لم تكد دموع المغاربة تجف على الطفل ريان (5 سنوات) الذي علق في بئر لخمسة أيام، وعلقت معه أنظار وأفئدة العالم، والذي مات، ودفن يوم الإثنين 7 فبراير، حتى سقط خالد، طفل مغربي آخر من ذوي الاحتياجات الخاصة، مصاب بمتلازمة داون، في بئر بعمق 57 متراً الاثنين، ليلقى حتفه في الحال، أثناء تقليده كيف وقع ريان في البئر، أمام أخته، وهما يلعبان.
وتفصيلاً، أقدم الطفل خالد، ويبلغ من العمر ست سنوات ونصف السنة، الاثنين بمنطقة سبت الغابة، نواحي تيفلت (بالوسط الشمالي للمملكة المغربية) على رمي نفسه في بئر عميقة، وهو الحادث الذي أودى بحياته، وأثار مشاعر المغاربة سريعاً، حول المطالبة المتزايدة بضرورة الحرص على الأطفال من مثل هذه الحوادث المفجعة، نتيجة الإهمال، أو عدم انتباه الأهل إليهم.
وكشف عم الضحية تفاصيل الواقعة التي تزامنت مع تشييع جثمان ريان، قائلاً: «خالد كان من ذوي الاحتياجات الخاصة، وكان قد رأى الأحداث التي دارت حول الطفل ريان، وقلده أمام البئر، لكنه سقط فيه، ومات». بحسب موقع (آشكاين) الإخباري.
وأضاف: «وقعت الحادثة عند الساعة ال10 صباحاً، واتصلت بالسلطات التي جاءت مع القوات المساعدة والدرك الملكي»، مسترسلاً: «خالد كان يتابع محاولات استخراج ريان مع أخته، وكان يقلد كيف سقط ريان حتى سقط هو الآخر في البئر».
وأفاد الحقوقي حسن اليوسفي، بأن الطفل لا يتجاوز عمره 6 سنوات ونصف السنة، وأنه من ذوي الاحتياجات الخاصة، مصاب ب«متلازمة داون».
ونُقل جثمان الطفل إلى المستشفى الإقليمي بالخميسات (مدينة مغربية تقع على بعد 86,5 كم من العاصمة الرباط)، حيث سيتم القيام بالإجراءات الطبية والإدارية المتبعة في مثل هذه الحالات.
وعلق متابعون على حادثة سقوط ريان، وخالد، بأن كثيراً من الأطفال تأثروا نفسياً بعد سماعهم قصة سقوط ريان، مؤكدين بضرورة إبعاد الأطفال عن الأحداث المفجعة التي يكون ضحاياها أطفال صغار، لأن كثيراً من الأطفال يتعلمون بالمحاكاة، ويحاولون تقليد المشاهد وإعادتها، وقد يكونون ضحية إحدى هذه القصص المؤلمة.
إلى ذلك، أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) أن الطفل ريان، أيقونة جديدة للطفولة في المغرب وخارجه، وأكدت المنظمة ضرورة احترام ذكرى ريان، وبذل الجهد كي ينعم جميع الأطفال في العالم بحماية أفضل، وتكون حقوقهم في الحياة والبقاء والنمو مصونة بشكل أحسن.
