عادي
50 عاماً من العلاقات الوثيقة.. الإنسانية إحدى أهم ركائزها

من أبوظبي إلى باريس.. جسور ثقافية عابرة للحدود

02:02 صباحا
قراءة 3 دقائق

نقل متحف «اللوفر» ومبنى جامعة «السوربون» في أبوظبي مفهوم التعاون والشراكة الثقافية بين الدول من إطاره البروتوكولي إلى مفهوم جديد قائم على النقل المتكامل للثقافة والمعرفة، في تجسيد حقيقي لحجم الشراكة الثقافية التي تربط دولة الإمارات وجمهورية فرنسا.

وتحول المبنى الأيقوني للمتحف، ومقر الجامعة جسراً ثقافياً يربط أبوظبي بباريس. وطوال 50 عاماً من العلاقات الوثيقة بين الدولتين، شكلت الثقافة إحدى أهم ركائزها بين العاصمتين.

وقد أولى المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بفكره وحكمته هذا الجانب أهمية بالغة إيماناً منه بأهمية الثقافة في التقريب بين الدول والشعوب. وقد شهدت العقود ال5 الماضية إعلان مشاريع ثقافية كبرى أسهمت في تعزيز التواصل والتعاون بين البلدين على المستوى الثقافي والتعليمي.

ويعد «اللوفر أبوظبي» من أكبر وأهم المشاريع الثقافية التي تعمل على تعزيز التواصل الحضاري والثقافي بين فرنسا والإمارات. كما أنه أوّل متحف عالمي في العالم العربي وأكبر إنجاز ثقافي فرنسي في الخارج.

وخلال الحفل الرسمي الذي أقيم في عام 2017 بمناسبة تدشين المتحف، أكد صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، أن متحف اللوفر أبوظبي، علامة بارزة في مسار العلاقات المتميزة بين دولة الإمارات والجمهورية الفرنسية، خاصة في الجانب الثقافي. مشيراً إلى تثمين البلدين للتراث الثقافي الإنساني المشترك وعملهما معاً على الاهتمام به وتعزيز دوره في تحقيق التقارب والتفاهم بين الشعوب.

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في كلمة خلال الحفل «إن ميلاد صرح ثقافي عالمي في العاصمة الإماراتية، أكبر ردّ على أولئك الذين يريدون تدمير الإنسانية، لأنه يمثل جسراً للجمال الفني الذي يوصل قارات العالم والأجيال البشرية بعضها. والمتحف الجديد «خيالي» يعرض أوجه الحضارة الإنسانية عبر عصور التاريخ».

وفي الإطار نفسه، أسست عام 2006 جامعة «السوربون أبوظبي» أول فرع خارج فرنسا لواحدة من أعرق الجامعات في العالم، بناءً على اتفاق بين حكومة أبوظبي وجامعة «السوربون» في باريس، لتعزيز القطاع الأكاديمي والثقافي، ومثَّل هذا الاتفاق التاريخي رؤيتهما المشتركة، لتحقيق أفضل المعايير بالتعليم الفرنسي في منطقة الشرق الأوسط.

ويتيح حرم الجامعة الذي انتقلت إليه عام 2009 بجزيرة الريم في أبوظبي التقديم على برامج أكاديمية متخصصة بدرجتي البكالوريوس والماجستير، وبرامج التعليم المستمر.

ويمتد المبنى على 93 ألف متر مربع، ويشمل مرافق تعليمية وترفيهية وسكناً جامعياً، وتضم الجامعة مكتبة ومسرحاً يسع 700 شخص، ومركزاً رياضياً، وتلتزم بالمساهمة في رؤية أبوظبي المتمثلة في تحويل الإمارة مركزاً ثقافياً وعلمياً، وتوسيع نطاق تواصلها مع الطلبة محلياً وعالمياً.

وتتضمن الشراكة الثقافية بين البلدين الكثير من المحطات المهمة، حيث شكل «مؤتمر أبوظبي من أجل حماية التراث الثقافي في مناطق النزاع» عام 2016، محطة بارزة من محطات الشراكة الثقافية بين الإمارات وفرنسا، حيث أفضى إلى إنشاء التحالف الدولي لحماية التراث في مناطق النزاع /ALIPH/ وتأسيس صندوق دولي لدعم التراث العالمي المعرض للخطر، حيث أسهمت دولة الإمارات وفرنسا ب 45 مليون دولار، بالتعاون مع «يونيسكو».

وفي عام 2017 أسهمت دولة الإمارات ب 5 ملايين يورو لدعم «معهد العالم العربي» في باريس. وفي العام نفسه افتتحت«قاعة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان» في «متحف اللوفر» في باريس. وكذلك، قدمت الإمارات 10 ملايين يورو، لترميم المسرح الإمبراطوري لقصر فونتينبلو بالقرب من باريس، وبناءً عليه سمي المسرح باسم المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله.

وشكل عام الحوار الثقافي الإماراتي الفرنسي /2018/ فرصة مميزة لتوسيع أطر المبادرات والمشاريع والبرامج المختلفة، حيث تناول مواضيع مهمة، منها الفن والذكاء الاصطناعي، وحماية التراث الثقافي المعرض للخطر، وتعزيز اللغتين الفرنسية والعربية في البلدين.

ونظمت وزارة الثقافة والشباب «الأسبوع الثقافي الإماراتي» في باريس في أكتوبر من العام نفسه، لتعريف الجمهور الفرنسي بالفنون والثقافة الإماراتية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/a55z95tk

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"