عادي

رئيسة البيرو تضغط على البرلمان لإجراء انتخابات مبكرة

13:53 مساء
قراءة 3 دقائق

ليما - (أ ف ب)

مارست رئيسة البيرو دينا بولوارتي مساء الأحد، ضغوطاً على البرلمان وحضّته على الموافقة على الدعوة إلى انتخابات مبكرة، في وقت تصاعد التوتر فجأة السبت في الشارع مع سقوط أول قتيل في العاصمة ليما أثناء تظاهرات.

وقالت بولوارتي في كلمة متلفزة إلى الأمة مساء الأحد «السيّدات والسادة في البرلمان، يجب أن تدركوا مسؤوليتكم التاريخية. غداً (الاثنين) لديكم فرصة كسب ثقة البلاد من خلال الاستجابة إلى هذا المطلب الذي يتطلع إليه الشعب البيروفي بشدة».

وأضافت «صوّتوا من أجل البيرو، من أجل البلاد، من خلال تقريب موعد الانتخابات إلى 2023 ولنقل لكلّ البيرو بأكبر قدر من المسؤولية إننا سنرحل جميعاً».

ودعا رئيس البرلمان خوسيه وليامز وهو عسكري متقاعد يميني سيحل محل بولوارتي في حال استقالت، الأحد عبر تويتر البرلمانيين إلى «التفكير بطريقة مسؤولة في القرار الذي ينبغي اتخاذه الاثنين».

ويُفترض أن يعيد البرلمان النظر صباحاً (10,00 بالتوقيت المحلي، 15,00 ت غ) في مشروع قانون لتقريب موعد الانتخابات إلى تشرين الأول/أكتوبر 2023.

ورفض البرلمان السبت مقترحاً لإجراء انتخابات مبكرة قدّمه النائب إيرناندو غيرا غارسيا من حزب «فويرسا بوبولار» (القوة الشعبية) بنيله 65 صوتاً معارضاً مقابل 45 صوتاً مؤيداً. وأصرّ اليمين على تعديل ينصّ على طرح الأمر على الاستفتاء في جمعية تأسيسية، ما ساهم في عدم المصادقة على مشروع القانون.

وأعلنت الرئيسة أنه في حال جرى التصويت ضد القانون مرة أخرى، فستقدّم بنفسها مشروعَي قانونين هما مشروع جديد لتقريب موعد الانتخابات إلى تشرين الأول/أكتوبر والآخر ينصّ على أن يحضّر البرلمان الجديد إصلاحاً للدستور.

التعبئة مستمرة

في الشارع، التظاهرات متواصلة. ولأول مرة في ليما السبت، سقط قتيل أثناء تظاهرات تحوّلت إلى أعمال عنف. وقُتل فكتور سانتيستيبان (55 عاماً) جراء كسر في الجمجمة.

وقالت شقيقته إليزابيث سانتيستيبان للصحافة «نريد إحقاق العدالة».

وبذلك يرتفع عدد ضحايا الاحتجاجات إلى 48 قتيلًا منذ السابع من كانون الأول/ديسمبر.

وبحسب مكتب أمين المظالم، فإن سبعة أشخاص لا يزالون في المستشفى بعدما شاركوا في تظاهرات في ليما، وأحدهم في حال خطيرة. وأفاد المصدر نفسه أن 28 شرطياً أُصيبوا أيضاً بجروح أثناء المواجهات.

وقال رئيس الاتحاد العام لعمال بيرو خيرونيمو لوبيث لوكالة فرانس برس إن «التعبئة ستستمرّ لأنه ليس هناك أي مؤشر على أن الحكومة (دينا بولوارتي) ستستقيل». ودعا إلى مسيرة وطنية بعد ظهر الثلاثاء تحت شعار «دينا استقيلي الآن».

وأضاف النقابي «عملياً، الشعب يقول إنه لن يوقف نضاله إذا لم تستقل» بولوارتي، في وقت لا يبدو أن هناك أي مخرج من الأزمة في الأفق.

ويطالب المتظاهرون باستقالة الرئيسة بولوارتي وبحلّ البرلمان والجمعية التأسيسية.

- «يلعبون بالنار» - واندلعت الاحتجاجات في السابع من كانون الأول/ديسمبر إثر إقالة الرئيس اليساري بيدرو كاستيو وتوقيفه بعد اتّهامه بمحاولة انقلاب لأنه أراد حلّ البرلمان الذي كان يستعدّ لإقالته من منصبه.

وتعكس الأزمة الفجوة العميقة بين العاصمة والمقاطعات الفقيرة التي كانت تدعم الرئيس كاستيو وترى انتخابه بمثابة انتقام لما يشعرون به من احتقار من جانب ليما.

وصرّحت بولوارتي الأسبوع الماضي للصحافة الأجنبية بأن المجموعات التي تدعو إلى التظاهرات العنيفة «تسعى لإسقاط قتيل في ليما».

وأضافت «يُقال إن قتيلًا واحداً في ليما يعادل مئة في المقاطعات».

قبل مداخلتها المتلفزة، أعربت بولوارتي في مقابلة مع صحيفة «تروم» عن «أسفها» لعدم توصل البرلمان لاتفاق وقالت «أحضهم (البرلمانيين) على تغليب مصالح البلاد على مصالح الأحزاب».

وتعتبر المحللة جيوفانا بينيافلور من مكتب «إيماسين» للأبحاث الاجتماعية والسياسية، أن «الحقيقة هي أنهم (النواب) يلعبون بالنار. رؤيتهم هي إنكار كامل للحقيقة. يرغبون بالبقاء حتى 2026» عند انتهاء ولايتهم.

وترى أن «الوضع سيتفاقم. اليوم لدينا عدد كبير من القتلى المرتبطين بالسياسة ولا يمكن أن يستمرّ هذا الأمر على هذا المنوال».

بحسب استطلاع أجراه معهد الدراسات البيروفية، فإن 73% من البيروفيين يطالبون بانتخابات هذا العام. ويعارض 89% منهم موقف البرلمان الفاقد لمصداقيّته بالنسبة للرأي العام منذ أشهر.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3ahrcakk

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"