الأسرة ورهبة الاختبارات

00:01 صباحا
قراءة دقيقتين

تقترب فترة الاختبارات المدرسية شيئاً فشيئاً، والمؤكد أن للاختبارات رهبة لا يشعر بها إلا من جرّبها أو من هو مقبل على تأديتها. وهنا لا بد لي من الحديث عن دور الأسرة المحوري في تهيئة الابن أو الابنة لهذه الفترة التي تمتد لأقل من أسبوعين في العادة.
ولكن قبل أن أخوض في ما على الأسرة تقديمه خلال فترة الاختبارات، لا بد لي من أن أنوّه (من واقع احتكاكي المباشر بمنظومة العمل التعليمي) بأن المدرسة طوال أيام التمدرس تؤدي واجباتها تجاه الطالب، من حيث شرح المناهج، وإجراء الاختبارات اليومية أو الأسبوعية فضلاً عن الشهرية، لتسهيل حفظ المنهاج على الطالب، وكي تكون مقدمة للاختبارات الفصلية أو الموسمية.
إذاً بما أن المدرسة هيّأت الطالب تبقى رهبة الامتحان والقلق الذي يساور الطلبة محيطاً بالأجواء. وهنا لا بد للأسرة من التدخل بشكل إيجابي وفعّال، فماذا عليها أن تفعل؟ وما هي أبرز المهام التي يجب عليها القيام بها لتهيئة الأجواء الدراسية المفعمة بالطمأنينة؟.
أولاً وكما أسلفت، فإن دور الأسرة محوري ولا يقل عن الدور الذي تقوم به المدرسة؛ إذ إن الأسرة الواعية هي التي تلجأ (في هذه الفترة بالذات) إلى تعريف الطالب بالجوانب الإيجابية الناتجة عن اجتياز الامتحان، دون التطرق إلى مسائل الرسوب؛ بل يجب أن تكون الجوانب المطروحة جوانب تحفيزية لا تنفّر الطالب أو تلقي عليه بظلال الرهبة.
ومن الضروري جداً ألا يلجأ الأهل إلى السيطرة على وقت الابن بالمطلق، كأن يحرمونه من أوقات الراحة أو شيئاً من الترفيه؛ بل عليهم إتاحة مساحة من الزمن دونما إهدار، حتى لا يتأثر الوقت المخصص للمراجعة والاستذكار؛ أي بمعنى أدق، على الأسرة تقسيم أوقات الطالب بما يشمل ذلك أوقات الراحة من أجل شحذ الهمة للدراسة والمراجعة.
وكذلك أوصي أولياء الأمور بالترفّق بأبنائهم والابتعاد عن تقويض جهودهم باللامبالاة، أو التقليل من تلك الجهود؛ بل عليهم استعراض مواطن القوة لديهم، والتركيز على الجوانب الإيجابية التي يمتلكونها، وتعزيز ثقتهم بأنفسهم وبقدراتهم، وعدم الضغط عليهم وترهيبهم من مغبة الرسوب. والأهم من ذلك كله، الحرص كل الحرص على منحهم الوقت اللازم للنوم الكافي، حتى يتمكنوا من الاستيقاظ مبكراً لمتابعة الاستذكار، لا سيما أن فترة الصباح من أكثر الأوقات نشاطاً للعقل.
وإلى جانب ذلك كله، على أولياء الأمور أن يكونوا حاضرين على الدوام بشكل سلس يبرز اهتمامهم دون ضغوط، والعمل على مساعدة الابن في فترة الامتحانات من خلال عدم التفكير في نتيجة الامتحان الذي سبق أن قدّمه، ومواصلة الاستذكار الجاد لمواد الاختبارات التالية، مع الالتزام الأسري الكامل بتوفير الأجواء الهادئة والدافئة أسرياً؛ لما لذلك من أهمية على تركيز الطالب.
وفي المحصلة، فإن فترة الامتحانات في ما يتعلق بالدور الأسري، فترة مهمة للعديد من الأسباب. فهي من ناحية تبرز مدى وعي الأسرة ودورها المحوري في مساندة الابن وتوجيهه على النحو الذي يعود عليه بالفائدة، كما أنها فترة محورية في تعويد الابن على احترام الوقت وتحديد الأولويات. وإلى جانب ذلك، فإن ثمار هذه الرحلة المعرفية التعليمية لها طعم بنكهة السعادة عندما يقطفها الابن في نهاية العام الدراسي.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/39zbnzhw

عن الكاتب

أمين عام مجلس الشارقة للتعليم

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"