تحقيق: راندا جرجس
يبلغ عدد الوفيات الناجمة عن فيروس الإنفلونزا نحو 650 ألفاً كل عام، وعلى الرغم من أنه يستهدف عدداً كبيراً من الأشخاص حول العالم، فإنه ينتشر على الأكثر بين الأطفال تحت سن 5 سنوات، والذين تقل أعمارهم عن 6 أشهر، ومن تزيد أعمارهم على 65 سنة، والنساء الحوامل، وممن يعانون مشكلات الجهاز المناعي، وأصحاب الأمراض المزمنة؛ مثل: الربو، اضطرابات القلب، السمنة المفرطة وأمراض الكلى والكبد
تهاجم الأعراض الجهاز التنفسي ومناطق الحلق والأنف، وتظهر عادة بعد يومين من الإصابة، وتستمر لأسبوع، وتراوح شدة علامات المرض بحسب نوع الفيروس وعمر المريض والحالة الصحية، وفي السطور القادمة، يسلط الخبراء والاختصاصيون، الضوء على هذا الموضوع تفصيلاً، وطرق الوقاية والعلاج.
تقول د. آنا ماريا بولانوس، أخصائية طب الأطفال، إن الإنفلونزا الموسمية تصل إلى ذروتها خلال فصلي الخريف والشتاء، وتحدث نتيجة انتقال الفيروس بين الأشخاص عن طريق العدوى، وانتشار الرذاذ التنفسي أثناء سعال أو عطس الشخص المصاب، أو عند لمس الأسطح الملوثة، كما تميل فيروسات الإنفلونزا إلى الخضوع لطفرات جينية، وتعد الأماكن المزدحمة بالناس مثل المدارس والمكاتب ووسائل النقل العام وأماكن الرعاية الصحية من أكثر البيئات الناقلة للعدوى.

وتضيف: يمكن أن تتطور فيروسات الإنفلونزا بسرعة، ما يجعل من الصعب على الجهاز المناعي مواكبتها، ولهذا السبب يتم تطوير اللقاح في كل عام، لاستهداف السلالات الأكثر انتشاراً.
تلفت د.آنا ماريا إلى أن تفاقم الإصابة بالإنفلونزا الموسمية، يمكن أن يؤدي إلى العديد من المخاطر التي تؤثر سلباً في حياة المريض، وخاصة لدى الأفراد الذين يعانون ضعف جهاز المناعة ككبار السن، والنساء الحوامل والأطفال، والمصابين بالحالات الصحية المزمنة، وتشمل المضاعفات، الالتهاب الرئوي وهو من أشد المشكلات التي تهاجم المريض، كونه يعد قابلاً للتطور للالتهاب الرئوي البكتيري، والتهاب الشعب الهوائية الذي يزيد من السعال وصعوبة التنفس وزيادة إنتاج المخاط، والتهابات الجيوب الأنفية، والتهابات الأذن الوسطى وهي شائعة عند الأطفال، والتهاب عضلة القلب والبطانة المحيطة، ما ينجم عنه ضعف قدرة القلب على ضخ الدم بشكل فعّال.
أعراض الإصابة
توضح د. كلاويز عثمان، استشارية طب الأسرة أن أبرز أعراض الإنفلونزا الموسمية، تتمثل في: الحمى، التهاب الحلق، السعال الجاف، احتقان الأنف، التعرق، الصداع، الشعور بآلام في العظم والمفاصل، والغثيان، أما بالنسبة للمصابين بالعدوى الفيروسية من الرضع والأطفال، فتتنوع العلامات بين سوء التغذية، التشنجات الحرارية، صعوبة التنفس، وعادة تكون في أسوأ حالاتها بعد يوم إلى يومين من الإصابة، ومن ثم تتحسن تدريجياً على مدار بضعة أيام، ويعد لقاح الإنفلونزا الإجراء الأفضل؛ للتخفيف من حدة العدوى.

وتضيف: تنتشر الإنفلونزا الموسمية بين الأطفال الصغار الذين لا تزيد أعمارهم على عامين، والنساء الحوامل، والمصابين بداء السكري، والربو، ومشكلات القلب، والتصلب المتعدد، ومرضى الكلى، والتهاب وتشمع الكبد، إضافة إلى الأشخاص المعرضين للالتهابات الحادة الناجمة عن ضعف الجهاز المناعي، والذئبة الحمراء ومن يتلقون علاجات السرطان والتهاب المفاصل الروماتويدي أو المصابين بمرض نقص المناعة المكتسبة.
تذكر د.كلاويز أن تشخيص الإصابة بالإنفلونزا، يتم من خلال الفحص السريري، وفحص مسحة من الأنف أو الحلق؛ للتعرف إلى نوع الفيروسات الموجودة، وعمل اختبارات لاكتشاف الفيروسات عن طريق أخذ عينات من الجهاز التنفسي، ومن بينها تفاعل البوليميرز المتسلسل للنسخ العكسي، تحليل الفيروسات، الفحوص المناعية غير المباشرة.
طرق التداوي
تشير د. حنان الحنا طبيبة الصحة العامة، أن جرعة اللقاح السنوي أهم طرق التحصين من الإصابة بفيروس الإنفلونزا، وتُعالج الحالات البسيطة في المنزل، عن طريق تناول ملعقة من مزيج من الليمون والعسل المصفى، واحتساء السوائل الدافئة، والأطعمة الطعام الصحية من الخضراوات والفواكه التي تدعم مناعة الجسم، وتقاوم الأمراض، وتخفف من احتقان الحلق وتقي من الجفاف، كما تلعب التهوية الجيدة للمنزل والراحة دوراً مهماً في سرعة الشفاء والتعافي.

وتضيف: يجب إعطاء الأطفال المصابين مزيداً من السوائل لمنع الجفاف، ويفيد الاستحمام بالماء الدافئ الجهاز التنفسي، وتعتمد طرق التداوي على تحديد الأعراض ونتيجة المسحة، ويمكن استخدام قطرات محلول ملحي للأنف بعد استشارة الطبيب. وشفط السوائل من الأنف باستخدام المسحة الأنفية.
تؤكد د.حنان الحنا أن طرق الوقاية من الإصابة بعدوى الإنفلونزا الموسمية تشمل بعض الإجراءات، ومنها:
* الحرص على أخذ اللقاح الموسمي للإنفلونزا بشكل سنوي، ويتم تحديد الجرعة بحسب السن والوزن.
* غسل اليدين جيداً بالماء والصابون لمدة 40 ثانية للقضاء على الجراثيم.
* تعقيم اليدين بالكحول لمدة 20 ثانية، مع الحرص على عدم الإفراط في استخدامه حتى لا يسبب الجفاف للأيدي.
* تجنب لمس العينين أو الفم بشكل مباشر بعد لمس الأسطح، أو الاتصال المباشر بالأشخاص المصابين أو مشاركتهم الأدوات الشخصية.
* التخلص من المنديل بعد العطس أو السعال والقيء في المكان المخصص له.
* الحرص على تنظيف الأسطح باستمرار وبانتظام مثل الطاولات والمقاعد.
الدعامة الأساسية
تشير الإحصاءات والأرقام الصادرة عن منظمة الصحة العالمية أن فيروس الإنفلونزا الموسمية يتسبب في إصابة ملايين الحالات بمضاعفات شديدة، وينجم عنها من 300 ألف إلى 646 ألف حالة وفاة على مستوى العالم سنوياً.وتلفت التوقعات إلى زيادة عدد المصابين في كل عام بحسب التقدير العالمي، ففي أواخر عام 2020 بلغ معدل الوفيات لمرضى الإنفلونزا 5.8% من الأشخاص حول العالم، أما عدد الأطفال تحت ال18 سنة الذين يتم نقلهم إلى المستشفيات من جرّاء إصابتهم بالإنفلونزا يصل إلى 1.4%.
يعد التطعيم الخاص بنوع السلالة هو الدعامة الأساسية للوقاية من الإنفلونزا والسيطرة على الأوبئة، وعلى الرغم من أن اللقاح لا يمنع العدوى بشكل كامل، فإنه يقلل من معدلات حدوث الاعتلال والوفيات، وانتشار العدوى بين الأشخاص.