارس «حضورياً»، وكيف أثر توفير التطعيمات للطلبة في أعمار ال12 عاماً فما فوق، على رغبات أولياء الأمور.

قرار صائب

البداية كانت مع أولياء الأمور محسن عوض الله، ماريان صالح، ومنى الأحمدي، حمدان عبد الله، إذ اتجهت رغباتهم في العودة إلى المدارس حضورياً العام الدراسي المقبل، معتبرين أن قرار العودة صائب ومدعوم بمنهجيات وإجراءات تضمن سلامة الطلبة والكوادر في الميدان.

وأكدوا أن توفير اللقاحات للطلبة في سن ال12 فما فوق، يعد حافزاً لجميع أولياء الأمور للمضي قدماً، نحو عودة أبنائهم في هذه الفئة إلى المدارس من دون خوف أو قلق، لاسيما أن تلك اللقاحات ترفع مناعة الجسم لدى المتعلمين وتقلص فرص إصاباتهم بالفيروس لا قدر الله، فضلاً عن أن وجود التطعيمات وتوفرها أسهم أيضاً في ارتفاع معدل الإقبال على التعليم الحضوري المباشر في المدارس، وتراجع اختيارات الأهالي للتعلم عن بعد، الذي كان يتصدر رغبات أولياء الأمور خلال العامين الماضين.

الطلبة محمد زيادة، وعمرو محمد، وشروق صابر، وخلود محمد، أكدوا أهمية التعليم الحضوري، وتلقي العلوم والمعارف بشكل مباشر، لاسيما أن التعليم الاعتيادي يسهم في تحقيق الفاعلية والتحفيز على مواصلة عملية التعلم، وأبدوا كامل استعدادهم للالتزام بالإجراءات الاحترازية والوقائية المعتمدة والتي سيتم الإعلان عنها لاحقاً، في سبيل العودة إلى مدارسهم مجدداً، والانطلاق الحياة الطبيعية للدراسة كما كانت في سابق العهد.

خطة العودة

يرى المعلمون «دكتور عمرو منجد العربي، محمد عصام، وفاطمة السيد، إيمان الفخراني، وأسماء خليل»، أن توفير لقاح للفئة العمرية بين 12 و17 سنة، أسهمت في ترسيخ رؤى وآراء أولياء الأمور لعودة أبنائهم إلى المدارس، لتلقي دروسهم بشكل مباشر، مؤكدين أن خطة العودة التي تعكف عليها الجهات القائمة على الشأن التعليمي، تراعي في مضمونها مستجدات الوضع الصحي، وتوفير سبل العودة الآمنة للجميع.

وحول الاستعدادات والتجهيزات التي تعمل على قدم وساق في معظم المدارس، أفادوا بأن الاستنفار والتأهب المبكر لاستقبال العام الدراسي الجديد، يعد أمراً طبيعياً بعد إعلان ماهية الدراسة في العام الدراسي المقبل 2021-2022، فالجميع يركز على تلبية جميع الاحتياجات للطلبة والكوادر بمختلف فئاتها في جميع المؤسسات التعليمية.

تصور للجداول

من جانبهم أكد عدد من مديري المدارس «خلود فهمي، كريمة علي، وسلمى عيد، وعصمت عبد الله حميدان ماضي»، أن إدارات المدارس تركز على وضع تصور للجداول المدرسية للعام الدراسي المقبل 2021 - 2022، وفقاً للخطة المبكرة للجاهزية للعام الدراسي الجديد، فضلاً عن الخطة الدراسية لإعداد جداول النصاب الكامل للمعلمين، والالتزام بالتخصص الجامعي للمعلمين، واعتماد الذين على قوة المدرسة فقط في إعداد الجدول الدراسي.

وأفادوا بأن نتائج الاستبيانات الأخيرة التي استهدفت أولياء الأمور حول التعليم الحضوري والافتراضي لأبنائهم، أدت ارتفاع معدل رغبات الأهالي في عودة أبنائهم إلى الدراسة حضورياً، وتراجع الآراء في اختيار التعليم عن بعد، موضحين أن ميول أولياء الأمور لهذا الاتجاه يعود إلى عدة أسباب، أبرزها توفير اللقاحات اللازم للفئات الطلابية في أعمار 12 عاماً فما فوق، الأمر الذي بث الطمأنينة في نفوس الوالدين وأسهم في ارتفاع معدلات رضاهم على التعليم المدرسي المباشر.

بروتوكول خاص

وفي وقفة معها، تعكف مؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي على وضع بروتوكول خاص بالعودة إلى المدارس بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم والهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث والجهات المحلية، من شأنه الحفاظ على سلامة الطلبة وكوادر الميدان التربوي.

وتركز المؤسسة على التعاون المباشر مع مديري المدارس نظراً لدورهم المهم في تهيئة الأجواء المناسبة، لرفع كفاءة المعلمين والإداريين وتدريبهم، من أجل ضمان تطبيق البروتوكول بالشكل الأمثل، لتشجيع الطلبة على العودة إلى المدارس.

بشكل منفصل

وأفادت المؤسسة، بأنه سيتم التعامل مع كل مدرسة بشكل منفصل، وبناء على المعطيات الخاصة بها، دون التأثير في بقية منظومة التعليم الحكومي في الدولة، وسيتم إبقاء خيار التعلم عن بعد متاحاً إلى ولي الأمر في حال رغبته في ذلك، علماً أنه سيتم تطبيق أعلى المعايير المتبعة لحماية الطلبة والمجتمع المدرسي عند العودة للمدارس.

وأكدت أن سلامة الطلبة أولوية قصوى تتطلب تعاوناً تاماً من كافة مكونات المجتمع التربوي، بدءاً من ولي الأمر مروراً بالطلبة وصولاً إلى المعلمين والمشرفين والإداريين في المدارس، بما يسهم تالياً في إنجاز عودة آمنة للطلبة إلى مدارسهم في 29 أغسطس 2021، ليتمكنوا من خلالها من متابعة مسيرتهم التعليمية دون عوائق، وذلك تزامناً مع رجوع الهيئة التدريسية والإدارية للعمل بالدوام الكامل في المدارس قبل عودة الطلبة حسب التقويم المدرسي.

تعمل المؤسسة على التأكد من جاهزية المدارس لاستقبال الطلبة مطلع العام الدراسي القادم، حيث باشرت فرق المؤسسة بالتعاون مع الجهات المختصة على ضمان توفير أعلى درجات الحماية للطلبة والكوادر العاملة في الميدان التربوي بغية استئناف الدوام المدرسي الحضوري بكل سلاسة واطمئنان.

استخدام طارئ

من جانبها اعتمدت وزارة الصحة ووقاية المجتمع، الاستخدام الطارئ للقاح «كوفيد-19» (فايزر- بيونتيك) للفئة العمرية بين 12 فما فوق، تماشياً مع الخطة الوطنية للتطعيم ضد «كوفيد-19»، وبناء على نتائج الدراسات السريرية والتقييم الصارم المتبع لتصريح الاستخدام الطارئ والتقييم المحلي الذي يتوافق مع اللوائح المعتمدة.

ويعد هذا الاعتماد خطوة مهمة لتكاتف الجهود الوطنية لمكافحة الفيروس لوقاية هذه الفئة العمرية، تأكيداً على نهج دولة الإمارات الاستباقي، والاهتمام بصحة وسلامة أفراد المجتمع كافة، فضلاً عن أن التوسيع في نطاق التطعيم ليشمل هذه الفئة، يعد تمكيناً لتلقيح أكبر شريحة في المجتمع، بما يسهم في الوصول إلى المناعة المكتسبة، لاسيما أن هناك إقبالاً كبيراً من قبل أولياء الأمور لتطعيم أبنائهم من الإعلان عن توفر اللقاح.

العودة إلى الحياة

مؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي أعلنت مؤخراً، عن عودة نظام التعليم حضورياً في المدارس الحكومية بدءاً من العام الدراسي القادم 2021-2022، تماشياً مع توجهات الدولة بالعودة إلى الحياة الطبيعية عقب التنسيق الكامل مع الجهات المعنية بالدولة، مع الأخذ بعين الاعتبار تطبيق الإجراءات الاحترازية والوقائية، إذ سيتم اتخاذ كافة التدابير اللازمة وتطبيق أعلى المعايير بما يراعي سلامة الطلبة وكوادر الميدان التربوي من معلمين وإداريين.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"