الشارقة: عثمان حسن
ويليام ماكجريجور باكستون (1869 – 1941)، فنان أمريكي ولد في بالتيمور، ماريلاند، وانتقل وهو لا يزال طفلاً إلى نيوتن كورنر، ماساتشوستس، بدأ تدريبه الفني في مدرسة كاولز للفنون في بوسطن في سن 18، ثم درس مع دينيس ميلر. وكان أحد الفنانين الأمريكيين الذين حصلوا على مكان في مدرسة الفنون الجميلة في باريس، وقد اتبع باكستون نموذج معلمه دينيس ميلر، واستمر في التدريب بمدرسة الفنون الجميلة على أيدي أحد أشهر الأكاديميين الفرنسيين، وهو جان ليون جيروم جان، وهناك، أتقن حرفية تصميم الشكل الآدمين أو البشري، بصورة أثارت إعجاب زملائه الفنانين، وكان أميناً في إبراز اللون بدقة ساحرة.
تزوج باكستون في عام 1899، وكانت زوجته تساعده في تصميم أعماله، وتدير حياته المهنية بنجاح. قام بالتدريس في متحف الفنون الجميلة في بوسطن، لكنه فقد العديد من لوحاته في حريق في عام 1904. كان رسام بورتريه ناجحاً ومطلوباً بقوة في الأوساط الفنية، ومن قبل مجتمع النخبة، وكان من بين معارفه اثنان من رؤساء الولايات المتحدة.
وعند عودته إلى بوسطن، انضم باكستون إلى زملائه الأكبر سناً (إدموند تاربيل وفرانك ويستون بنسون)، ووجد باكستون الإلهام في أعمال الرسام الهولندي يوهانس فيرمير في القرن السابع عشر، كما تأثر بالملمح الواقعي، وتلك التفاصيل التي تظهر على سطح اللوحة في أعمال الرسام الفرنسي إنجرس المحسوب على الكلاسيكية الجديدة، وقد استخدم باكستون اللون الذي ظهر بعناية فائقة لجعل صوره حقيقية بقدر الإمكان.
ولم يكن باكستون مفتوناً بصور فيرمير فحسب، بل كان مفتوناً أكثر بالنظام البصري في لوحاته، فقام بدراسة أعماله عن كثب، وأرجع الفضل إلى فيرمير في إبداع وجهة نظر مختلفة قليلاً، خاصة في ما يتصل بعيني الموديل، وذلك الوهم البصري الذي يشعر به المشاهد وهو يحدق في اللوحة، وبحسب الخبراء فقد تجلى هذا الوهم البصري أكثر ما يكون في اللوحة الشهيرة لفيرمير (ذات القرط اللؤلؤي).. وهو الذي انعكس في تفاصيل واحدة من أشهر لوحات باكستون وهي «القلادة الجديدة» التي أنجزها في 1910.
وعلى عكس رسوماته السابقة، بدت «القلادة الجديدة» لباكستون غامضة على نحو ما، بالنسبة للمشاهد، كأن حكايتها غريبة الأطوار، حيث لم تفصح اللوحة عن طبيعة العلاقة بين السيدتين في اللوحة، وهي تستفز المشاهد في تخيّل هذه العلاقة (بريق الانحناءة للسيدة المرسومة وهي تمد يدها لأخذ القلادة) وكل ذلك يتم تحت نظر عين ساهرة للتمثال الصغير في أعلى اليسار.
صاغ باكستون تركيب هذه اللوحة، باتقان لا نظير له، حيث تظهر في اللوحة صينية وردية، وحكاية غامضة عن قلادة لم يتضح ما إذا كانت هدية من معجب لهذه السيدة.
هي قصة للوحة مفتوحة النهاية، تشبه حكايات فيرمير في الرسم، التي غالباً ما تكون غامضة، أما باكستون، فقد عزز لوحة «القلادة الجديدة» بإطار منحوت يدوياً، وهو هنا، يحاكي مرة أخرى الأسلوب الهولندي في لوحة ثرية التفاصيل، من حيث التكوين العام و«لطشة» اللون في تفاصيل الجسد، وكل ما يبرز من مقتنيات بهدف إضفاء جمالية خاصة على الموديل التي يرسمها. واللوحة محفوظة في متحف الفنون الجميلة في بوسطن.
وبحسب النقاد، فقد نجح باكستون في تحديد الأدوار الأنثوية المثالية لنساء الطبقة العليا من مدينة بوسطن في مطلع القرن. لذا، فقد تميزت شخصيات رسوماته بالهدوء، وكنّ في الأغلب موديلات يجلسن باسترخاء تام في الضوء الهادىء، وهؤلاء في الأغلب هن نساء تلك المدينة من الميسورات، اللواتي يظهرن إما يشربن الشاي، أو يقرأن، أو ينظرن للأشياء الجميلة والمقتنيات الباذخة في بيوتهن.
ذلك بالطبع، على عكس رسوماته للنساء العاملات، اللواتي غالباً ما يظهرن بمناظر أقل رونقا، وهن يمشين أو يتنزهن في شوارع نيويورك، وهن يمزحن بصوت عال، فيلفتن انتباه الغرباء.
ويليام ماكجريجور باكستون (1869 – 1941)، فنان أمريكي ولد في بالتيمور، ماريلاند، وانتقل وهو لا يزال طفلاً إلى نيوتن كورنر، ماساتشوستس، بدأ تدريبه الفني في مدرسة كاولز للفنون في بوسطن في سن 18، ثم درس مع دينيس ميلر. وكان أحد الفنانين الأمريكيين الذين حصلوا على مكان في مدرسة الفنون الجميلة في باريس، وقد اتبع باكستون نموذج معلمه دينيس ميلر، واستمر في التدريب بمدرسة الفنون الجميلة على أيدي أحد أشهر الأكاديميين الفرنسيين، وهو جان ليون جيروم جان، وهناك، أتقن حرفية تصميم الشكل الآدمين أو البشري، بصورة أثارت إعجاب زملائه الفنانين، وكان أميناً في إبراز اللون بدقة ساحرة.
تزوج باكستون في عام 1899، وكانت زوجته تساعده في تصميم أعماله، وتدير حياته المهنية بنجاح. قام بالتدريس في متحف الفنون الجميلة في بوسطن، لكنه فقد العديد من لوحاته في حريق في عام 1904. كان رسام بورتريه ناجحاً ومطلوباً بقوة في الأوساط الفنية، ومن قبل مجتمع النخبة، وكان من بين معارفه اثنان من رؤساء الولايات المتحدة.
وعند عودته إلى بوسطن، انضم باكستون إلى زملائه الأكبر سناً (إدموند تاربيل وفرانك ويستون بنسون)، ووجد باكستون الإلهام في أعمال الرسام الهولندي يوهانس فيرمير في القرن السابع عشر، كما تأثر بالملمح الواقعي، وتلك التفاصيل التي تظهر على سطح اللوحة في أعمال الرسام الفرنسي إنجرس المحسوب على الكلاسيكية الجديدة، وقد استخدم باكستون اللون الذي ظهر بعناية فائقة لجعل صوره حقيقية بقدر الإمكان.
ولم يكن باكستون مفتوناً بصور فيرمير فحسب، بل كان مفتوناً أكثر بالنظام البصري في لوحاته، فقام بدراسة أعماله عن كثب، وأرجع الفضل إلى فيرمير في إبداع وجهة نظر مختلفة قليلاً، خاصة في ما يتصل بعيني الموديل، وذلك الوهم البصري الذي يشعر به المشاهد وهو يحدق في اللوحة، وبحسب الخبراء فقد تجلى هذا الوهم البصري أكثر ما يكون في اللوحة الشهيرة لفيرمير (ذات القرط اللؤلؤي).. وهو الذي انعكس في تفاصيل واحدة من أشهر لوحات باكستون وهي «القلادة الجديدة» التي أنجزها في 1910.
- فضول
وعلى عكس رسوماته السابقة، بدت «القلادة الجديدة» لباكستون غامضة على نحو ما، بالنسبة للمشاهد، كأن حكايتها غريبة الأطوار، حيث لم تفصح اللوحة عن طبيعة العلاقة بين السيدتين في اللوحة، وهي تستفز المشاهد في تخيّل هذه العلاقة (بريق الانحناءة للسيدة المرسومة وهي تمد يدها لأخذ القلادة) وكل ذلك يتم تحت نظر عين ساهرة للتمثال الصغير في أعلى اليسار.
صاغ باكستون تركيب هذه اللوحة، باتقان لا نظير له، حيث تظهر في اللوحة صينية وردية، وحكاية غامضة عن قلادة لم يتضح ما إذا كانت هدية من معجب لهذه السيدة.
هي قصة للوحة مفتوحة النهاية، تشبه حكايات فيرمير في الرسم، التي غالباً ما تكون غامضة، أما باكستون، فقد عزز لوحة «القلادة الجديدة» بإطار منحوت يدوياً، وهو هنا، يحاكي مرة أخرى الأسلوب الهولندي في لوحة ثرية التفاصيل، من حيث التكوين العام و«لطشة» اللون في تفاصيل الجسد، وكل ما يبرز من مقتنيات بهدف إضفاء جمالية خاصة على الموديل التي يرسمها. واللوحة محفوظة في متحف الفنون الجميلة في بوسطن.
- بورتريهات
وبحسب النقاد، فقد نجح باكستون في تحديد الأدوار الأنثوية المثالية لنساء الطبقة العليا من مدينة بوسطن في مطلع القرن. لذا، فقد تميزت شخصيات رسوماته بالهدوء، وكنّ في الأغلب موديلات يجلسن باسترخاء تام في الضوء الهادىء، وهؤلاء في الأغلب هن نساء تلك المدينة من الميسورات، اللواتي يظهرن إما يشربن الشاي، أو يقرأن، أو ينظرن للأشياء الجميلة والمقتنيات الباذخة في بيوتهن.
ذلك بالطبع، على عكس رسوماته للنساء العاملات، اللواتي غالباً ما يظهرن بمناظر أقل رونقا، وهن يمشين أو يتنزهن في شوارع نيويورك، وهن يمزحن بصوت عال، فيلفتن انتباه الغرباء.
- بروتوكولات