عادي

«أيام الهجران».. السرد يحفر بخفة في القلب

23:33 مساء
قراءة دقيقتين
2002

الشارقة: عثمان حسن

«أيام الهجران» رواية لإيلينا فرانتي، وهي من أبرز كاتبات الرواية الحديثة في إيطاليا، يوصف أدبها بالشفيف، كما أن حكاياتها عميقة، وتمتاز نصوصها بالعمق القائم على الحفر في الذات البشرية وسبر أغوارها وتتبع أمراضها.

حققت «أيام الهجران»، نجاحاً كبيراً في نسختها الإيطالية، وتم تحويلها إلى عمل سينمائي، قبل أن يباع منها أكثر من 100 ألف نسخة.

تداول القراء هذه الرواية بكثير من الإعجاب؛ حيث تتساءل قارئة: «ماذا يحدث عندما تتصدع حياة الشخص مع الزوج والأطفال، إزاء ما يهدد وجودهم بالكامل؟»، وتضيف: «إن أجواء هذه الرواية أقوى بكثير من مجموع الكلمات التي تشكلها، كما أن شكل الحكاية يتناسب تماماً مع موضوعها، فضلاً عن صدق البطلة أولغا التي تمنح القارئ مساحة أخرى لمشاركتها تجربتها، والنظر إلى قاع النفس؛ حيث دوار الأعماق».

وتعجب قارئة بتكنيك الرواية وتقول: «في حين أن صوت أولغا غالباً ما يكون صادقاً بشكل مؤلم، فإن ما يذهل القارئ حقاً، هو كيف تتغير لغة السرد مع تغير الحالة الذهنية لأولغا. في البداية، تكون الكتابة بطيئة، ومدروسة، وهادئة، مع كل الفواصل والمراحل اللازمة، ثم فجأة ينهمر السرد وتتفجر العاطفة، فيتراجع كل شيء سوى تلك الحالة المزعجة التي تربك الحواس».

«عزيزتي فيرانتي، أياً كان اسمك، وسنك ومنصبك، وشكل حياتك، فاسمحي لي أن أرفع لك القبة» بهذا الاستهلال الجميل تعبر قارئة عن إعجابها بهذا العمل وتقول: «أنا شديدة التقدير لأسلوبك، وحسن اختيارك لشخصيات روايتك، لقد استطعت أن تستولي على مشاعري، فأحسست بالغضب والاستفزاز من تصرفات شخصيات الرواية، وفي ذات الوقت، فقد دفعتيني بقوة لكي أتعمق في دواخلها، وأتعاطف معها كثيراً».

وفي ذات السياق يسجل قارئ إعجاباً منقطع النظير بالرواية ويقول: «هي الرواية السادسة التي قرأتها لإيلينا فيرانتي، واسمحوا لي أن أخبركم أن شخصياتها غاضبة، وقلقة على الدوام، وقد تعاطفت كثيراً مع أولغا، وتساءلت: هل ستلقي بنفسها تحت عجلات القطار مثل آنا كارنينا؟».

«يا للهول ما هذا يا فيرانتي، ما هذا الجمال».. تعبر قارئة عن إعجابها ب «أيام الهجران» التي من وجهة نظرها أذهلت الجمهور الإيطالي أولاً، على مدار عام كامل، وتقول: «إنها قصة مؤثرة عن سقوط امرأة إلى هاوية فراغ مدمر، بعد أن تخلى عنها زوجها مع طفلين صغيرين، فتجد العائلة نفسها محاصرة داخل جدران أربعة لشقة فارهة، لكنها تواجه فيها الأشباح، واحتمال ذوبان هويتها، وعدم عودة هذه العائلة إلى حياتها الطبيعية الهانئة كما في الأيام الخوالي».

بدورها تكشف قارئة عن أوجه التشابه المذهل بين هذه الرواية، ورواية «أربطة» للكاتب الإيطالي «دومينيكو ستارنونه» التي صدرت عام 2019 وصدرت في عام 2020 عن دار الكرمة، وتحولت هي أيضاً إلى فيلم إيطالي عرض في مهرجان الجونة المصري.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"