عادي

«نار الدار».. شخصيات متشابكة وهويات ضائعة

23:31 مساء
قراءة دقيقتين
2002

الشارقة: عثمان حسن

«نار الدار» هي واحدة من روايات الكاتبة البريطانية من أصل باكستاني كاملة شمسي، وصلت إلى القائمة الطويلة لجائزة البوكر العالمية عام 2017، ترجمها إلى العربية الحارث النبهان، وصدرت عن دار التنوير، فازت الرواية بجائزة المرأة للرواية، لعام 2018، ولمؤلفتها عدد من الأعمال السابقة المهمة بينها «في المدينة بجوار البحر» و«الملح والزعفران» و«الظلال المحترقة».

تتحدث الرواية عن عائلتين من المهاجرين الباكستانيين في بريطانيا، من خلال شخصياتها المركزية «اسما» الابنة الكبرى، المسؤولة عن رعاية شقيقيها التوأم «أنيقة» الأخت الجميلة والقوية في لندن، و«بارفيز» الذي اختفى من ملاحقة إرثه الموسوم بالإرهاب من طرف والده الجهادي الذي لم يعرفه من قبل، وهناك «ريمون»، المثقف الليبرالي، حيث تتشابك المصائر، بشكل مدمر في هذه الرواية التي تتساءل عن حجم التحديات المطلوبة الذي يجب مواجهته باسم الحب؟

تتجلى في الرواية بحسب تعليقات القراء، مظاهر حادة من الاغتراب الوجودي الذي تعيشه الشخصيات، ناهيك عن صراع الهويات، في بلاد المهاجر التي تمارس معايير مزدوجة في التعامل مع رعاياها الجدد.

قارئة تعجب بالرواية بوصفها ب «المذهلة» وهي ترحب كثيراً بترشيحها للبوكر، وتتحدث عن موضوع الرواية وتعتبره مهماً، لأنه يضيء على أسباب معاناة شخصيات الرواية، وهم يحاولون أن يبتعدوا عن الشبهات، خشية التعقب والملاحقة، وتقول: «إنها رواية ناضجة وملهمة وقوية وموضوعها عصري بامتياز».

وتثني قارئة أخرى على «نار الدار» وتقول: «تكتب كاملة شمسي عن الانتماء الذي يتحوّل من «وطنية» إلى«فاشية»، كما تتحدث عن تسطيح الهويات والتباسها، وزيف مزاعم الدول المتقدمة، هذه الرواية هي ابنة زمنها بكل تأكيد، وهي تنتمي للحقيقة شديدة الكثافة، وليس للرأي الأحادي، إنها عمل ممتاز، إنساني، دقيق ومملوء بالتفاصيل «الصحيحة» بما يكفي لكي تصبح شخوص هذا النص.. حية وثلاثية الأبعاد».

في السياق ذاته، يشيد أحد القراء بالروايات السابقة لشمسي خاصة «ظلال محترقة»، ويتوقف عند روايتها الجديدة ويقول: «هذه رواية أثارت اهتمامي واستمتعت بقراءتها، وأعتقد أنها تستحق الفوز بالجائزة الكبرى للبوكر»، ويضيف: «لن أعلق بالتفصيل على علاقة الرواية، بمسرحية سوفوكليس، سأترك ذلك لنقاد أكثر خبرة، لكن ما أؤكد عليه، هو أن هذه الرواية ناضجة، لأنها ترسم حكاية حديثة، جيدة ومدهشة، وترسم مؤلفتها صورة واضحة، عما تواجهه المجتمعات المهاجرة، من دول نامية من أشكال لا حصر من التعصب، وسوء الفهم الذي يلاحق مثل هذه الجاليات في أوروبا خاصة».

وتستعرض قارئة فصول الرواية، التي تتواتر عقدتها مع كل فصل جديد، وتقول: «بمرور الوقت نتعرف إلى «أنيقة» التي تتغير عندها الرواية بشكل جذري، فنكتشف تغيراً في الأسلوب السردي، فنصبح أمام نص نثري جميل يعزز ثقة المؤلفة بأسلوبها، ناهيك عن ترابط حكايات هذا العمل في كثير من المنعطفات التي عاشتها شخصيات الرواية».

قارئة أخرى تقول: «تشتبك في الرواية الحياة الشخصية والسياسية للشخصيات على نحو درامي، وتستكشف المؤلفة فيها أبعاد العدالة والعاطفة والحب، بطرق يمكن مقارنتها بالكلاسيكيات القديمة».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"