عادي

تعرف إلى تاريخ الموسيقى في الحضارة العربية

19:54 مساء
قراءة 3 دقائق
غلاف

القاهرة: «الخليج»

تخلو المكتبة الموسيقية تماماً من مرجع، يناقش مسألة مهمة هي «الموسيقى في الإسلام» يفهم الناس أن الموسيقى لغة راقية تصلح للخير وتوجيه السلوك الإنساني وجهة صحيحة.

ويعد كتاب «الموسيقى في الإسلام» للدكتورة سهير عبد العظيم جولة بين ميادين عديدة تاريخية ودينية وفنية، وهنا تقول عبد العظيم: «في كل ميدان صادفني عناء البحث العلمي، غير أني أعتقد أن ما أقدمه في هذا الكتاب لم يسبقني إليه كاتب، وهو لا يعدو أن يكون محاولة جادة للإسهام في الحركة الموسيقية، وليس هذا البحث إلا بناية في بناء فكري كبير، تحتاجه الموسيقى الهادفة، وقد قصدت منه أن أفتح باباً جديداً ظل مغلقاً، يثير الخوف لوقت طويل، وكلي أمل أن يظل هذا الباب مفتوحاً لكل باحث مجتهد ليضيف جديداً».

يوضح الكتاب العلاقة بين القيم الجمالية والأخلاقية في الإسلام، والقيم الجمالية والأخلاقية في الموسيقى، وعرض بعض المظاهر الموسيقية في الإسلام وتطورها، وإثبات أن ترتيل القرآن الكريم كان سبباً في نجاح كبار الملحنين والمطربين الذين نشأوا نشأة دينية، كذلك إثبات أن الموسيقى عامل أساسي، في مساعدة النشء على سرعة استيعاب كلمات النشيد الهادف، مهما قوي اللفظ.

يشير الكتاب إلى أن العرب قديما عرفوا بحبهم للغناء، وهناك نصوص كثيرة في كتب التاريخ والأدب والأمثال السائدة تشهد أنهم كانوا يغنون للطفل في المهد، كما يندبونه بالغناء عند اللحد، كما كانوا يبكون موتاهم بالنواح، وهو ضرب حزين من الغناء، وكذلك اشتهروا بأغانيهم في الحروب وأشعارهم الحماسية، واشتهروا أيضا بحدائهم للإبل أثناء سيرها، والحداء نوع بسيط من الغناء الفطري، ولم تكن هناك قواعد مرسومة للغناء في العصر الجاهلي، فالمغنيات لم يكن يتبعن نظاما في غنائهن، بل كان كل يغني حسب شعوره وعواطفه، وما يريد من تأثير في سامعيه، وبانتهاء العصر الجاهلي بدأت الموسيقى العربية تستظل بالإسلام، وتنتقل عبر الحضارات العربية في مختلف الدول والعصور.

ومع بداية ظهور الإسلام اختلف المفكرون والمؤرخون حول نظرة الإسلام إلى الموسيقى، فمنهم من قال إن الإسلام حرمها، ومنهم من قال وأثبت بالحجة والبرهان أن الإسلام يحل ممارستها في حدود، وانشغل الخلفاء بالفتوحات والحرب لتثبيت دعائم الإسلام، وبذلك ظلت الموسيقى بعيدة عن التشجيع المادي والتأثير الأدبي، وفي عصر الخليفة عثمان بن عفان بدأت حياة العرب في التحول إلى الترف نظراً لعودة المحاربين في بعض الممالك المجاورة إلى ديارهم وما نقلوه من حضارة هذه الشعوب إلى موطنهم، فظهرت نهضة في العمارة، وحرصوا على أن تحوي بيوتهم وقصورهم مشاهير الموسيقيين، ومن ثم احتلت الموسيقى مكانتها الرفيعة في مجالسهم.

ويعتبر العصر الأموي عصر علوم وفنون وفتوحات جغرافية وازدهار في بناء الدولة، وكان لابد للموسيقى والغناء من أن يحتلا مكانتهما في هذا الميدان الفني الفسيح، غير أن رعاية الخليفة للفنون، لم يمنع هجوم المتزمتين القائلين بالتحريم، لكن هذه الموجة لم تؤثر تأثيراً جوهرياً في موقف الخلافة من رعاية الموسيقى.

يقول ابن خلدون: «لا تزال صناعة الغناء تتدرج إلى أن اكتملت أيام بني العباس» فقد ظلت الموسيقى العربية تتدرج في مدارج الرقي وتسير من حسن إلى أحسن، حتى اكتملت في العصر العباسي، وقد أطلق عليه العصر الذهبي للموسيقى العربية، وفي هذا العصر اتسعت المملكة الإسلامية وامتدت حدودها الجغرافية من المغرب إلى أوروبا، فاختلط العرب بالشعوب المجاورة والخاضعة لها، فكان لهذا الاختلاط تأثير عظيم على الإنتاج الفكري والموسيقي والعلمي.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"