زايد.. الإنسان والقائد

01:10 صباحا
قراءة دقيقتين

شكّل الإنسان مركز اهتمام الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، باعتباره محور التنمية، وصاحب المصلحة الحقيقية في مسيرة النهوض الحضاري، وكانت عملية بناء الإنسان تتقدم على كل التفاصيل الأخرى، على أهميتها، لإيمانه بأن الإنسان هو الغاية والوسيلة، معاً، ودائماً، وهو مرتكز الأهداف، ومركزها، ومحور الغايات السامية كلها، عملاً وعلماً وثقافة، وقد امتدت قناعة الشيخ زايد على مروحة واسعة من المساقات والأنساق المترادفة في تأثيرها ومرونتها العالية شكّلت بمجملها منهجاً متفرداً على المستويين: النظري، والتطبيق العملي، بما يرصّن التجسيد الخلاّق لثنائية الإنسان  الحاكم، ومعادلتها المحكمة بأبهى صورها، وأصلب منطلقاتها، لتكون بالتالي مثالاً راقياً يُقتدى على مرّ العصور، قدوة وقيادة، منطلقاً من إيمانه المطلق بأن «الحاكم، أيّ حاكم، ما وُجد إلاّ ليخدم شعبه ويوفر له سبل العيش والرفاهية والتقدم، على أن يترجم روح هذه المقولة على الأرض، وأن يكون في خدمة مواطنيه من خلال رؤية متأصّلة ومتطورة لمفهوم الحكم ودور الحاكم»، كما يؤكد، طيب الله ثراه..
وقد كان الشيخ زايد، يعبّر دائماً عن ثبات قناعته، وصواب تشخيصه، واستنتاجه، وانحيازه اللامحدود للإنسان باعتباره رأس المال الحقيقي، والثروة التي لا تنضب. ومن هذه الكنوز الثرية انطلق الشيخ زايد للعمل في كل المحاور والاتجاهات، وعلى جميع الصعُد، والمستويات، ليوفر لأبناء شعبه مناخات شاملة ودائمة من الشعور بالحرية والأمن والأمان، تجسيداً لرؤيته بأن الأمن والغذاء قطبان رئيسيان لتوليد طاقة تحريك المبادرات والإضافات النوعية، لتجميع الشعور، الفردي والجمعي، باتجاه الانصهار والتفاعل الكرنفالي الوطني المتصاعد للبناء والنهوض، استناداً إلى أربعة صعد، هي: الأمن الوطني والغذائي والمعيشي والشخصي، ضمن العادات والتقاليد الأصيلة التي تحكم المنظومة الاجتماعية، بتفاصيلها ومستوياتها كافة..
وإضافة إلى كل ذلك، فقد امتدت أياديه البيضاء إلى كل الناس، من كل الشعوب والدول، التي تعاني الكوارث الطبيعية، وتقديم المساعدات الإنسانية التي تنقذها من المآسي والمعاناة، وكذلك بناء المدارس والجوامع والكليات والمستشفيات، وتقديم المعونات المادية والعينية لكل محتاج، أينما كان، ومهما كان، بما يرفع عن مستحقيها الآلام ويداوي الجراح، ويحفظ كرامة الإنسان في كل مكان. 
وقد أرسى بذلك أسس العطاء الإنساني المتفرد، ما شكّل علامة ساطعة من علامات دولة الإمارات، وقيمها، وتقاليدها، ونهجاً عميقاً تسير عليه، قيادة رشيدة، وشعب أصبح، وسيبقى، مثار تقدير العالم أجمع، حكاماً وشعوباً. ذلك أن السعادة تُصنع ولا تُمنح، وقد صنع المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، السعادة لأبناء شعبه، وحقق لهم مكتسبات خالدة، وإن وطناً بناه الشيخ زايد لجدير بأن يكون أجمل الأوطان، وإن شعباً قدوته وقائده وعنوانه (زايد) ليستحق أن يكون أسعد شعوب العالم.. وقد تحقق هذا بجدارة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتب وشاعر

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"