الصورة إماراتية

00:23 صباحا
قراءة دقيقتين

تشكّل الشراكات بين الجهات الفاعلة في العمل الثقافي، المعرفي والفني، عاملاً دافعاً لمسيرة النهضة والتطور في دولة الإمارات، وهو ما يتجاوز التأثير الحالي لعلاقات التعاون هذه، ليصل إلى عنصر فاعل يسهم في بناء مستقبل أفضل تستفيد منه الأجيال المقبلة، فالإمارات لطالما تعرف بأنها دولة توظف ماضيها وتستفيد من حاضرها لتحقيق إنجازات أكبر في مستقبلها المشرق.
هذه الحقيقة، عايشناها منذ انطلاق شراكتنا العام الماضي، مع المهرجان الدولي للتصوير (إكسبوجر)، الذي ينظمه المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، والذي أصبح في غضون سنوات قليلة، الحدث الأكبر والأهم على مستوى المنطقة والعالم في إبراز قوة الصورة وجعلها أداة لإحداث فارق، من خلال دورها في تغيير واقع المجتمعات، عبر تسليط الضوء على ظواهر وأحداث تعيد نظرتنا إلى العالم.
في دورة العام الماضي، شاركنا في المهرجان من خلال تنظيم معرض الفنان وفاء بلال «168:01» الذي ذكّر الجمهور بالخسارة الثقافية التي حلّت ببيت الحكمة البغدادي في القرن ال13 بعد أن قام المغول بحرقه ورمي كتبه في نهر دجلة، إضافة إلى معرض «سلسلة الرماد» الذي وثق عبر صور ممتدة على مدار 10 سنوات، جانباً من الدمار الذي حلّ بالعراق في فترات الحروب، ونظمنا فعاليات توقيع الكتب للمصورين المشاركين في المهرجان.
في هذا العام، أردنا أن تأخذ مشاركتنا منحنى مختلفاً، نستمده من احتفالات دولتنا بعامها الخمسين، ومن نظرتها المتفائلة دائماً إلى المستقبل، فعرضنا مجموعة من الصور المعبّرة التي التقطها عدد من المصورين الموهوبين من خريجي ورش التصوير الفوتوغرافي التي نظمها بيت الحكمة في الفترة الأخيرة، ضمن جهودنا للتأسيس لجيل مبدع في مجالات مختلفة مرتبطة بالفنون والثقافة والآداب.
كان لافتاً خلال حفل افتتاح المهرجان، ذلك اللقاء المؤثر مع سمو الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي، نائب حاكم الشارقة، رئيس مجلس الشارقة للإعلام، الذي جمع الطفلين الإماراتيين، حمدة ومحمد، وهما من المواهب المقبلة في عالم التصوير المبدع، حيث تحدّث سموه معهما بكلمات محفزة وعبارات ملهمة حملت تقدير ومحبة القيادة الرشيدة لأبنائها، وحرصها على تنمية قدراتهم وتطوير مواهبهم، لتظل هذه الكلمات مكتوبة على ألسنتهم ومحفورة في ذاكرتهم، يستمدون منها الطاقة التي تشجعهم على مواصلة الطريق.
حمدة ومحمد، موهبتان مقبلتان في عالم التصوير، وشعلتان من الإبداع الذي سيضيء سماء العالم، من خلال صورهما التي ستزيّن مستقبلاً مختلف المحافل والأماكن، فشكراً لسمو الشيخ سلطان بن أحمد ولمهرجان «إكسبوجر»، على الاحتفاء بأبنائنا وبناتنا، ومنحهم هذا الفضاء لرؤية العالم، كما لم نره من قبل، وفي  الوقت نفسه تحقيق أحلام أجيال من المصورين المبدعين في تمكينهم من المساهمة بالوصول إلى مستقبل أفضل، لمجتمعهم وللإنسانية جمعاء.

مديرة «بيت الحكمة»

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

مديرة بيت الحكمة

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"