عادي

«أميرة» هواوي في الصين.. هل انتهت أزمة عملاق «الجيل الخامس»؟

11:00 صباحا
قراءة 4 دقائق
مينغ تتحدث إلى الصحفيين لحظة وصولها إلى مطار شينزن (أ.ف.ب)
مينغ تلوح لمستقبليها لدى وصول طائرتها من كندا (أ.ف.ب)
أكدت شركة الاتصالات الصينية العملاقة «هواوي» أنها «ستدافع عن نفسها» ضد اتهامات القضاء الأمريكي لها بأنها التفّت على العقوبات المفروضة على إيران، بعد إسقاط السلطات الأمريكية تهمة الاحتيال الموجهة إلى المديرة المالية للشركة مينغ وانتشو.
وفيما كانت مينغ في طريق عودتها إلى الصين، قالت الشركة في بيان إن «هواوي ستواصل الدفاع عن نفسها ضد هذه الادعاءات أمام محكمة شرق نيويورك».
وصدر قرار إطلاق سراح مينغ خلال جلسة محكمة في فانكوفر بعد ثلاث سنوات من وضعها قيد الإقامة الجبرية في كندا حيث كانت تواجه احتمال تسليمها إلى الولايات المتحدة.
ويذكر أن مينغ (49 عاماً) هي ابنة مؤسس مجموعة الاتصالات الصينية العملاقة هواوي الملياردير رين جينغفي.
وجاء القرار بعد ساعات من إعلان مدّعين في الولايات المتحدة عن اتفاق ينص على تعليق ومن ثم إسقاط تهم الاحتيال الموجّهة إليها.
وسارعت مينغ للصعود على متن رحلة متوجّهة إلى مدينة شنتشن في طريقها إلى الصين لأول مرة منذ تم توقيفها في مطار فانكوفر الدولي بطلب من السلطات الأمريكية في 1 كانون الأول/ديسمبر 2018.
واتّهمت واشنطن مينغ بالاحتيال وخداع مصرف «إتش إس بي سي» مشيرة إلى أنها حاولت إخفاء قيام فرع «سكاي كوم» التابع لهواوي بانتهاك العقوبات الأمريكية المفروضة على إيران.
استقبال حار
واستُقبلت مينغ بحفاوة لدى هبوط طائرتها، ووجدت موظفين من هواوي بانتظارها وهم يلوحون بالعلم الصيني، ومنحها أحدهم باقة ورد، كما نقل التلفزيون الرسمي «سي سي تي في».
وقالت لهم من على المدرج «كوني مواطنة عادية، لم يكن بإمكاني تأمين حريتي بدون دعم بلدي الحبيب، وحب الشعب الصيني»، قبل أن يبدأ الحشد ترداد أغنية وطنية صينية.
وصورت تغطية وسائل الإعلام الحكومية عودة مينغ على أنها انتصار للصين ضد محاولات الولايات المتحدة لكبح نجاحها.
وتجمع مئات من المستقبلين في صالة الوصول بمطار شنتشن ملوحين بعلم الصين ورافعين لافتات كتب على إحداها «مرحبا بكِ في الوطن».
الاضطهاد السياسي
واعتبرت الناطقة باسم الخارجية الصينية هوا شونيينغ أن اعتقال مينغ كان يندرج في إطار «الاضطهاد السياسي لمواطنة صينية».
ويزيل حل القضية عثرة في طريق العلاقات بين بكين وواشنطن وأوتاوا، بعدما اتّهمت بكين الأمريكيين بشن حملة على رمز صيني كبير في قطاع التكنولوجيا.
كما اتّهمت أوتاوا بالتحرّك نيابة عن واشنطن عبر توقيف مينغ واحتجازها، وهي معروفة في أوساط هواوي بـ«أميرة» الشركة ورئيستها المحتملة مستقبلاً.
«بيان الحقائق»
واتّهمت واشنطن مينغ بالاحتيال وخداع مصرف «إتش إس بي سي» مشيرة إلى أنها حاولت إخفاء قيام فرع «سكاي كوم» التابع لهواوي بانتهاك العقوبات الأمريكية المفروضة على إيران.
لكن مدّعين أمريكيين اكتفوا، الجمعة، بموافقة مينغ على «بيان حقائق» مرتبط بالقضية.
ووافقوا في المقابل على إرجاء التهم حتى العام 2022 ومن ثم إسقاطها إذا التزمت مينغ بنود الاتفاق.
وفي الصين، حُذفت من الإنترنت الأنباء المرتبطة بموافقة مينغ على «بيان الحقائق».
وعلّق أستاذ العلوم السياسية في جامعة «هونغ كونغ بابتيست» جان-بيار كابيستان على التطورات الأخيرة بالقول «أعتقد أن الصين ستحوّل.. إطلاق سراح مينغ وانتشو إلى انتصار دبلوماسي كبير».
ولفت إلى أن الحكومة ستؤسس لحملة دعائية «لتجاهل الاتهامات الموجّهة ضدّها والإيهام بأنها اتّهمت خطأ بجرائم لم ترتكبها قط».
«دبلوماسية الرهائن»
وجاءت التهم وتوقيف مينغ في إطار حملة أوسع ضد هواوي التي تتهمها الولايات المتحدة بالارتباط بالحكومة والجيش والصينيين، وهو أمر تنفيه المجموعة.
وأفادت الشركة، السبت، بأنها «ستواصل الدفاع عن نفسها ضد الاتهامات» في المحاكم الأمريكية.
وسعت أوتاوا العالقة بين الطرفين لحشد دعم حلفائها بما في ذلك واشنطن للضغط على بكين من أجل الإفراج عن كنديين أوقفا في الصين في نفس الوقت.
وقالت الأستاذة المساعدة المتخصصة في العلوم السياسية في جامعة تورونتو لينيت أونغ «أصرّت بكين طوال هذه المدة على أن القضية ليست دبلوماسية رهائن، لكنهم الآن أوضحوا بلا لبس بأنها عملية تبادل رهائن».
وأضافت «أعتقد أن ما حصل يرسل على الأرجح الدرس الخاطئ للصين- بأن دبلوماسية الرهائن مفيدة».
وصول المديرة المالية لشركة هواوي إلى الصين، ينهي خلافاً على تسليمها للولايات المتحدة دام لنحو ثلاثة أعوام، فيما عاد مواطنان كنديان احتجزتهما بكين لما يزيد على ألف يوم إلى بلديهما، مما قد يمهد الطريق لتحسين العلاقات بين بكين وواشنطن وأوتاوا.
واستقبل رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو كنديين كانت السلطات الصينية احتجزتهما بعد أيام فقط من احتجاز منغ وعادا إلى كالجاري اليوم السبت. وبعد أن هبطت طائرة تقلهما بالمطار، عانق ترودو المواطنين العائدين مايكل كوفريج ومايكل سبافور.
ونشر ترودو صوراً أثناء استقباله لهما على تويتر، وتعليقاً قال فيه «لقد أظهرتما قوة ومرونة ومثابرة لا تصدق... اعلما أن الكنديين في جميع أنحاء البلاد مستمرون في دعمكما، تماماً كما كانوا دائماً».
ورحبت وسائل الإعلام الصينية الرسمية بعودة مينغ إلى «الوطن الأم» ولكن وسائل الإعلام الصينية لزمت الصمت بشأن الكنديين اللذين أفرجت عنهما بكين في خطوة تبادلية على ما يبدو من جانب بكين.
انتقادات لبايدن
وتعرض هذه الصفقة الرئيس الأمريكي جو بايدن لانتقادات من جانب المعارضين بشدة للصين في واشنطن والذين يقولون إن إدارته تستسلم للصين وإحدى شركاتها الكبرى التي في محور التنافس التكنولوجي العالمي بين البلدين.
وقالت المدعية الأمريكية بالإنابة نيكول بوكمان إن مينغ «تحملت مسؤولية دورها الرئيسي في مواصلة مخطط للاحتيال على مؤسسة مالية عالمية».
ولكن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشون ينغ قالت إن التهم الموجهة إليها «ملفقة» من أجل قمع صناعات التكنولوجيا المتطورة في البلاد. يبدو أن «أزمة هواوي» تنتقل إلى فصل جديد، ولكنها لم تنته بعد.
(وكالات)
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"