عادي

مدفع الإفطار.. كيف بدأت قصة أشهر طقس رمضاني؟

17:25 مساء
قراءة دقيقتين

يعد مدفع الإفطار واحداً من أهم الطقوس الرمضانية التي لا تزال موجودة في ذاكرة أجيال عدة، رغم التطور الذي يعيشه الناس ودخول التكنولوجيا ووسائل الاتصال الحديثة في مناحي الحياة، حيث يرتبط لدى الكثيرين بذكريات ومواقف مختلفة، لاسيما في مرحلة الطفولة.

وكان المدفع يستخدم كوسيلة إعلان عن موعد الإفطار وإخبار العامة به، وهو تقليد متبع في دول إسلامية عدة، بحيث تطلق قذيفة مدفعية صوتية لحظة مغيب الشمس، لإعلان انتهاء صيام اليوم.

وتعددت الروايات حول بداية استخدامه، وإن كانت جميعها تتفق على أن القاهرة أول مدينة انطلق فيها مدفع رمضان، وهناك 3 روايات هي الأبرز بشأنها: الأولى أنه عند غروب أول يوم من رمضان عام 865 هجرية، أراد السلطان المملوكي خشقدم أن يجرب مدفعاً جديداً وصل إليه.

وصادف إطلاق المدفع وقت المغرب بالضبط، فظن الناس أن السلطان تعمد إطلاق المدفع لتنبيه الصائمين إلى أن موعد الإفطار حان، فخرجوا إليه شاكرين على هذه البدعة الحسنة التي استحدثها، وعندما رأى السلطان سرورهم قرر المضي في إطلاق المدفع يومياً إيذاناً بالإفطار.

والرواية الثانية، أن محمد علي باشا مؤسس مصر الحديثة، استورد مجموعة مدافع، أحدها من ألمانيا، ونصبه فوق قلعته، ليطلق قذيفة وقت السحور، وأخرى وقت الإفطار؛ ومنذ ذلك الحين أصبح المدفع من أهم مظاهر الاحتفال بالشهر الكريم.

وهناك رواية ثالثة تقول إن بعض الجنود في عهد الخديوي إسماعيل كانوا يجربون مدفعاً، فانطلقت منه قذيفة دوت في سماء القاهرة، وتصادف أن كان ذلك وقت أذان المغرب في أول يوم من رمضان، فظن الناس أن الخديوي اتبع تقليداً جديدًا للإعلان عن موعد الإفطار، فصاروا يتحدثون عن ذلك، وأصبح عادة يومية، أضيف إليها السحور لاحقاً.

ويشير باحثون إلى أن الخديوي إسماعيل (الذي حكم مصر من 1863 إلى 1879) اقتنى مدفعاً آخر أطلق عليه مدفع «الحاجة فاطمة»، نسبة إلى ابنته فاطمة ابنة إسماعيل، التي تبرعت فيما بعد بأرضها لإنشاء الجامعة المصرية أو «جامعة القاهرة» حالياً.

وبعد ذلك أخذت مدافع الإفطار في الانتشار، ووصل عددها في بداية القرن العشرين إلى 5 مدافع، كان منها اثنان في القلعة، واثنان في حي العباسية، وواحد في حي مصر الجديدة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2p8eyd7d

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"