عادي

صدور «الخوف من شيء ما» لعلي أبو الريش

16:09 مساء
قراءة دقيقتين

أبوظبي: «الخليج»
صدرت عن مركز أبوظبي للغة العربية في دائرة الثقافة والسياحة- أبوظبي رواية (الخوف من شيء ما) لعلي أبو الريش. وتتناول جانباً نفسياً مهمّاً عايشه المجتمع في الفترة الأولى من انتشار وباء كورونا، وحالة الرعب والمخاوف والأفكار السوداوية حول نهاية العالم واستحالة السيطرة على الجائحة التي تهدد مستقبل البشرية.
وتدور الأحداث في إحدى قرى الإمارات؛ حيث يُصاب بطل الرواية (فيصل) بفيروس كورونا ويشفى منه، لكنه لا يُشفى من الخوف الذي خلفته التجربة في داخله، حتى صار في خصام مع الواقع وكلما فكّر بالعودة إلى حياته الطبيعية تراءت له صورة السرير الأبيض وشبح الموت الذي يحفّ العالم ليصبح أسير قيودٍ وهمية صنعها لنفسه بنفسه، ويعيش تحت سلطة نوازع ذاتية ترغمه على السقوط في الأفكار الأليمة، فيتحوّل إلى شخص آخر مختلف عما كان عليه قبل المرض. الأمر الذي يحدث شرخاً في جدار العلاقة بينه وبين حبيبته (شيخة)، وهذا ما سيكون له الأثر البالغ في نفس شيخة التي تعاني عذابات كبيرة وتعد الأيام والليالي بانتظار شفاء فيصل ليطلب يدها من أبيها.
وبسرد محكم يغوص الكاتب في أعماق الشخصيات ليسبر تحولاتها وتقلباتها النفسية بين الأمل واليأس، والحب الذي لم يعد كافياً ليهزم الموت، ويدخلنا إلى عالم المخاوف التي تطارد فيصل الذي يؤمن بأن العالم أصبح بين فكّي الوباء ولا فكاك من عدواه النفسية والجسدية، وتذمّره وحقده على الناس الذين يصرّون على الحياة والتعايش مع الوباء من دون خوف مبالغ فيه. وكذلك يصوّر معاناة محيطه جراء تقلباته النفسية وهروبه من القرية حتى يكون في مأمن من الوباء، واكتواء شيخة بنار الشوق والألم ووصولها إلى ذروة الانسحاق بعد فقدان الأمل من عودة فيصل إلى سابق عهده ودخوله منعطفاً نفسياً يغيّر واقعه تماماً ويبعده عنها وعن أهله. حتى يقود نفسه إلى نهاية مأساوية قادته إليها أوهامه وخوفه من المجهول.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"