إن السيرة الذاتية هي فرصة حاسمة للمتقدمين، لإثبات قيمتهم أمام مديري التوظيف، ومع ذلك، يفشل العديد من المرشّحين في التقدم إلى ما بعد هذه المرحلة بسبب أخطاء يُمكن تجنبها، ما يكلفهم فرص عمل محتملة. وتشير الأبحاث إلى أنه حتى الأفراد الذين يمتلكون خبرة في كتابة السيرة الذاتية يتعرضون لارتكاب هذه الأخطاء. وفي الأغلب يبحث مديرو التوظيف عن سير ذاتية مثالية، لتحديد أفضل مرشح لوظيفة ما؛ حيث يحللون بدقة كل متقدم، ويبحثون عن الأسباب التي تجعلهم مناسبين أو غير مناسبين لهذا المنصب. وبالتالي، من المهم التأكد من أن سيرتك الذاتية مُصممة بدقة، لترك انطباع إيجابي. إليك ستة أخطاء فادحة يجب تجنبها عند إنشاء سيرتك الذاتية؛ وهي:
1 - إرسال سيرة ذاتية عامة
وفقاً للتعليقات الواردة من العديد من مديري التوظيف، فإن أحد الأخطاء الشائعة، هو إرسال سيرة ذاتية عامة غير مخصصة للوظيفة المعنية؛ حيث يشير ذلك إلى عدم الاهتمام في المنصب. ومن المهم إدراك أن كل وظيفة فريدة من نوعها، حتى لو كانت المسميات الوظيفية متشابهة. وعلى سبيل المثال، يمكن أن تختلف مسؤوليات «مسؤول علاقات العملاء» بشكل كبير بين الشركات المختلفة، فبينما قد تتطلب إحدى الشركات خبرة في المبيعات والدعم، قد تُركز شركة أخرى فقط على دعم العملاء.
ويمتلك أصحاب العمل القدرة على تمييز مستوى فهمك للوصف الوظيفي بناءً على المحتوى الوارد في سيرتك الذاتية، والهدف من سيرتك الذاتية هو عرض الخبرات الأكثر صلة بالوظيفة المعنية؛ لذلك، من الضروري مراجعة الوصف الوظيفي بدقة، وفهم توقعات ومتطلبات مدير التوظيف، ثم صياغة سيرتك الذاتية وفقاً لذلك. لتحقيق ذلك، ضع في اعتبارك النقاط التالية:
* إضافة الكلمات المفتاحية والمهارات التي تم تأكيدها في الوصف الوظيفي. ويمكن أن يساعدك هذا النهج في اجتياز أنظمة التصفية الآلية التي يستخدمها العديد من مديري التوظيف، لتسهيل عملية اختيار أفضل المرشّحين.
* إعطاء الأولوية لخبرتك الأكثر صلة بوضعها في مقدمة سيرتك الذاتية.
* إظهار المهارات المطلوبة من خلال أمثلة مُقنعة، فبدلاً من مجرد ذكر المسمى الوظيفي ومدة التوظيف، قدم إنجازات ونتائج مُحددة تسلط الضوء على خبرتك. وعلى سبيل المثال، بدلاً من قول «عملت مديراً لمواقع التواصل الاجتماعي لمدة 5 سنوات». أكد كفاءتك بالقول: «بصفتي مديراً خبيراً في مواقع التواصل الاجتماعي، فقد حققت نتائج ملحوظة في شركة (اذكر اسم الشركة)؛ حيث نجحت في زيادة ظهور الشركة بنسبة 45% خلال الأشهر الثلاثة الأولى من فترة عملي».
2- ارتكاب الأخطاء الإملائية والنحوية
إن الأخطاء الإملائية والنحوية ذات تأثير سلبي في سيرتك الذاتية، فهي تترك انطباعاً سلبياً لدى جميع المشاركين في عملية التوظيف؛ لذا يجب أن تتجنب حتى أبسط الأخطاء عند الكتابة. وللأسف، ثبت أن الأخطاء الإملائية والنحوية، تقلل من فرص المرشّحين في النجاح، وقد أدت إلى تجاهل سيرهم الذاتية في كثير من الأحيان.
خصص وقتاً كافياً للتدقيق اللغوي الشامل، لضمان تجنب الأخطاء الإملائية والنحوية في سيرتك الذاتية. ويُنصح بمراجعة سيرتك الذاتية عدة مرات، ويفضل أن يكون ذلك بفارق ثلاث ساعات على الأقل بعد صياغتها في البداية، فمن خلال السماح لبعض الوقت بالمرور، فإنك تزيد من فرص اكتشاف الأخطاء التي تم التغاضي عنها. استخدم أيضاً أدوات التدقيق الإملائي، واستشر القاموس عند الشك. كما قد يكون طلب المساعدة من صديق موثوق به أو أحد أفراد الأسرة لمراجعة سيرتك الذاتية مفيداً أيضاً. وإذا كان ذلك ممكناً، فإن الاستعانة بمدقق لغوي محترف قد تكون فكرة سديدة لمزيد من الدقة.
3- إرسال سيرة ذاتية طويلة
من أجل جذب انتباه مديري التوظيف، من الضروري إبقاء سيرتك الذاتية موجزة وذات صلة. وفي الأغلب تكون السير الذاتية الطويلة غير مناسبة ومملة، خاصة لمديري التوظيف المشغولين الذين يتعين عليهم مراجعة العديد من طلبات التوظيف. ولتخصيص سيرتك الذاتية بشكل فعّال، قم بتضمين المعلومات الأكثر صلة وتأثيراً فقط، مثل مهاراتك ومؤهلاتك وتطلعاتك وهواياتك ذات الصلة، بطريقة موجزة. ومن خلال تجنب إضافة التفاصيل غير الضرورية، فإنك تزيد من فرص جذب انتباه مدير التوظيف وترك انطباع إيجابي.
* استخدم النقاط لتأكيد الإنجازات المهمة بدلاً من المهام اليومية.
* تجنب تضمين جميع إنجازاتك التعليمية ما لم تكن ذات صلة وثيقة بالوظيفة.
* أعطِ الأولوية للإنجازات الحديثة، عادةً تلك التي حققتها خلال السنوات ال10 إلى ال15 الماضية.
4- استخدام خطوط يصعب قراءتها
قد يؤثر الخط الذي تختاره لسيرتك الذاتية تأثيراً كبيراً في قرار مديري التوظيف بمتابعة قراءة سيرتك الذاتية أو تجاهلها. تُظهر الأبحاث أن مديري التوظيف يقضون عادةً نحو ثماني ثوانٍ في قراءة السيرة الذاتية؛ لذا من المهم استخدام خط يمكن قراءته بسرعة وسهولة. يُعد اختيار الخطوط مثل Arial أو Calibri أو Helvetica أو Georgia أو Verdana خياراً آمناً، لأنها مقبولة على نطاق واسع ومقروءة. من ناحية أخرى، من الأفضل تجنب الخطوط المنمقة؛ مثل: Comic Sans أو Papyrus أو Futura أو Impact، لأنها يمكن أن تنتقص من الاحترافية وقابلية قراءة سيرتك الذاتية.
5- تجاهل الفجوات في تاريخك الوظيفي
قد تُثير فجوات التوظيف مخاوف مديري التوظيف، ولكن ليس من المستحيل أن تزيل هذه المخاوف؛ حيث إن تقديم تفسير للفجوة في سيرتك الذاتية، يمكن أن يزيد بشكل كبير من فرصك في الحصول على الوظيفة. قد لا يكون ترك سبب الفجوة لمخيلة صاحب العمل في مصلحتك؛ حيث قد يفترض السيناريو الأسوأ. إن أخذ زمام المبادرة لمعالجة وشرح فجوة التوظيف لديك، يوضح الشفافية، ويمكن أن يعزز ثقة مدير التوظيف، ويُظهر التزامك ومدى ملاءمتك للوظيفة.
وتوجد استراتيجية فاعلة أخرى لمعالجة فجوات التوظيف؛ وهي تسليط الضوء على الخبرة والمهارات التي اكتسبتها خلال تلك الفترة. وإذا كنت منخرطاً في التطوع، أو بدأت مشروعاً تجارياً، أو عملت على مشروع تشعر بالشغف تجاهه، أو قمت بعمل مستقل، فاحرص على تسليط الضوء على المهارات التي اكتسبتها من خلال هذه الأعمال.
6- الإشارة إلى نفسك بصيغة الغائب
يُنصح بتجنب كتابة سيرتك الذاتية بصيغة الغائب، واختيار صيغة المتكلم بدلاً من ذلك، فالكتابة بصيغة المتكلم تخلق نبرة شخصية وجذابة ومباشرة. على سبيل المثال، بدلاً من قول «لقد ساعد في وضع استراتيجيات الحملات الترويجية وإنشائها وتنفيذها»، يُمكنك القول «لقد وضعت وأنشأت ونفذت استراتيجيات الحملات الترويجية». وباستخدام صيغة المتكلم، يُمكنك نقل قدراتك الفريدة وشغفك ومهاراتك بشكل أكثر فاعلية، ما يسمح لمدير التوظيف بالتواصل معك على المستوى الشخصي. ويساعد هذا النهج على ضمان تألق شخصيتك وقوتك في سيرتك الذاتية.