عادي

10 فوائد للكتاب

23:55 مساء
قراءة 6 دقائق
2

القاهرة: وهيب الخطيب

القراءة مهارة نتلقى من خلالها المعلومات، كذلك مهارة منتجة من حيث إننا نتلقى المعلومات وننشرها، حتى لو في أوساطنا الصغيرة، ودوائرنا القريبة جداً. ولا يفوت على أحد أنها نشاط ذو قيمة عالية، لا غنى عنه لأي إنسان.

وهل تصدق أن القراءة مفيدة لك لأنها تحسّن من تركيزك وذاكرتك وتعاطفك ومهاراتك في التواصل. ويمكن أن تقلل من التوتر وتُحسّن صحتك العقلية، كذلك تساعدك على العيش لفترة أطول؟ لا يجادل أحد في ذلك، ليبقى السؤال الآتي: ماذا نقرأ؟ وكيف؟

بداية، يمكن أن نتساءل: هل نحن بحاجة إلى القراءة من أجل التحدث باللغة العربية؟ الجواب المؤكد هو لا، ليس الغرض بالتأكيد هو أن نتحدث باللغة على نحو أفضل، أو بطلاقة، إنما للقراءة مآرب أخرى.

هناك الكثير من الفوائد لقراءة الكتب، بإمكاننا الآن أن نفسر الأمر، قد يكون من الصعب تحفيز أنفسنا على قراءة كتاب من 300 أو 400 صفحة عندما يمكننا مشاهدة الفيلم، أو الاستماع إلى الكتاب الصوتي، أو مشاهدة ملخص فيديو على يوتيوب، بدلًا من ذلك. ومع ذلك، إذا كانت معظم قراءتك اليومية تتكون من منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي، ورسائل نصية، وعناوين إخبارية، فأنت في «عداد المفقودين».

من أكثر فوائد القراءة وضوحاً كل يوم التعلم، وخلافاً لمقاطع فيديو أو بودكاست، توفر الكتب إمكانية الوصول إلى معرفة متعمقة. بعبارة أخرى، إذا كنت تريد أن تصبح أكثر إنتاجية، فما الذي تعتقد أنك ستتعلمه أكثر من: كتاب من تأليف شخص درس الإنتاجية لمدة 20 عاماً، أو فيديو يوتيوب مدته 10 دقائق لشخص مهتم بالموضوع؟ ما الذي تعتقد أنك ستستوعبه أكثر؟ وما الذي تعتقد أنه من المرجح أن يساعد في تغيير عاداتك؟ الكتب بالطبع.

إضافة إلى ذلك، يمكنك أن تتعلم حرفياً أي شيء من الكتب. على سبيل المثال، عندما يسأل أي شخص إيلون ماسك مؤسس SpaceX، كيف تعلم صناعة الصواريخ؟ يقول «أنا أقرأ الكتب».

وزن الأمور

نظراً لأهمية الموضوع، ألّف الناقد الأمريكي الراحل، هارولد بلوم، كتاباً مهماً ترجم إلى العربية بعنوان «كيف نقرأ ولماذا؟»، يقدم للقارئ عدداً من النصائح، أولاها في مقدمة الكتاب «لا تقرأ لكي تعد نفسك للاعتراض على الناس ودحض أفكارهم، ولا تقرأ لكي تؤمن بما تقرأه وتسلم به تسليماً، ولا تقرأ بحثاً عن كلام وخطاب يعينك على الجدل.. وإنما اقرأ لتستعين بالقراءة على وزن الأمور والتأمل».

الناقد الراحل، الذي كان يعرّف نفسه بأنه القارئ الأكثر غزارة بلا منازع، روّج عن نفسه بأنه كان يستطيع أن يقرأ كتاباً من 400 صفحة، ويحيط بما فيه في ساعة واحدة، كما يروى عنه أنه كان قادراً على تلاوة أشعار شكسبير عن ظهر قلب.

ما الذي يمكن أن نقرأه، إذن؟ بالتأكيد الإجابة الصحيحة أن نقرأ كل شيء، وفي كل شيء، لكن نظراً لأن الوقت قد لا يسمح، فينصح بعض المتخصصين بترتيب الأولويات، التي من خلالها نحدد ماذا نقرأ.

وحتى لا يضيع القراء في متاهات العناوين، يمكن أن يطلع أي قارئ على القوائم التي ترتبها دور النشر، أو الكتَّاب، إذ تمنح المتابع فرصة لمعرفة الأكثر رواجاً، أو الأحدث في الصدور. فضلاً عن قوائم الأكثر مبيعّا، في الصحفن سواء المحلية أو العالمية، بجانب متابعة قوائم الجوائز المختلفة.

وبعد أن ينتهي القارئ من تحديد قائمة باهتماماته القرائية، يبدأ بتحديد كيفية القراءة، سواء من خلال إيجاد الوقت الكافي والمناسب، أو من خلال تحديد الأهداف والقيمة المضافة التي حصل عليها من عملية القراءة.

وحسب جدول أعمال كل فرد، يمكن أن يخصص زمناً محدداً للقراءة، وعلى نحو يومي، لكونها تصير مع الأيام عادة لا نستغني عنها أبداً. أما عن الكيفية فيشدد بعض الكتاب على أهمية تدوين الملاحظات والفوائد التي قد نخرج منها بعد قراءة أي كتاب، وربما يكون من الجيد تدوين الاقتباسات التي تعجب المتلقي، إضافة إلى الربط بين الأفكار الواردة في الكتاب قيد القراءة، وأي إصدارات أخرى طالعها القارئ.

وضمن مخطط كيفية القراءة نعود لبلوم ونصيحته «لا تقرأ لكي تؤمن بما تقرأه» أي لا تجوز أن يكون القارئ سريع الانبهار بمجموعة أفكار من دون بقية الأفكار، يجب ألا يكون أسيراً لما يقرأ، بل يتوجب عليه تنمية الحسّ النقدي، من دون أن يقع في نسيان نصيحة بلوم الأخرى، «لا تقرأ لكي تعد نفسك للاعتراض على الناس ودحض أفكارهم».

حافظ على عقلك

كتب الأديب الإنجليزي جوزيف أديسون في القرن السابع عشر، ذات مرة «القراءة بالنسبة للعقل هي التمرين بالنسبة للجسد». بعد ذلك بعقود، أكدت الدراسات العلمية أن القراءة تحفز شبكة معقدة من الدوائر والإشارات في الدماغ. وفي دراسة أخرى، قاس الباحثون كيف تؤثر قراءة رواية في أدمغتنا، وقرأ المشاركون في الدراسة رواية «بومبي» لروبرت هاريس، ومع تطور التوتر في القصة، تم تنشيط المزيد من مناطق الدماغ.

وأظهرت عمليات المسح أن اتصال الدماغ زاد أثناء القراءة، ولأيام بعد ذلك، ما يدل على الفوائد الهائلة لقراءة الكتب كل يوم. فأدمغتنا لديها سياسة «استخدمها أو تخسرها»، تماماً مثل عضلاتنا. بمعنى آخر، إذا لم نقم بتمرين عقولنا بانتظام، فقد تنخفض قدراتنا المعرفية. وعندما نقرأ كل يوم، يمكننا أن نحافظ على قوة أدمغتنا وصحتها

العمل العميق

تعد القدرة على التركيز والتركيز لفترات طويلة أمراً ضرورياً لنجاحنا ورفاهيتنا. كتب كال نيوبورت، مؤلف كتاب «Deep Work»، «لكي تظل ذا قيمة في اقتصادنا، يجب أن تتقن فن التعلم السريع للأشياء المعقدة. تتطلب هذه المهمة عملاً عميقاً».

وحسب نيوبورت فإن «العمل العميق هو القدرة على التركيز من دون تشتيت الانتباه في مهمة تتطلب الكثير من الإدراك. إنها مهارة تسمح بإتقان المعلومات المعقدة بسرعة وتحقيق نتائج أفضل في وقت أقل. ويجعل الإنسان أفضل في ما يفعله».

ويجادل نيوبورت أيضاً بأن هذه المهارة أصبحت نادرة بشكل متزايد بسبب تعدد المهام المستمر، والإشعارات وتطبيقات الوسائط الاجتماعية. وتتفق دراسة أجرتها شركة Microsoft، حيث وجدت أن الناس عموماً، يفقدون الانتباه بعد ثماني ثوانٍ فقط.

ولحسن الحظ، فإن إحدى الفوائد الرئيسية للقراءة هي أنها تساعدك على التركيز على شيء واحد فقط في كل مرة. وعلى سبيل المثال، تتطلب الرواية كل الانتباه حتى تنقل القارئ بعيداً إلى عالم آخر.

عِش أطول

ربما يكون هذا التأثير الأخير للقراءة أحد أكثر التأثيرات إثارة وإثارة للاهتمام: فقد اتضح أن الفوائد الصحية للقراءة يمكن أن تساعدنا في العيش لفترة أطول. ووجدت دراسة استمرت 12 عاماً عن الصحة والتقاعد أن أولئك الذين يقرأون الكتب عاشوا نحو عامين أطول من أولئك الذين لم يقرأوا الكتب، أو لم يقرأوا المجلات، وأشكالاً أخرى من وسائل الإعلام. إضافة إلى ذلك، فإن أولئك الذين يقرأون لمدة 30 دقيقة في اليوم «3.5 ساعة في الأسبوع» كانوا أطول عمراً بنسبة 23٪ لمن لم يقرأوا كثيراً.

وكما ذكرنا، تعد القراءة طريقة رائعة لممارسة أدمغتنا لجعلنا أكثر ذكاء. فضلاً عن أنها تحمي مستقبلًا في منع التدهور المعرفي المرتبط بالعمر. إذ وجدت إحدى الدراسات أن كبار السن الذين يقرأون بانتظام، أو يلعبون ألعاباً صعبة عقلياً، مثل الشطرنج هم أقل عرضة للإصابة بمرض الزهايمر.

وحسب مقال للكاتب توماس جيه لو عن «لماذا يجب أن تقرأ كل يوم»، فإن الأشخاص الذين لا يمارسون القراءة لديهم فرصة لفقدان قوة الدماغ، كما يقول المؤلف الرئيسي للدراسة، البروفيسور روبرت فريدلاند.

استمتع بالترفيه
توفر الكتب بعضاً من أكثر وسائل الترفيه جاذبية على كوكبنا. كما قال المؤلف ستيفن كينج «الكتب سحر فريد»، وهو ما يمكن أن نلاحظه حين نقرأ كتاباً ولا نستطيع أن نتركه. علينا حينها أن نتذكر شعورنا بالاستثمار في القصة، أو ما كنا نتعلمه، لدرجة أننا نستمر في القراءة حتى عندما نحتاج إلى استخدام الحمام، أو كنا جائعين. ولنعلم، هناك الملايين من الكتب المذهلة، وهناك نوع قراءة مثالي للجميع، من الروايات الخيالية والأدب الكلاسيكي إلى أدلة المساعدة الذاتية وكتب الأعمال، وغيرها.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4s9b2c9s

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"