عادي
لخدمة 20 ألفاً من سكان الريف

مبادرة «ما بعد 2020» توفر مصادر مياه تعمل بالطاقة الشمسية في السودان

19:29 مساء
قراءة 3 دقائق

أبوظبي: «الخليج»

قامت مبادرة «ما بعد 2020» الإنسانية التي تقودها دولة الإمارات وأطلقتها جائزة زايد للاستدامة وشركاؤها، بتوفير مصدر آمن للمياه لنحو 20 ألفاً من سكان قريتي تاويت وتهجر الواقعتين شرق السودان. حيث تم تركيب حوضين صغيرين للمياه يعملان بالطاقة الشمسية، وفق نظام ضخ المياه الجوفية لتوفيرالمياه لسكان القريتين، وذلك بهدف تعزيز إمكانية الوصول إلى المياه، وتحسين مستويات النظافة والصحة لدى السكان.

وتم تنفيذ مشروع السودان من قبل شركة «براكتيكال أكشن» الفائزة بجائزة زايد للاستدامة عام 2017، وهي منظمة غير ربحية يقع مقرها في المملكة المتحدة، وتعمل ضمن عدد من المجتمعات لتطوير حلول مبتكرة ومستدامة للتغلب على التحديات التي تواجهها هذه المجتمعات.

وتقع كلتا القريتين في محلية تلكوك المكتظة بالسكان في ولاية كسلا. ويعتبر سكان تلكوك من الرعاة الرحّل الذين يربون الماشية، ويتنقلون موسمياً عبر مساحات شاسعة بحثاً عن أماكن ملائمة للرعي تتوفر فيها إمدادات المياه. ولقد أثرت سنوات الجفاف المتتالية والبيئة الصعبة على حياة السكان، الذين تكبدوا خسائر كبيرة في الثروة الحيوانية وواجهوا أخطاراً تهدد أسلوب حياتهم التقليدي. وقد أدى ذلك إلى تقليل الهجرة الموسمية لرعي الماشية، وجعلها لمسافات أقصر، كما كان لذلك تأثيرات على أنشطة الزراعة التي يمارسها السكان، والتي تعتمد على الهطولات المطرية بسبب عدم قدرتهم على التنقل. وقد ساهم التغير المناخي في هذه المناطق إلى انخفاض معدلات هطول الأمطار وارتفاع درجات الحرارة، مما أدى إلى انخفاض منسوب المياه الجوفية. كما ازدادت معدلات الفيضانات الموسمية، مما أدى إلى تدمير البنية التحتية لإمدادات المياه، فضلاً عن تآكل التربة، وفقدان المحاصيل والماشية، وتدمير الغابات والمراعي.

وقالت سارة روبرتس، الرئيس التنفيذي لشركة «براكتيكال أكشن»: «أود أن أتوجه بالشكر إلى مبادرة «ما بعد 2020» وشركائها والحكومة الإماراتية، على دعمهم في توفير مصادر لمياه الشرب النظيفة، وحلول الصرف الصحي بشكل سريع وفعال لخدمة المجتمع الريفي في منطقة مأهولة بالسكان ومتأثرة بتداعيات التغير المناخي في شرق السودان. ومن شأن هذه الخطوة أن تُسهم في تحسين سبل الوصول إلى المياه التي تعتبر أحد أهم الموارد التي يحتاج إليها الإنسان، وبالتالي تحسين الخدمات العامة الأساسية بشكل عام».

ويهدف هذا المشروع الإنساني في السودان إلى تحسين مستوى النظافة، والحد من الممارسات غير الصحية التي تؤدي إلى تلوث مصادر المياه السطحية والجوفية، لا سيما خلال موسم الأمطار، وذلك لمواجهة الأمراض المعدية التي تنتقل بالمياه والحد من نسبها العالية، خاصة بين الأطفال. وقد أظهرت دراسة أجرتها «براكتيكال أكشن» خلال مرحلة التخطيط أن ما يصل إلى 21% من الأطفال في المجتمع المستهدف يعانون من أمراض الإسهال.

وسيتم تأسيس مرزعتين بإدارة نسائية لاستخدام المياه الفائضة عن حوضي ضخ المياه بالاعتماد على الطاقة الشمسية. ومن شأن ذلك أن يوفر للنساء فرصة لكسب الدخل، والحصول على أطعمة مغذية وخضراوات طازجة، بالإضافة إلى التدريب.

وتضم مبادرة «ما بعد 2020» عدداً من الشركاء البارزين، من ضمنهم صندوق أبوظبي للتنمية، ومبادلة للبترول، وشركة «مصدر».

وقامت «مبادرة ما بعد 2020» حتى الآن بتنفيذ 14 مشروعاً قدّمت حلولاً في مجالات الطاقة والصحة والمياه والغذاء، في كل من نيبال وتنزانيا وأوغندا والأردن ومصر وكمبوديا ومدغشقر وإندونيسيا وبنغلاديش والفلبين ورواندا والبيرو ولبنان، بالإضافة إلى السودان، و6 دول أخرى تم تحديدها لتنفيذ مشاريع ضمنها في المراحل المقبلة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2z4urb2b

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"