اليوبيل الذهبي لدولتنا.. فرصة للتأمل

00:12 صباحا
قراءة 3 دقائق

د. محمد عمران تريم

تتأسّس الشرعية السياسية على مبدأين أساسيين، أولهما: رضا الناس وقناعتهم بحكامهم وبحكوماتهم وطريقة عيشهم وحقوقهم وواجباتهم، وثانيهما: المنجزات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والصحية والتعليمية والبيئية، التي تقدمها لهم «الشرعية السياسية» التي تقوم عليها دولتهم، وإذا ما تحققت هذه المنجزات للمواطن، فإنها ستكون دون أدنى شك على توافق مع «حكم القانون» وهو ما نطلق عليه «المشروعية القانونية» وهذا ما هو متحقق في دولة الإمارات العربية المتحدة وعلى نحو متّسق ومتواصل ومتصاعد منذ تأسيسها قبل 50 عاماً، بقيادة حكيم العرب المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيّب الله ثراه، والذي تسير على نهجه قيادتنا الحالية.
وإذ تحتفل دولة الإمارات العربية المتحدة بعيد ميلادها الخمسين، فهي تدخل اليوبيل الذهبي الجديد 2021 - 2071 مزهوّة بمنجزاتها التاريخية خلال هذه الفترة القصيرة من عمرها، وتؤسس لانطلاقة جديدة نحو المستقبل الزاهر والغد المشرق السعيد بقيادة صاحب السموّ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، وإخوانهما أصحاب السموّ أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات.
وإذا كان الاحتفال كلّ عام يقدّم كشف حساب بالمنجزات، فإنه في هذا العام لن يكتفي بذلك فحسب؛ بل إنه سيقدّم رؤية مستقبلية وبخطط منهجية علمية لما هو خلال الخمسين عاماً المقبلة، تواصلاً واستمراراً مع رؤية 2030 ولما بعدها، وهو ما أعلنه صاحب السموّ رئيس الدولة، بالمناسبة؛ وذلك بقوله: «إن عام الخمسين يشكّل لحظة تاريخية في رحلتنا التي بدأت منذ الإعلان عن قيام دولة الإمارات في العام 1971... فهو احتفاء بالإرادة العظيمة والعزيمة القوية التي تحلّى بها آباؤنا المؤسسون في بناء دولتنا والجهود التي بذلها أبناء الوطن، حتى أصبحت دولتنا ولله الحمد إحدى أكبر الدول نمواً وتطوّراً في العالم».
وفي الحديث عن المنجزات الإماراتية، فإن المقام لا يتسع لذكر ما آلت إليه في مجال الطاقة والتنمية المستدامة كمفاعل براكة، و«مسبار الأمل» الذي يدور حالياً في محيط المريخ، ويزود العالم بمعلومات عن الكوكب الأحمر لم يصلها من قبل، ومشروع الإمارات الفضائي الذي يتطلع الآن لاستكشاف كوكب الزهرة.
وفي «إكسبو 2020 دبي» الذي يعقد الآن على أرض دولتنا الحبيبة، فإن هذا الحدث سيذكره التاريخ بمداد من ذهب بأن دولة الإمارات كانت أول دولة عربية يعقد فيها هذا المعرض العالمي بمشاركة 192 دولة، حضروا إلى هنا آمنين مطمئنين بأنهم في كنف بلاد زايد الخير.
ولعلّ ذلك إحدى مفاخر دولة الإمارات؛ حيث يعيش على أرضها أكثر من 200 جنسيّة، وهؤلاء جميعهم متعايشون ومتساوون في ضوء حكم القانون، وجميعهم أسهم في بناء الدولة، ويحظون برعايتها، وهو ما توج بوثيقة الأخوة الإنسانية التي وقعت في أبوظبي، وانتهت بقرار إنشاء بيت العائلة الإبراهيمية، إيماناً منها بقيم التسامح والسلام والتعايش والأخوّة الإنسانية.
وعلى الرغم من تفشّي فيروس «كورونا» والظروف الاستثنائية التي صاحبته، والتحديات التي واجهها العالم أجمع فإن دولتنا المباركة سارت بخطى حثيثة ومن دون توقّف للمضي في مشاريعها التنموية الضخمة، ولم تقف عند هذا الحد؛ بل مدت يد المساعدة إلى أكثر من 130 دولة حول العالم عبر مدها بالمعونات الطبية والصحية التي تمكنها من التعاطي مع هذا الوباء.
ستحتفل دولة الإمارات بمئويتها في عام 2071 إن شاء الله؛ حيث تتواصل مسيرة إنجازاتها الكبرى على الصعد كافة، متقدمة تحت راية قيادتها بأنه لا حدود للتطور والنماء والتقدم طالما أن دولتنا أخذت على عاتقها أن تسبر المستقبل لتحقيق حياة أفضل للبشرية جمعاء.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"