عادي

الفن المعاصر ابن السوق

23:29 مساء
قراءة دقيقة واحدة

منذ بدايات القرن العشرين، حدثت تحولات مهمة في تاريخ الفن، تمثلت على نحو خاص في ميلاد «الفن المعاصر» بين عامي 1960 و1969، وهو مصطلح حسبما ترى كاترين مييه مؤلفة كتاب «الفن المعاصر» (ترجمته إلى العربية راوية صادق)، شاع استخدامه للإشارة إلى الاتجاهات الفنية التي تلت الستينات من القرن الماضي.

لا تلجأ الكاتبة في بحثها عن مدى ملاءمة التعبير نفسه (فن معاصر) لما يدور في ساحة الفنون إلى مجرد السرد التاريخي للمدارس الفنية التي تعاقبت في النصف الثاني من القرن العشرين. فخريطة تلك المدارس متشابكة ومختلطة، والرصد الموضوعي لعالم الفنون البصرية يتطلب تناول عناصره الأساسية: دور الناقد الفني، وأساليب تعامل المؤسسات الحكومية والخاصة مع العناصر المختلفة الفاعلة في عالم الفن.

وإذا ما تطرقنا إلى طبيعة المواد التي يستخدمها الفنان المعاصر، فسنجد أنها تضع أمناء متاحف الفن الحديث والمعاصر في عدة إشكاليات، سواء على صعيد الخامة أو دلالتها أو موقعها من تلاحق الأعمال الفنية الراهنة.

أما السوق فهو يراهن على ما يُعتقد أنها قيم الغد، بينما يرصد الفنان ما يطلبه السوق، فتتوالى أعماله وفقاً لمعايير تخضع غالباً لمتطلبات برنامج الحداثة، لذا لم يعد المتفرّج مدعواً لتأمل عالم الفنون البصرية فحسب؛ بل أصبح عليه أن يقرر ما إذا كان النظام الأساسي لهذه الأعمال هو نظام العمل الفني، في ظل تعدّد هائل للأساليب، يكاد يكون فيه كل فنان مدرسة مستقلة بذاتها.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mpz3bf8c

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"