عادي

لين العظام.. مشكلة يواجهها بعض الصغار

23:38 مساء
قراءة 3 دقائق

تحقيق: راندا جرجس

تتميز السنوات الأولى من حياة الأطفال بالعديد من التغيرات وخاصة مع بداية الزحف وتجارب المشي، وتطور النمو والسلوكيات والحركة واللعب وممارسة الأنشطة، ويُعد لين العظام من المشكلات الشائعة في هذا العمر، والتي تنجم عن سوء التغذية من خلال نقص فيتامين «د» المنظم الأساسي للكالسيوم في الجسم، مع قلة تعرض الأطفال لضوء الشمس المباشر، وتكرار الإصابة بالنزلات المعوية، ما يؤدي لحدوث خلل في امتصاص الأملاح المعدنية من الأمعاء، وفي السطور القادمة يسلط الخبراء والاختصاصيون الضوء على هذه الإصابة وطرق التشخيص والعلاج.

يقول د. وليد قائد أخصائي جراحة العظام، إن الكساح أو ما يُعرف ب «لين العظام» عند الأطفال، يحدث عادةً في العام الأول من عمر الرضيع، وتظهر على الأكثر مع بداية الزحف والحركة وتعلم المشي، وتشمل الأعراض الإصابة، تأخر النمو، بطء تطور المهارات الحركية، ألم في العمود الفقري والحوض والساقين، ضَعف العضلات، وربما يصاحبها تقوس في السيقان، تفكك الركبتين، ازدياد سُمك الرسغ والكاحل، وبروز عظام الصدر، ويمكن أن تتطور المضاعفات في حال عدم الخضوع للعلاج لفترة طويلة.

الصورة
1

يذكر د.قائد أن لين العظام ينجم عن النقص الشديد في معدل فيتامين «د» لدى الأم أثناء الحمل، أو تحدث نتيجة نقص التغذية، أو الإصابة بأمراض تعوق امتصاص الفيتامينات والكالسيوم والفسفور والمعادن، كالتهاب الأمعاء، وأمراض الكُلي، ويُعد المواليد في وقت مبكر عن الطبيعي، والأطفال أصحاب البشرة الداكنة والذين يعيشوا في أماكن تقل فيها لأشعة الشمس هم الأكثر عرضة للإصابة، وكذلك من لا يحصلوا على الكمية الكافية من حليب الأم والرضاعة الطبيعية.

فحوص واختبارات

تلفت د. رزان الطائف أخصائية طب الأطفال إلى أن لين العظام أو الكساح أو الخرع أو مرض العظام النامية يصيب عادة الأطفال، ويحدث عادة نتيجة للنقص الشديد في فيتامين «د» وربما ينجم في بعض الحالات عن الأمراض الوراثية النادرة، ويتم التشخيص عن طريق إجراء التحاليل المخبرية بعد اشتباه الطبيب بوجود الإصابة، اعتماداً على الأعراض السريرية، ومعلومات التغذية الخاصة بالطفل، بالإضافة إلى الصور الشعاعية الأمامية للركبة عند الرضع والأطفال تحت عمر 3 سنوات، والتي تظهر فيها المشاشات العظمية للفخذ، حيث إن النمو العظمي سريع في هذه المنطقة، وبالتالي فإن التبدلات العظمية تكون أوضح.

وتوضح د.الطائف أن هناك دلالات يتم ملاحظاتها في الفحص السريري، وأهمها تبارز الجبهة وكبر حجم الرأس، وتغير شكل القفص الصدري، بالإضافة إلى تقوس الفخذين والساقين، وربما يكون قصر القامة مع انحناء العمود الفقري من مظاهر الإصابة وكذلك الضعف العضلي، وقد يتطلب التشخيص في بعض الحالات إجراء تحاليل خاصة على بول المريض.

وتشير د.الطائف إلى أن لين العظام يمكن أن يتسبب في حدوث تشوهات هيكلية عند الرضع والأطفال، وأهمها قصر القامة وتقوس الساقين، حيث إنها تحمل ثقل الجسم، وربما تتعرض المصابات من الإناث إلى سوء دوران في عظام الحوض، ما يؤدي إلى مشاكل لاحقاً فيما يخص الحمل والولادة.

وتضيف: ينجم عن الإصابة الشديدة بلين العظام إلى قصور تنفسي عند الرضع، نتيجة تشوه القفص الصدري، كما يؤثر نقص فيتامين «د» في العديد من العمليات الحيوية في الجسم بما فيها الجهاز المناعي، والتوازن الهرموني والاستقلابي.

تذكر د.الطائف أن الكساح التغذوي الناجم عن نقص فيتامين «د» يُعتبر السبب الشائع للإصابة بلين العظام، ويعتمد بروتوكول العلاج على عمر الطفل وبحسب السبب وشدة الأعراض، فربما تفيد جرعة واحدة من مركبات فيتامين «د»، أو جرعات يومية أو أسبوعية.

وبشكل عام تحتاج هذه الحالة إلى ما لا يقل عن 3 أشهر لاستعادة التوازن، وربما يستمر العلاج حتى 6 أشهر لبعض المرضى، وتجدر الإشارة إلى أن معظم التشوهات العظمية تتراجع مع المتابعة العلاجية ونمو الطفل، ولكن يتطلب البعض منها استخدام جبائر أو دعامات لأجزاء متفرقة من الجسم، كما تتوفر علاجات حيوية حديثة توصف للحالات النادرة والوراثية من الكساح، وتتطلب الإصابات الأشد تصحيحاً جراحياً.

غذاء متوازن
لا يعتمد العلاج من لين العظام عند الأطفال على العلاجات الطبية فقط، ولكنه يحتاج أيضاً إلى التغذية السليمة والمتوازنة، للسيطرة على تطور الأعراض، ولذلك يجب تزويد الوجبات اليومية بأطعمة متنوعة تحتوي على العناصر الأساسية والمعادن والفيتامينات، بالإضافة إلى فيتامين «د»، وتصل الجرعة الواحدة إلى 600 ألف وحدة، أما الجرعة اليومية فتتراوح بين 2000 إلى 6000 وحدة بحسب عمر الطفل، كما ينصح الخبراء ببعض المكملات الإضافية مثل الكالسيوم والفوسفور في حال وجود نقص فيها.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/58ucpvzb

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"