سلطان.. المثقف والسياسي

00:25 صباحا
قراءة 3 دقائق

د. محمد عمران تريم

أن تجتمع صفة المثقّف والسياسي بصاحب القرار، فهذا يعني اختزال الطريق نحو تحقيق المنجز، خصوصاً حين يكون صاحب القرار قريباً من نبض الناس، ومعبّراً عنهم، وحين يكون مثقّفاً وسياسياً مسؤولاً، فهذا يعني أن إحساسه إزاء حقوق الناس ورفاههم وسعادتهم ستكون أكبر.. وهذا ما عليه الحال في إمارة الشارقة، التي حباها الله بحاكم وأب ومثقف وحكيم من مقام صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي يحمل كل تلك الصفات، فضلاً عن رؤية استراتيجية معرفية للمستقبل ضمن إطار دولة الإمارات.

نمت هذه الرؤية لدى سموه، وتعمّقت وتجذّرت مع مرور الأيام، فخلال خمسة عقود من الزمن احتشدت بالمنجزات والمكتسبات على جميع الصعد السياسية والاجتماعية والثقافية والقانونية والتربوية والصحية والبيئية وغيرها، وانصهرت في بوتقة من التسامح وقبول الآخر والمساواة والشراكة وهو أحد أبرز أهداف دولة الإمارات منذ تأسيسها على يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيّان، طيّب الله ثراه.

إن النهضة التي تحقّقت في دولة الإمارات بشكل عام وإمارة الشارقة بشكل خاص ترتبط بمسيرة الشيخ الدكتور سلطان القاسمي، فهو شخصية جامعة للعلم والثقافة ومحرّك أساسي للبناء والعمران وخدمة الإنسان، كما جاء في تغريدة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس الوزراء حاكم إمارة دبي، حين هنأه بذكرى توليه مقاليد الحكم في الشارقة في شهر يناير الماضي.

وخلال تولّيه مقاليد الحكم، وحتى يومنا هذا، أطلق سموه العديد من المبادرات الإنسانية والثقافية ذات الأبعاد الإماراتية والخليجية والعربية، ارتبطت باسمه وسيرته ومسيرته الظافرة. وشملت هذه الإنجازات ميادين العلم، والثقافة والاقتصاد والتنمية، وكان الإنسان وتنميته وتطويره وسعادته هدف سموه الأول والأخير.

لقد وضع صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان القاسمي على عاتقه تدعيم أواصر الاتحاد وتقويته، وهو ما تحدّث عنه في كتاب «حديث الذاكرة» لتبقى زاداً للأجيال المقبلة. وتناول فيه توطيد أركان دولتنا، ورفع مستوى المواطن، حتى غدت الإمارة إحدى المناطق الرائدة والمرموقة عالمياً لتحقيق رفاهية الإنسان على مستوى التعليم والصحة والعمل والضمان الاجتماعي والتقاعد، فضلاً عن رعاية الأسرة وتنمية قدرات المرأة وتمكينها ورعاية الطفولة والأمومة وغيرها.

لقد عمل سموه بعقلية رؤيويّة مستقبلية وفي إطار استراتيجية بعيدة المدى أساسها الإنسان، فهو المقياس عنده ومن أجله ينبغي تسخير جميع الإمكانات. وذلك هو المسار الذي افتتحت به دولة الإمارات باكورة توجّهها استناداً إلى رؤية الشيخ زايد، رحمه الله.

انشغل الشيخ سلطان القاسمي بالثقافة بمختلف جوانبها، لأنه أدرك أن أي تقدّم حقيقي لا يمكن تحقيقه أو بلوغ أهدافه السامية دون تحقيق تقدّم حقيقي في ميدان الثقافة، ولا يغفل علينا دعم سموه للمشاريع الثقافية الإماراتية والعربية، واحتضانه الكثير من المبدعين، والاحتفاء بأعمالهم الإبداعية، فأنشأ مدينة الشارقة للنشر، واعتنى بالمكتبات العامة، وعمل على تحديث محتواها المعرفي وتزويدها بآخر الإصدارات، والاهتمام بالمؤلفين والناشرين.

ويعدّ معرض الشارقة الدولي للكتاب الذي تنعقد دورته ال 41 هذه الأيام، أحد الأعمدة الأساسية التي استند إليها المشروع الثقافي للشيخ سلطان فكان هذا المعرض، كما كل جملة أو كلمة أو حرف.. قالها سموه، فإنها تعبّر عن خلفية ثقافية فلسفية أدبية، تعكس صورة إمارة الشارقة، ودولة الإمارات.

 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2p8k7a2m

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"