عادي
فريق يعتبرها من الأساسيات وآخر لا يعيرها اهتماماً

التباهي بهدايا السفر.. «إرهاق مالي» لجيوب المسافرين

21:53 مساء
قراءة 5 دقائق

تحقيق: حازم حلمي

مع حلول الإجازات وفصل الصيف يحزم المقيمون حقائبهم عائدين إلى ديارهم لقضاء عطلاتهم السنوية بين الأهل والأصدقاء، أو لحضور مناسبة معينة، فالكثير من المقيمين قبل ترتيب حقيبة السفر يضع في حسبانه الهدايا التي سترافقه عند العودة لبلده، وتكون في بعض الأحيان من باب التقدير والاحترام والمحبة، ويرى آخرون أنها لا تمثل لهم أي اهتمام عند العودة من السفر، فيما يرى فريق أنها حمل يثقل كاهل المسافرين خاصة الذين يكون عدد أفراد عائلاتهم كبيراً.

وما بين الرضا والقبول، قد تكون الهدايا في بعض الأحيان سبباً في خسارة الأقارب والأصدقاء، الذين يملؤهم الشغف بهدايا المغترب القادم من دول الخليج، لأنها تكون قيّمة وذات مدلول كبير، ما قد يضع المسافر أمام مهمة للبحث عن أجمل الهدايا وأثمنها، وتتنوع الهدايا من دولة لأخرى، ومن ثقافة لثقافة، ويجب عند شرائها مراعاة أذواق الجميع، فهدية الأب والأم تختلف عن الصديق، وهدية الأخت تختلف عن هدية الطفل الصغير، وتقود ثقافة التباهي بالهدايا في بعض الأحيان إلى «إرهاق مالي» لجيب المسافر، كما أن سهولة استخدام بطاقات الائتمان شجعت البعض على زيادة مصروفات السفر، ما يتسبب في حالات عدة مع صعوبة الالتزام بسداد الدفعات الشهرية للبطاقات.

في هذا التحقيق نرصد بعض النصائح والآراء التي قد تساعد في تجنب الحرج عند اختيار الهدايا للأهل والأصدقاء، ودون تكاليف تثقل جيوب المسافرين.

الصورة
1

يقول الدكتور شافع النيادي، خبير التنمية البشرية والعلاقات الأسرية: «موضوع الهدايا جميل جداً، ويدل على التقدير والاحترام من المسافر للأهل والأصدقاء، لكنها قد تصبح سلاحاً ذا حدين على المسافر، إذا لم يحسن التصرف قبل شراء الهدايا من خلال وضع ميزانية مع شريكه بالسفر، كزوجته أو صديقه، ويجب ألا تتجاوز قيمة الهدايا هذه الميزانية مهما كانت الظروف».

وأضاف، بعض المسافرين يتباهون بالهدايا التي يشترونها لأهاليهم وأصدقائهم، من أجل أن يتحدث عنهم الناس بأنهم اشتروا أفضل الهدايا، وهذا يعود بالضرر على المسافر، ما يجعله يقتصد في سفره كثيراً من أجل توفير الأموال للهدايا، موضحاً أن القاعدة التي يجب أن يسير عليها الأفراد عند شراء الهدايا، لا ضرر ولا ضرار، ويجب على كل شخص أن يشتري على قدر استطاعته، وألا يحمّل نفسه فوق قدرها. كما نصح باختيار الهدايا التي ترتبط بالدولة التي يأتي منها المسافر، كالأشياء التي تدل على العمق التاريخي والتراثي لهذه الدول، كما أن الهدايا الرمزية ذات المدلول الجميل يحبها أفراد المجتمع بغض النظر عن سعرها، لأن المسافر بوجهة نظر الأهل والأصدقاء قد سخر وقتاً من سفره لشراء أجمل وأفضل الهدايا.

غير ضرورية

يقول الخبير السياحي إبراهيم الذهلي: «مع كثرة السفر والنزول في كل عام لقضاء الإجازة، لا أرى ضرورة ملحة للهدايا، إلا للأقارب من الدرجة الأولى، أو الأصدقاء الذين لم يُسبق تقديم هدايا لهم، عدا عن صعوبة إرضاء جميع الأذواق الذين تقدم لهم الهدايا» وفي حديثه ل «الخليج» أشار إلى أن الغلاء هذه الأيام سواءً في تذاكر الطيران، أو أسعار بعض الهدايا كالساعات والعطور، جعل هناك عزوفاً من قِبل بعض أفراد المجتمع لتقديم الهدايا، كما أن الهدايا باتت تشكل مشكلة للمسافر، لخوفه من أن ينسى شخصاً دون غيره عند تقديم الهدايا، كما أن الوزن الزائد عند العودة من السفر تمثل مشكلة أكبر، داعياً الجميع إلى تقدير موقف المسافر في هذه الأوقات لكثرة المسؤوليات والالتزامات.

الخوف من الحرج

يقول المقيم في الإمارات عبد الرحمن أبو تعمر: «موضوع جلب الهدايا للأهل والأصدقاء ضرورة ملحة على المسافر، خاصة الذي لم ينزل إلى بلده الأم منذ سنوات، وفي آخر زيارة لي لبلدي كلفتني الهدايا ما يقارب 3000 درهم، مع أن بعضها كان رمزياً، وكنت خائفاً من الوقوع في الحرج عند اختيار هدايا الأصدقاء من أجل عدم تفضيل صديق على آخر، وأكثر من ينتظر الهدايا هم الأطفال وهم أكثر عدداً في عائلتي»، وأضاف: «بغض النظر عن تكاليف السفر وتذاكر الطيران في فصل الصيف، أنت مضطر لشراء الهدايا للأهل، وفي زيارتي اشتريت قطعة ذهب وملابس، وجهاز آيفون، وبعض العطور والأشياء الأخرى، وهذه المصاريف لعائلتي، دون هدايا الأصدقاء والأقارب».

للأهل والأصدقاء

مجدي الألفي يخالف عبد الرحمن الرأي، ويقول، لست مجبراً أو مضطراً لشراء الهدايا، في كل إجازة، وعندما اشتريها تكون للأهل والأصدقاء المقربين جداً فقط، والكل يعلم اليوم حجم المسؤوليات والالتزامات التي تقع على الآباء والأمهات، وعندما يقرر المغترب النزول إلى بلده يكون كل شيء مكلفاً جداً من مواصلات، وتذاكر طيران لجميع أفراد الأسرة، عدا عن المصاريف التي سينفقها في بلده طوال فترة الإجازة، ونصح الألفي المسافرين بأن يختاروا الهدايا الأقل تكلفة وتكون مميزة، موضحاً أن الهدايا عندما تكون بسيطة وغير مكلفة تكون أفضل، ونصح الأهل والأصدقاء بأن يراعوا ابنهم أو صديقهم المغترب، الذي فضل قضاء الإجازة في بلده وبين أهله وأحبابه، دون السفر لقضائها في دولة أخرى، بأن يتجنبوا طلب الهدايا من القادمين من السفر لأنه لا أحد يعلم بالظروف التي يمر بها المسافر.

المسافر كنز

يقول إياد خضير أحد العاملين المقيمين في الإمارات: «أصبحت الهدايا اليوم من وجهة نظر البعض، بروتوكولاً رسمياً، ومن أساسيات السفر، لأن الكل ينظر للمسافر بأنه كنز محمل بالهدايا، ويسعى للحصول على أي هدية جميلة منه، تبقى ذكرى مستقبلاً»، وقال: «تختلف الهدايا التي أشتريها عند نزولي كل سنة لقضاء الإجازة بين أهلي، خاصة أنني أب لأربعة أبناء، فهناك من يطلب عطراً، وهناك من يطلب ساعة ومن يطلب جوالاً، ما يجعلني أقع في الحرج برفض بعض الطلبات لهؤلاء الأصدقاء» موضحاً أنه في زيارته المقبلة لبلده ستقتصر هداياه على والديه دون غيرهم.

لمة الأهل

11

حول فكرة جديدة للاستغناء عن موضوع الهدايا، ترى الإعلامية ريم صبري، أن دعوة المسافر عند الرجوع لبلده، الأهل والأصدقاء إلى الخروج في رحلة ودعوتهم إلى عشاء في منطقة سياحية، أفضل من الهدايا اليوم، خاصة عندما يتعلق الأمر بإرضاء جميع الأذواق، موضحة أنه في السنوات الماضية عندما كان يعود والداها لمصر ومعهم حقائب محملة بالهدايا للأهل والأصدقاء، كان البعض يتذمر ولا تعجبه الهدية، ما كان يسبب حرجاً لأبي وأمي، مع أن الغرض من الهدية هو المحبة وتقدير الشخص..

وتقول ريم صبري: «عادة ما ترتبط الهدايا التي أقدمها للأصدقاء بمناسبة معينة كزواج أو عيد ميلاد، أو مناسبة اجتماعية، وتميل الفتيات للعطور والمكياج والملابس، عكس الشباب الذين يميلون إلى الساعات والهواتف الحديثة، وبعض الأصدقاء يطلب أشياء مهمة، أقوم بشرائها لهم، لعلمي المسبق بأهميتها، موضحة أن الحرج يقع عندما تشتري هدية بمزاجك لصديق أو قريب ولا تعجبه، وهذا ما يسبب انتكاسة للمسافر، الذي هرب بإجازته إلى بلده ليكون بين أهله وأصدقائه».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"