مونديال العرب

معاً في الملعب
21:55 مساء
قراءة دقيقتين

معن خليل

ستعيش قطر من 20 نوفمبر/ تشرين الثاني الحالي حتى 18 ديسمبر/كانون الأول المقبل حلم كأس العالم لكرة القدم، وستختبر تجربة تاريخية باحتضان أهم حدث رياضي بعد الأولمبياد، وستكون كذلك قبلة العالم ومحط الأنظار على مدى 30 يوماً، وكلنا ثقة بأنها قادرة على تقديم نسخة لا تنسى وإرثاً لا يمحى، وعلى الإبهار ببنيتها التحتية المكتملة والتي سيلاحظها المشجعون منذ الوصول إلى المطار، ومن خلال الملاعب الخلابة والفعاليات المصاحبة التي ستصل الليل بالنهار، وتجعل الدوحة المدينة التي لا تنام.

لن تكون نسخة 2022 مونديال قطر وحدها، بل هو مونديال كل العرب، وكلنا مدعوون لجعل العرس الرياضي مناسبة لتعريف الملايين بثقافة المنطقة، واكتشاف حضارتنا الإسلامية والعربية، وشغفنا بكرة القدم، واستحقاقنا تنظيم كأس العالم مرة واثنتين وثلاث،لا أن نبقى الجزء المنسي في هذا العالم، ولا على الهامش في الاستضافة.

«مونديال كل العرب»، ليس مجرد شعار يرفع، بل حولته الإمارات وشقيقاتها من دول الخليج إلى واقع، من خلال استقبال الضيوف وتدريبات المنتخبات المشاركة، ووضع كل التسهيلات اللازمة لتيسير الإقامة وغيرها للراغبين في التواجد بمدرجات كأس العالم، وإنشاء جسور جوية بين مطاراتها ومطار الدوحة، وربط المدن بفعاليات مونديالية، ليعيش الجميع اللحظة التاريخية، فسعادة المنافسات في استادات قطر سيسمع صداها في أبوظبي ودبي والشارقة وعجمان ورأس الخيمة والفجيرة وأم القيوين والرياض وجدة والكويت والمنامة ومسقط، وسنهتف جميعاً كما الأغنية الرسمية للبطولة «هيا هيا.. نحن أفضل معاً».

إنه المونديال، ليس بطولة عادية، هو ذاكرة كل منا، وهو منذ انطلاق نسخته الأولى عام 1930، لم يكن مجرد مسابقة تتنافس المنتخبات للفوز بلقبه، بل تعدته إلى أكثر من ذلك، حيث حددت في البدايات مصير أمم، كان الزعيم الإيطالي الفاشي بينيتو موسوليني أول من ربط الحدث الرياضي للعبة الشعبية بالسياسة، وحوله إلى أداة للترويج لأفكاره القومية، التي لخصها في رسالته الشهيرة إلى لاعبي منتخب بلاده قبل نهائي 1938«الفوز أو الموت»، وعلى نفس الخطى سارت البرازيل لكن بنوايا مختلفة بإعلان الحداد الوطني لمجرد خسارة نهائي 1950 أمام أوروغواي، وحققت ألمانيا الغربية «معجزتها» الاقتصادية قبل الكروية في بيرن السويسرية عام 1954 بعدما أعادت لها حسب وسائل إعلامها مباراة الفوز على منتخب المجر الأسطوري في ذلك الوقت كرامتها المفقودة في الحرب العالمية الثانية.

حتى مونديال 1978 لم يسلم من الاتهامات باستغلال النظام العسكري للأرجنتين الحدث لمآربه الخاصة، أما نسخة 1982 فكانت لها قصة أخرى عنوانها «البرازيل الجميلة» التي أبهر منتخبها العالم بلعبه الهجومي الذي لا مثيل له، لكنه استسلم أمام دفاع الطليان الذين فازوا باللقب.

من منا لا يتذكر ما فعلته الجزائر في 1982 وإخراجها بمؤامرة ألمانية نمساوية، وهدف مارادونا «المعجزة» في 1986 ثم دموعه في نهائي 1990، وتأهل السعودية إلى دور الـ16 في 1994، وتحول زيدان إلى المهاجر الأكثر شعبية في فرنسا عام 1998، وذل البرازيل أمام ألمانيا في 2014.

إنه كأس العالم الذي ذاق «الأبيض» حلاوته في 1990 ثم غاب 32 عاماً، وبقي حاضراً بـ«قضاة ملاعبه»، فكل الشكر إلى بوجسيم ودرويش والمرزوقي والحمادي، وأمنياتنا بالتوفيق لمحمد عبدالله وطاقمه.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5t2dnuja

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"