عادي

التهابات اللثة.. تؤذي عظام الفك وتهدد ثبات الأسنان

20:44 مساء
قراءة 5 دقائق

تحقيق-راندا جرجس

تُشكل اللثة السليمة أهمية كبيرة لصحة الجسم بشكل عام، والفم والأسنان بشكل خاص، ويعتبر الإهمال وعدم النظافة اليومية والعدوى الناجمة عن تراكم البكتيريا أبرز الأسباب الرئيسية التي تتسبب بالعديد من المضاعفات الصحية والأمراض، وتعتبر المشكلة الأكثر شيوعاً هي التهابات اللثة التي تؤذي عظام الفك وتؤدي في بعض الحالات إلى فقدان الأسنان، وفي السطور التالية يتحدث الخبراء والاختصاصيون في مجال طب الأسنان عن هذه الآفة وطرق الوقاية والعلاج.

يقول الدكتور أحمد طلبة طبيب الأسنان أن أمراض اللثة تستهدف أغلب الأشخاص حول العالم، خاصة الذين يهملون قواعد النظافة العامة في الفم، ما يؤدي إلى مشاكل متعددة تؤثر في صحة اللثة والأسنان، إضافة إلى ممارسة العادات الخاطئة التي تتسبب بالحساسية والالتهاب الذي يصاحبه تهيج واحمرار وتورم ونزيف، وانبعاث روائح كريهة من الفم، والشعور بالألم الشديد، وعدم القدرة على تناول الطعام بشكل طبيعي، وضعف الأسنان وعدم ثباتها في اللثة.

أسباب متنوعة

يذكر د.أحمد أن أسباب التهابات اللثة كثيرة ومتعددة، وتختلف من شخص لآخر بحسب العمر والجنس والعادات اليومية، كالآتي:-

* تَغيّر الهرمونات عند السيدات أثناء فترة الحمل، وتعرض الجسم لفقد الكثير من الفيتامينات والكالسيوم التي تذهب غذاء للجنين، ما يؤدي إلى حدوث ضعف في جسم المرأة عامة، وفي اللثة خاصة، لذلك يفضل زيارة طبيب الأسنان بشكل دوري أثناء فترة الحمل.

* إهمال نظافة الفم والأسنان بشكل يومي، ما يؤدي إلى عدم التخلص من بقايا الطعام التي تتسبب بتكّون الجير وتراكم البكتيريا على اللثة.

* العدوى البكتيرية، وتراكم الجراثيم في اللثة والفم.

* بعض أنواع الأدوية التي تكون لها أعراض جانبية، وتؤثر في صحة اللثة.

* يؤثر التدخين والإفراط في تناول الكحول في صحة اللثة، كما يساهمان في نمو البكتيريا والفطريات داخل الفم.

* عدم معالجة التهاب واحمرار اللثة يؤدي إلى مشاكل صحية وأمراض خطيرة وأهمها التهاب دواعم الأسنان.

دواعم الأسنان

يلفت د.أحمد إلى أن التهاب الدواعم يصيب الأربطة الموجودة بين جذور الأسنان وعظام الفك، ويعتبر تفاقم التهاب اللثة أحد العوامل الرئيسية في الإصابة عندما تصل البكتيريا إلى أعماق اللثة، كما يتسبب إهمال هذه المشكلة بتقطع هذه الأربطة وتآكل العظام المحيطة، ما يؤدي إلى تخلخل الأسنان وسقوطها، وتزداد معدلات هذه المشكلة مع مرضى السكري وكبار السن.

أعراض وعلامات

تبّين الدكتورة ليندا راسكانكسي طبيبة الأسنان أن تراكم البكتيريا واللويحات في الفم، يؤدي إلى إصابة اللثة والأسنان بالالتهاب والعدوى، ويرافق هذه المشكلة احمرار وآلام وتورم في أغلب الحالات، وربما يظهر لدى بعض الأشخاص وجود دم أثناء تنظيف الأسنان بالفرشاة، أو الخيط السني، وترافقها أيضاً رائحة الفم الكريهة، والتقيح وإفرازات اللثة، ويتم التشخيص عن طريق الفحص باستخدام مسبار الأسنان للكشف عن الغشاء الحيوي وتراكم الترسبات فوق اللثة وأسفلها، بإضافة إلى إجراء التصوير بالأشعة السينية للكشف عن صحة عظام الفك، ويتم تحديد العلاج المناسب بناء على نتائج هذه الاختبارات.

فئة مستهدفة

توضح د.ليندا أن مشكلات اللثة بشكل عام، تستهدف نسبة كبيرة من الأشخاص، وتعتبر الالتهابات من الأمراض الشائعة، خاصة بين الفئات الآتية:-

- الأشخاص الذين يتبعون نظاماً غذائياً غير متوازن وغير كاف للجسم، أو تحتوي الأطعمة والوجبات على كمية كبيرة من السكّر، ما يؤدي إلى ارتفاع نسبة الإصابة بأمراض اللثة.

- تؤثر بعض الأدوية في صحة الفم واللثة لأنها تسبب خللاً في التوازن البكتيري، وتؤدي إلى فرط نمو بكتيريا معيّنة تسبب الالتهاب.

- يرتفع معدل التهاب اللثة لدى المدخنين، حيث إن التدخين يضعف قدرة الجسم على مكافحة العدوى، ويسبب زيادة حمضية في اللعاب، ويتسبب بتعطيل البكتيريا النافعة.

- تكون المرأة الحامل عرضة لالتهاب اللثة أكثر من غيرها، بسبب تغيير الهرمونات المرتبطة بالحمل، والتي تؤثر بدورها في أنسجة اللثة.

- تستهدف الالتهابات اللثوية الأشخاص الذين لا يزورون طبيب الأسنان بانتظام ويعانون من قلّة نظافة في الفم، وهم الأكثر عرضة للخطر، وهذا يشمل أيضاً المرضى الذين يخضعون لعلاج تقويم الأسنان أو الذين لديهم مثبتات التقويم الدائمة.

خيارات علاجية

تشير الدكتورة مروة مصطفى أخصائية علاج جذور الأسنان، إلى أن معالجة أمراض اللثة تختلف بحسب نوع المشكلة ومدى تطور الحالة، فإذا كانت في المراحل المبكرة إلى المتوسطة يمكن أن يقترح الطبيب طرق غير جراحية، مثل:-

• التقشير لإزالة الجير والبكتيريا من الأسنان وتحت خط اللثة.

• تخطيط الجذر الذي يُنعم أسطح الجذور، ما يثبط البكتيريا ويزيل التراكم الذي يساهم في الالتهاب.

• المضادات الحيوية الموضوعية أو الفموية التي تساعد في السيطرة على العدوى.

حالات متقدمة

توضح د. مروة أن العلاجات الجراحية هي المسار الأفضل لمعالجة أمراض اللثة في الحالات المتقدمة، وتشمل الآتي:-

• جراحة السديلة التي تستخدم لكشف الجذور، بحيث يمكن إجراء المزيد من التحجيم والتخطيط على نطاق واسع.

• ترقيع الأنسجة الرخوة التي تستخدم في حالات انحسار خط اللثة عند فقدان الأنسجة المحيطة بهذه المنطقة، ويتم عمل هذه الجراحة عن طريق استئصال الأنسجة الموجودة في سقف الفم، وإلصاقها بالموقع المصاب، للتقليل من تراجع اللثة.

• ترقيع العظام لمنع فقدان الأسنان والحفاظ عليها في مكانها، خاصة عندما تؤذي أمراض اللثة العظام المحيطة بجذر السن.

• تجديد الأنسجة الموجه لإعادة نمو العظام التي دمرتها البكتيريا

• استخدام البروتينات المحفزة للأنسجة عن طريق وضع مادة هلامية على جذر السن المصابة، لتحفيز نمو العظام والأنسجة السليمة.

معدل الشفاء

توضح د.مروة أن التهاب اللثة من المشكلات التي يمكن اكتشافها مبكراً أثناء عمليات التنظيف والفحوص الدورية في عيادة الطبيب المختص، وبالتالي يسهل علاجها بشكل فعال، ولكن مع تقدم المرض ووصوله إلى التهاب دواعم السن، فلا يمكن علاجه، ولحماية اللثة يجب اتباع بعض الطرق الوقائية التي تتمثل في الآتي:-

• تفريش الأسنان مرتين في اليوم بمعجون أسنان يحتوي على الفلورايد.

• التنظيف بالخيط بانتظام لإزالة البلاك من بين الأسنان، أو استخدام جهاز تنظيف الأسنان بالماء.

• زيارة طبيب الأسنان بشكل روتيني لإجراء فحص وتنظيف بانتظام.

• الإقلاع نهائياً عن التدخين.

مشكلات صحية

ساهمت التكنولوجيا الحديثة في زيادة الوعي الطبي وإظهار العلاقة الوطيدة بين الفم والجسم، حيث بات الأطباء يتبعون نهجاً أكثر شمولية في الفحص الدقيق لمعرفة أسباب المرض، حيث وجدوا أن مشكلات اللثة ترتبط بالعديد من الأمراض والحالات الصحية، والتي تكون بمثابة مؤشر ودلالة على وجود مشكلة ما في الفم والجسم في الكثير من الأحيان، وأظهرت مجموعة من الأبحاث أن ارتفاع ضغط الدم، وداء السكري، وأمراض القلب، وآفات الرئة، وأنواعاً معينة من السرطانات، والتهاب المفاصل الروماتويدي، وهشاشة العظام وفقر الدم، ترتبط بشكل وثيق ومباشر بصحة اللثة، كما يتسبب تناول بعض أنواع الأدوية بالتقليل من تدفق اللعاب، وحدوث نمو مفرط غير طبيعي في أنسجة اللثة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"